المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

عبدالله بن الزبعرى
17-6-2017
استحباب الدعاء أمام التسبيح
1-12-2015
حالات الفقد غير الإرادي للجنسية بالسحب والإسقاط
11-12-2021
Heterogeneous Catalysts
20-12-2020
العمل سر النجاح
2-4-2022
المبارزة بين المعسكرين
14-8-2017


زواج النبي بخديجة  
  
2249   05:37 مساءً   التاريخ: 10-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص52-56
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / زوجاته واولاده /

ولد محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) في بيت من أرفع بيوت العرب شأنا وأعلاها مجدا وأكثرها عزّة ومنعة ، فنمى وترعرع وشبّ ، وشبّت معه آمال الحياة كلّها ، وقد شاء اللّه أن يربّي محمّدا ( صلّى اللّه عليه واله ) ويعدّه ويؤهّله لحمل الرسالة والاضطلاع بتبليغ الأمانة ، فأحاطه برعاية خاصّة رسمت حياته وفق قدر ربّاني متناسب مع ما ينتظره من عظم المسؤولية في حمل آخر رسالة عالمية إلهية .

وحين بلغ محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) سن الخامسة والعشرين من عمره الشريف كان لا بدّ له من الاقتران بامرأة تناسب إنسانيته وتتجاوب مع عظيم أهدافه وترتفع إلى مستوى حياته بما ينتظرها من جهاد وبذل وصبر ، لقد كان بإمكان محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو بهذه المؤهّلات الراقية أن يتزوج من أية فتاة أرادها من بني هاشم ، ولكن مشيئة اللّه شاءت أن يتّجه قلب خديجة نحوه صلوات اللّه عليه ، ويتعلّق قلبها بشخصه الكريم فيقبل ( صلّى اللّه عليه واله ) ذلك الطلب ويقترن بخديجة .

لقد أعطت خديجة زوجها حبّا وهي لا تشعر بأنّها تعطي ، بل تأخذ منه حبّا فيه كلّ السعادة ، وأعطته ثروة وهي لا تشعر بأنّها تعطي ، بل تأخذ منه هداية تفوق كنوز الأرض ، وهو بدوره أعطاها حبّا وتقديرا رفعاها إلى أعلى مرتبة وهو لا يشعر بأنّه قد أعطاها ، بل قال : ما قام الإسلام إلّا بسيف عليّ ومال خديجة ، ولم يتزوّج بغيرها حتى توفّيت وهو لا يشعر بأنّه أعطاها .

وقصة زواج خديجة من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تعدّ منعطفا مهما ومن النقاط اللامعة في حياتها ، فقد كانت لها روح الاستقلال والاعتماد على النفس والحرية بشكل واضح ، وكانت تمارس التجارة كأفضل الرجال عقلا ورشدا ، ورفضت الزواج من الأشراف والأثرياء الذين تقدّموا إليها ، ورضيت باندفاع للزواج من محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) الفقير اليتيم ، بل تقدّمت بشوق لتقترح على محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) الزواج منها ، وأن يكون المهر من أموالها ، فلمّا أراد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على عمّ خديجة ، فابتدأ أبو طالب بالكلام قائلا :

« الحمد لربّ هذا البيت الذي جعلنا زرع إبراهيم وذرّية إسماعيل ، وأنزلنا حرما أمنا وجعلنا الحكام على النّاس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ، ثمّ إنّ ابن أخي - يعني محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) - ممن لا يوزن برجل من قريش إلّا رجح به ، ولا يقاس به رجل إلّا عظم عنه ، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلا في المال فإنّ المال رفد جار وظل زائل ، وله في خديجة رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها ، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله ، وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم ودين شائع ورأي كامل » .

ثم سكت أبو طالب ، فتكلّم عمّها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر وكان رجلا عالما ، فتداركت خديجة الموقف وزوّجت نفسها من محمّد ( صلّى اللّه عليه واله )[1].

ويروى أنّ خديجة وكّلت ابن عمّها ورقة في أمرها ، فلمّا عاد ورقة إلى منزل خديجة بالبشرى وهو فرح مسرور نظرت اليه فقالت : مرحبا وأهلا بك يا ابن عمّ ، لعلك قضيت الحاجة ، قال : نعم يا خديجة يهنئك ، وقد رجعت أحكامك إليّ وأنا وكيلك ، وفي غداة غد أزوجك إن شاء اللّه تعالى بمحمّد ( صلّى اللّه عليه واله )[2]. ولمّا خطب أبو طالب ( عليه السّلام ) الخطبة المعروفة وعقد النكاح قام محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) ليذهب مع أبي طالب ، فقالت خديجة : إلى بيتك ، فبيتي بيتك وأنا جاريتك[3].

وبعد أن تمّ الزواج المبارك انتقل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى دار خديجة ، تلك الدار التي ظلّت معلما شاخصا ولسانا ناطقا يحكي أحداث الدعوة والجهاد وصبر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ومعاناته .

مكانة خديجة ( رضي اللّه عنها ) لدى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) :

اجتمع شمل محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وخديجة وتأسست الأسرة وبني البيت الذي يغمره الحبّ والسعادة والحنان والدفء العائلي والانسجام ، فقد كانت أول من آمن بدعوة الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) من النساء ، وبذلت كلّ ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة ، وجعلت ثروتها بين يدي الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وقالت : جميع ما أملك بين يديك وفي حكمك ، اصرفه كيف تشاء في سبيل إعلاء كلمة اللّه ونشر دينه .

وتحمّلت مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عذاب قريش ومقاطعتها وحصارها ، وكان هذا الإخلاص الفريد والايمان الصادق والحبّ المخلص من خديجة حريّا أن يقابله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بما يستحقّ من الحبّ والإخلاص والتكريم ، وبلغ من حبّه لها وعظيم مكانتها في نفسه الطاهرة أنّ هذا الحب والوفاء لم يفارق رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى بعد موتها ، ولم تستطع أيّ من زوجاته أن تحتل مكانها في نفسه ، حتى قال الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) : وخير نساء أمتي خديجة بنت خويلد . . .[4].

وعن عائشة أنّها قالت : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها ، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت :

وهل كانت إلّا عجوزا قد أخلف اللّه لك خيرا منها ؟ قالت : فغضب حتى اهتز مقدّم شعره وقال : « واللّه ما أخلف لي خيرا منها ، لقد آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس وأنفقتني ما لها إذ حرمني الناس ، ورزقني اللّه أولادها إذ حرمني أولاد النساء » . قالت : فقلت في نفسي : واللّه لا أذكرها بسوء أبدا[5].

وفي رواية : أنّ جبرئيل ( عليه السّلام ) أتى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : « يا محمد ! هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها ، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب »[6] .

وكان ( صلّى اللّه عليه واله ) يحترم صديقاتها إكراما وتقديرا لها ، كما جاء عن أنس أنّ النبّي ( صلّى اللّه عليه واله ) كان إذا اتي بهدية قال : « إذهبوا إلى بيت فلانة فإنّها كانت صديقة لخديجة ، إنّها كانت تحبّها »[7].

وروي عنه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّه كان إذا ذبح الشاة يقول : « أرسلوا إلى أصدقاء خديجة » ، فتسأله عائشة في ذلك فيقول : « إنّي لاحب حبيبها » .

وروي أنّ امرأة جاءته ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو في حجرة عائشة فاستقبلها واحتفى بها ، وأسرع في قضاء حاجتها ، فتعجّبت عائشة من ذلك ، فقال لها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إنّها كانت تأتينا في حياة خديجة » .

إنّ خديجة لتستحق كلّ هذا التقدير والاحترام من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن بلغت المقام السامي والدرجة العالية عند اللّه حتى حباها ربّ العالمين بالدرجة الرفيعة في الجنة ، وقد أوضح رسول اللّه مكانتها في الجنة بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون »[8].

وكانت خديجة تؤازره على أمره في تبليغ الدعوة ، فخفّف اللّه عن رسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) بمؤازرتها ، فكانت تسرّه وتروّح عنه عندما كان يجد قسوة وغلظة أو ما يكره من ردّ وتكذيب من قريش فيحزن فإذا رجع إلى داره هوّنت عليه معاناته ( صلّى اللّه عليه واله ) وبثّت فيه النشاط كي لا يشعر بالتعب ، وكان الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) يسكن إليها ويشاورها في المهم من أموره[9].

 

[1] بحار الأنوار : 16 / 14 ، وراجع تذكرة الخواص : 302 .

[2] بحار الأنوار : 16 / 65 .

[3] بحار الأنوار : 16 / 4 .

[4] تذكرة الخواص : 302 ( طبعة النجف ) ، وراجع مسند الإمام أحمد : 1 / 143 .

[5] تذكرة الخواص : 303 .

[6] المصدر السابق : 302 .

[7] سفينة البحار : 2 / 570 ( الطبعة المحققة ) .

[8] ذخائر العقبى ، للطبري : 52 ، ومستدرك الحاكم : 3 / 160 و 185 .

[9] بحار الأنوار : 16 / 10 - 11




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.