المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

طبيعة المجتمع العربي في عصر النبوة
5-05-2015
شطر الحزمة beam splitting
8-1-2018
الهدف من الحياة في عالم اليوم
2023-09-18
السجلات الخاصة بالمعروضات
4/9/2022
تاريخ الحضرة
22-5-2019
معنى كلمة إلا
3-1-2023


مظاهر من شخصيّة الزهراء ( عليها السّلام) : جودها وايثارها  
  
1595   05:30 مساءً   التاريخ: 9-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، 38-41
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

وكانت على هدي أبيها في جوده وسخائه ، وقد سمعته يقول : « السخي قريب من اللّه ، قريب من الناس ، قريب من الجنة ، بعيد عن النار ، وأنّ اللّه سبحانه جواد يحبّ الجواد » وكان الإيثار من شعار المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى قالت بعض زوجاته : ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا ، وكان يقول ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ولو شئنا لشبعنا ولكنّا نؤثر على أنفسنا »[1] ، وكانت الزهراء خير من يؤثر على نفسه اقتداء بأبيها حتى عرف عنها ايثارها بقميص عرسها ليلة زفافها سلام اللّه عليها ، وكفى بما أوردناه في سورة الدهر شاهدا على عظيم ايثارها وجميل سخائها .

وروي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال : صلّى بنا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) صلاة العصر ، فلمّا انفتل جلس في قبلته والناس حوله ، فبيناهم كذلك إذ أقبل شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل[2] قد تهلّل وأخلق ، ولا يكاد يتمالك كبرا وضعفا ، فأقبل عليه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يستحثّه الخبر ، فقال الشيخ : يا نبيّ اللّه ، أنا جائع الكبد فأطعمني ، وعاري الجسد فاكسني ، وفقير فأرشني ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ما أجد لك شيئا ، ولكنّ الدالّ على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحبّ اللّه ورسوله ، ويحبّه اللّه ورسوله ، يؤثر اللّه على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة » . ( وكان بيتها ملاصقا لبيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه ) وقال : « يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة » .

فانطلق الأعرابي مع بلال ، فلمّا وقف على باب فاطمة ؛ نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند ربّ العالمين ، فقالت فاطمة : « عليك السلام ، فمن أنت يا هذا ؟ » قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك السيد البشير من شقّة ، وأنا يا بنت محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) عاري الجسد جائع الكبد فواسيني يرحمك اللّه .

وكان لفاطمة وعليّ ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما ، وقد علم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين ، فقالت : « خذ أيّها الطارق ، فعسى اللّه أن يختار لك ما هو خير فيه » ، قال الأعرابي : يا بنت محمد ، شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أصنع به مع ما أجد من السغب ؟

قال : فعمدت لمّا سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي وقالت : « خذ وبعه ، فعسى اللّه أن يعوضك به ما هو خير منه » .

فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) والنبيّ جالس في أصحابه فقال : يا رسول اللّه ، أعطتني فاطمة هذا العقد ، فقالت : « بعه » .

قال فبكى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : « كيف لا يعوّضك به ما هو خير منه ؟ ! وقد أعطتك فاطمة ( عليها السّلام ) بنت محمد سيّدة بنات آدم » .

فقام عمار بن ياسر ( رضى اللّه عنه ) فقال : يا رسول اللّه ، أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟ قال : « اشتره يا عمار ، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم اللّه بالنار » ، فقال عمار :

بكم العقد يا أعرابي ؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي بها لربّي ودينار يبلغني أهلي . . .

وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من خيبر ولم يبق معه شيئا ، فقال : لك عشرون دينارا ومئتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك أهلك ، وشبعك من خبز البرّ واللحم .

فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال يا رجل ! وانطلق به عمّار فوفاه فأضمن له ، وعاد الأعرابي إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال له رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال له رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :

« أشبعت واكتسيت ؟ » قال الأعرابي : نعم ، واستغنيت بأبي أنت وأمي قال : « فأجز فاطمة بصنيعها » فقال الأعرابي : اللهمّ إنّك إله ما استحدثناك ولا إله لنا نعبده سواك ، وأنت رازقنا على كلّ الجهات ، اللهمّ أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت .

فأمّن النبي على دعائه وأقبل على أصحابه ، فقال : « إنّ اللّه قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك ، أنا أبوها ولا أحد من العالمين مثلي ، وعليّ بعلها ولولا عليّ ؛ لما كان لفاطمة كفؤ أبدا ، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا شباب أهل الجنة » .

وكان بإزائه مقداد وعمار وسلمان . فقال : « وأزيدكم ؟ » ، قالوا : نعم يا رسول اللّه ، قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أتاني الروح - يعني جبرئيل - أنّها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربّك ؟ فتقول : اللّه ربّي ، فيقولان فمن نبيّك ؟ فتقول : أبي ، فمن وليّك ؟ فتقول : هذا القائم على شفير قبري ألا وأزيدكم من فضلها ؟ إنّ اللّه قد وكّل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها ، وهم معها في حياتها وعند قبرها وعند موتها ، يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وبنيها ، فمن زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي ، ومن زار فاطمة فكأنّما زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنّما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنّما زار عليّا ، ومن زار ذريّتهما فكأنّما زارهما » .

فعمد عمار إلى العقد فطيّبه بالمسك ، ولفّه في بردة يمانية ، وكان له عبد اسمه ( سهم ) ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العقد وادفعه لرسول اللّه وأنت له ، فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فأخبره بقول عمار ، فقال النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) : « انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها » ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فأخذت فاطمة ( عليها السّلام ) العقد وأعتقت المملوك فضحك الغلام ، فقالت : « ما يضحكك يا غلام ؟ » ، قال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعا وكسى عريانا وأغنى فقيرا وأعتق عبدا ورجع إلى ربّه[3].

 

[1]  أهل البيت : 138 .

[2] السمل : الثوب الخلق ، وتهلّل الثوب : انخراقه .

[3] بحار الأنوار : 43 / 56 - 58 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.