المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



نظرة سريعة عن حياة المجتبى عليها السلام  
  
1364   05:44 مساءً   التاريخ: 25-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص296-300
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / الولادة والنشأة /

الاسم: الحسن عليه السلام

اللّقب: المجتبى

الكنية: أبو محمد

اسم الأب: علي بن أبي طالب عليه السلام

اسم الأمّ: فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم

الولادة: 15 رمضان 3 هـ

الشهادة: 7 صفر 50 هـ

مدّة الإمامة: 10 سنوات

مكان الدفن: المدينة المنورة / البقيع

 

الطفولة والرعاية النبويـّة

لقد عاش الإمام الحسن عليه السلام في كنف جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين، فأحاطه بالرعاية والاهتمام والأدب. فقد كان له منزلةٌ خاصّةٌ في قلب جدّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان يُسَرُّ بلقياه. ثمّ إنّه ورث من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الخُلُق الحسن والإحسان إلى الناس، ومقابلة السيّئة بالحسنة. ولمّا كانت أمّه أسرع الناس لحاقاً بجدّه، فلم تتجاوز تلك المدّة الّتي عاشها مع أمِّه أشهراً معدودةً عمّا عاشه مع جدّه، فعايش الإمام مظلوميّة أمّه وأبيه بعد وفاة جدّه.

 

الإمام الحسن مع أمير المؤمنين عليه السلام

عاش الإمام الحسن عليه السلام في كنف أبيه أمير المؤمنين عليه السلام مرحلتين:

1- مرحلة ما قبل تولّي أمير المؤمنين عليه السلام الخلافة:

وهذه المرحلة استمرّت ما يقرب من 23 سنة، كان الإمام فيها يحتذي حذو أبيه، من الاهتمام بأمور المسلمين، عبر إرشاد الناس والسعي للحفاظ على سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

2- مرحلة تولّي أمير المؤمنين عليه السلام الخلافة:

في هذه المرحلة كان أيضاً إلى جانب أبيه، فانتقل معه إلى الكوفة، وشارك معه في حروبه، الّتي خاضها ضدَّ الناكثين، والقاسطين، والمارقين.

 

خلافة الإمام الحسن عليه السلام

بعد استشهاد الإمام عليّ‏ عليه السلام بويع الإمام الحسن عليه السلام بالخلافة في الكوفة، فرفض معاوية هذه المبايعة، وعمل على محاربته والتخلّص منه عليه السلام . فأرسل الجواسيس إلى الكوفة والبصرة وقام بحملة دعائيَّة واسعة ضدّه. فأدرك الإمام الحسن‏ عليه السلام أبعاد المؤامرة، وكشف عن الجواسيس، وأرسل إلى معاوية يدعوه إلى التخلّي عن انشقاقه. ولكنّ معاوية رفض الاستجابة لمطلب الإمام الحسن عليه السلام ، وهكذا تصاعدت المواجهة بينهما وصولاً إلى إعلان الحرب.

 

أسباب الصلح مع معاوية

سار الإمام الحسن‏ عليه السلام بجيشٍ كبيرٍ، حتّى نزل في موضعٍ متقدّمٍ عرف بـ "النخيلة". فنظّم الجيش ورسم الخطط لقادة الفرق. ومن هناك أرسل طليعةً عسكريّةً، في مقدّمة الجيش على رأسها "عبيد الله بن العبّاس" و"قيس بن سعد بن عبادة" كمعاون له. ولكنّ الأمور والأحداث انقلبت لصالح معاوية، وقد تمثَّلت بمجموعة من المواقف:

1- خيانة قائد الطليعة العسكريّة عبيد الله بن العبّاس، الّذي التحق بمعاوية لقاء رشوة تلقَّاها منه.

2- خيانة معظم زعماء القبائل في الكوفة، حيث أغدق عليهم معاوية الأموال الوفيرة، فأعلنوا له الولاء والطاعة، وعاهدوه على تسليم الإمام الحسن عليه السلام له.

3- قوّة جيش العدوّ في مقابل ضعف معنويَّات جيش الإمام عليه السلام الّذي كانت تستبدّ به المصالح المتضاربة.

4- محاولات الاغتيال، الّتي تعرّض لها الإمام عليه السلام في الكوفة.

5- الدعايات والإشاعات، الّتي أخذت مأخذاً عظيماً في بلبلة وتشويش ذهنيّة المجتمع العراقيّ.

إزاء هذا الواقع الممزّق، وجد الإمام‏ عليه السلام أنّ المصلحة العليا تقتضي مصالحة معاوية، حقناً للدّماء وحفظاً لمصالح المسلمين، لأنّ اختيار الحرب لا تعدو نتائجه أحد أمرين:

أ- إمَّا قتل الإمام‏ عليه السلام ، والثلّة المخلصة من أتباع عليٍّ عليه السلام ‏.

ب- وإمّا حمله أسيراً ذليلاً إلى معاوية.

وضع الإمام عليه السلام شروط الصلح، بغية أن يحافظ على شيعة أبيه، وترك المسلمين يكتشفون معاوية بأنفسهم، وليتسنّى للحسين‏ عليه السلام فيما بعد كشف الغطاء عن تسلّط بني أميّة وممارساتهم الجائرة تمهيداً لتقويض دعائم حكمهم.

 

بنود الصلح

أقبل عبد الله بن عامر، الّذي أرسله معاوية إلى الإمام الحسن‏ عليه السلام حاملاً تلك الورقة البيضاء المذيّلة بإمضاء معاوية، يعلن فيها القبول بكلّ شرط يشترطه الإمام عليه السلام ، وتمّ الاتفاق بين معاوية والإمام الحسن عليه السلام ، وأهمّ ما جاء فيه:

1- أن تؤّول الخلافة إلى الإمام الحسن عليه السلام بعد وفاة معاوية، أو إلى الإمام الحسين عليه السلام إن لم يكن الإمام الحسن عليه السلام على قيد الحياة.

2- أن يتسلّم معاوية إدارة الدولة بشرط العمل بكتاب الله وسنّة نبيّه.

3- أن يكفل معاوية سلامة أنصار الإمام عليّ‏ عليه السلام ولا يُساء إليهم.

إنّ الّذي يقرأ الظروف الّتي أحاطت بالصلح، وما تضمّنه من بنود، يتوصّل إلى نتيجةٍ هي أنّ الإمام الحسن عليه السلام قد رسم مساراً صحيحاً للحكم وإدارة الدولة من دون أن يسقط حقّه بالخلافة.

 

المخطّط الأمويّ

انتقل الإمام الحسن‏ عليه السلام من الكوفة إلى مدينة جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، بصحبة أخيه الحسين عليه السلام ، فدخلت جيوش معاوية الكوفة، وسط حالةٍ شديدةٍ من الرعب والخوف دبّت في نفوس أهلها، كشف معها معاوية مخطّطه في خطبة له لأهل الكوفة: "يا أهل الكوفة أترون أنّي قاتلتكم على الصّلاة والزكاة والحجّ؟ وقد علمت أنّكم تصلّون وتزكّون وتحجّون... ولكنّني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم، وقد آتاني الله ذلك وأنتم له كارهون... وإنّ كل شرط شرطته للحسن فتَحْتَ قدميّ هاتين"[1].

على الرغم من هذا الوضع المأساويّ، لم يترك الإمام الحسن عليه السلام الساحة، فقام بنشاطاتٍ فكريّةٍ واجتماعيّةٍ في المدينة المنوّرة، تفضح المخطّط الأمويّ وتكشف ممارساته الّتي منها:

- تصفية العناصر المعارضة، وعلى رأسها أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ‏.

- تزويد الولاة بالأوامر الظالمة من نحو: "فاقتل كلّ من لقيته، ممّن ليس هو على مثل رأيك..."[2].

- تبذير أموال الأمّة في شراء الضمائر ووضع الأحاديث الكاذبة لصالح الحُكْم وغيرها من المفاسد...

 

شهادة الإمام الحسن عليه السلام

كانت تحرّكات الإمام الحسن‏ عليه السلام تقلق معاوية، وتَحُول دون تنفيذ مخطّطه الإجراميّ، القاضي بتتويج يزيد خليفة على المسلمين، ولهذا قرّر معاوية التخلّص منه، ووضع خطّته الخبيثة بالاتفاق مع "جعدة بنت الأشعت بن قيس" الّتي دسّت السمّ لزوجها الإمام عليه السلام ‏، واستُشْهِد من جراء ذلك الإمام الحسن‏ عليه السلام ، ودُفن في البقيع بعد أن مُنِعَ دفنه بقرب جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّاً.

 


[1]  ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، مصدر سابق، ج16، ص15.

[2]  المصدر نفسه، ج2، ص86.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.