أحاديث في مقام الزهراء (عليها السلام) ومنزلتها عند اللّه وعند الرسول |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2022
![]()
التاريخ: 16-12-2014
![]()
التاريخ: 22-5-2022
![]()
التاريخ: 12-12-2014
![]() |
الأحاديث في هذا الباب كثيرة ، حتى أن عدّةً من علماء الفريقين دوّنوها في كتب مفردة ، وقد انتخبت من تلك الأحاديث مجموعة سأقرؤها عليكم ، وسترون أن مصادرها من أقدم المصادر وأهمّها :
الحديث الأول :
« فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة » أو « سيّدة نساء هذه الأُمّة » أو « سيّدة نساء المؤمنين » أو « سيّدة نساء العالمين » .
هذا الحديث بألفاظه المختلفة موجود في : [ صحيح البخاري [ في كتاب بدء الخلق ، وفي [ مسند أحمد ] ، وفي [ الخصائص ] للنسائي ، وفي [ مسند أبي داود الطيالسي ] ، وفي [ صحيح مسلم ] في باب فضائل الزهراء ، وفي [ المستدرك ] ، و [ صحيح الترمذي ] ، وفي [ صحيح ابن ماجة ] ، وغيرها من الكتب[1].
ففاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين .
الحديث الثاني :
في أن فاطمة سلام اللّه عليها بضعة من النبي :
« فاطمة بضعة منّي من أغضبها أغضبني » .
هذا الحديث بهذا اللفظ في : [ صحيح البخاري ] ، وعدّة من المصادر[2].
« فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها » .
بهذا اللفظ في : [ صحيح البخاري ] ، و [ مسند أحمد ] ، و [ صحيح أبي داود ] ، و [ صحيح مسلم ] ، وغيرها من المصادر[3].
« إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها » .
بهذا اللفظ في : [ صحيح مسلم ][4] .
« إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها » .
بهذا اللفظ في : [ مسند أحمد ] وفي [ المستدرك ] وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وفي [ صحيح الترمذي ][5].
« فاطمة بضعة منّي يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها » .
بهذا اللفظ في : [ المسند ] ، وفي [ المستدرك ] وقال : صحيح الإسناد ، وفي مصادر أُخرى[6].
الحديث الثالث :
« إن اللّه يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها » .
هذا الحديث تجدونه في : [ المستدرك [ ، وفي ] الإصابة [ ، ويرويه صاحب ] كنز العمال ] عن أبي يعلى والطبراني وأبي نعيم ، ورواه غيرهم[7].
الحديث الرابع :
في أنّ النبي أسرّ إليها أنّها أوّل أهل بيته لحوقاً به .
هذا كان عند وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، فإنّه دعاها فسارّها فبكت ، ثمّ دعاها فسارّها فضحكت ] في بعض الألفاظ : فشقّ ذلك على عائشة أن يكون سارّها دونها [ فلمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم حلّفتها عائشة أنْ تخبرها ، فقالت : سارّني رسول اللّه أو سارّني النبي ، فأخبرني أنّه يقبض في وجعه هذا فبكيتُ ، ثمّ سارّني فأخبرني أنّي أوّل أهل بيته أتْبعه فضحكتُ .
هذا الحديث في : الصحيحين ، وعند الترمذي والحاكم ، وغيرهما[8].
الحديث الخامس :
عن عائشة قالت : ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها غير أبيها .
هذا الحديث تجدونه في : [ المستدرك ] وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وأقرّه الذهبي ، وفي [ الاستيعاب ] ، و [ حلية الأولياء ] [9].
الحديث السادس :
عن عائشة أيضاً : كانت إذا دخلت عليه - على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم - قام إليها فقبّلها ورحّب بها وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه .
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، وأقرّه الذهبي أيضاً[10].
الحديث السابع :
أخرج الطبراني أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلي : « فاطمة أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها » .
قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح[11].
هذه هي الأحاديث التي انتخبتها ، لتكون مقدمةً لبحوثنا الآتية ، وسنستنتج من هذه الأحاديث في المطالب اللاحقة ، وفي الحوادث الواقعة ، وهي أحاديث - كما رأيتم - في المصادر المهمّة بأسانيد صحيحة ، ودلالاتها أيضاً لا تقبل أيّ مناقشة .
ومن دلالات هذه الأحاديث : أنّ فاطمة سلام اللّه عليها معصومة ، بالإضافة إلى دلالة أية التطهير وغيرها من الأدلّة .
مضافاً إلى أن غير واحد من حفّاظ القوم وكبار علمائهم قالوا بأفضليّة الزهراء سلام اللّه عليها من الشيخين ، بسبب هذه الأحاديث وحديث « فاطمة بضعة منّي » بالخصوص ، بل قال بعضهم بأفضليّتها من الخلفاء الأربعة كلّهم ، ولا مستند لهم إلاّ الأحاديث التي ذكرتها .
ولأقرأ لكم عبارة المنّاوي وكلامه المشتمل على بعض الأقوال من كبار علماء القوم ، ففي ] فيض القدير [ في شرح حديث « فاطمة بضعة منّي » قال : استدل به السهيلي [ وهو حافظ كبير من علمائهم ، وهو صاحب شرح سيرة ابن هشام وغيره من الكتب ] على أن من سبّها كفر [ ولماذا ؟ لاحظوا ] لأنّه يغضبه [ أي لأنّ سبّها يغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ! ] وأنّها أفضل من الشيخين .
وإذا كانت هذه اللام لام تعليل « لأنّه يغضبه » ، والعلة إمّا معمّمة وإمّا مخصّصة ، ولا بد أن تكون هنا معمّمة ، يوجب الكفر ، لأنّه أي السب يغضبها ، فيكون أذاها أيضاً موجباً للكفر ، لأن الأذى - أذى الزهراء سلام اللّه عليها - يغضب رسول اللّه بلا إشكال .
قال المناوي : قال ابن حجر : وفيه - أي في هذا الحديث - تحريم أذى من يتأذّى المصطفى بأذيّته ، فكلّ من وقع منه في حقّ فاطمة شيء فتأذّت به فالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم يتأذّى به بشهادة هذا الخبر ، ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها في ولدها ، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة بالدنيا ولعذاب الآخرة أشد .
ففي هذا الحديث تحريم أذى فاطمة ، وتحريم أذى فاطمة لأنّها بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، بل هو موجب للكفر كما تقدّم .
وقال المناوي : قال السبكي : الذي نختاره وندين اللّه به أنّ فاطمة أفضل من خديجة ثمّ عائشة .
قال المناوي : قال شهاب الدين ابن حجر : ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون .
قال المناوي : وذكر العَلَم العراقي : إنّ فاطمة وأخاها اِبراهِيم أفضل من الخلفاء الأربعة باتفاق[12].
إذن ، لا يبقى خلاف بيننا وبينهم في أفضلية الزهراء من الشيخين ، وأن أذاها موجب للدخول في النار .
ثمّ إنّ هذه الأحاديث مطلقة ليس فيها أي قيد ، عندما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم : « إنّ اللّه يغضب لغضب فاطمة » لا يقول إنّ كانت القضية كذا ، لا يقول بشرط أن يكون كذا ، لا يقول إنّ كان غضبها بسبب كذا ، ليس في الحديث أيّ تقييد ، إن اللّه يغضب لغضب فاطمة ، بأي سبب كان ، ومن أيّ أحد كان ، وفي أيّ زمان ، أو أيّ وقت كان . وعندما يقول : « يؤذيني ما آذاها » ، لا يقول رسول اللّه : يؤذيني ما آذاها إنْ كان كذا ، إنْ كان المؤذي فلاناً ، إن كان في وقت كذا ، ليس فيه أي قيد ، بل الحديث مطلق « يؤذيني ما آذاها » .
ودلّت الأحاديث هذه على وجوب قبول قولها ، وحرمة تكذيبها ، وقد شهدت عائشة بأنّها سلام اللّه عليها أصدق الناس لهجةً ما عدا والدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، ورسول قال كلّ هذا وفَعَله مع علمه بما سيكون من بعده .
[1] صحيح البخاري 4 / 183 و 209 و 219 ، و 7 / 142 ، صحيح مسلم : 143 و 144 ، الخصائص للنسائي : 116 و 120 ، الطبقات الكبرى 2 / 248 و 8 / 27 ، مسند أحمد 3 / 80 و 5 / 391 و 6 / 282 ، حلية الأولياء 2 / 49 ، المستدرك 3 / 151 و 4 / 44 ، سنن ابن ماجة 1 / 518 ، سنن الترمذي 5 / 326 و 369 ، مسند أبي داود الطيالسي : 197 .
[2] صحيح البخاري 4 / 210 ، كتاب بدء الخلق ، باب مناقب قرابة الرسول صلّى اللّه عليه وآله ومنقبة فاطمة عليها السّلام .
[3] صحيح البخاري 6 / 158 ، مسند أحمد 4 / 328 ، صحيح مسلم 7 / 141 ، سنن أبي داود 1 / 460 ، سنن ابن ماجة 1 / 644 ، سنن الترمذي 5 / 359 .
[4] صحيح مسلم 7 / 141 ، باب مناقب فاطمة ( عليها السّلام ) .
[5] مسند أحمد 4 / 5 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 159 ، صحيح سنن النبي للترمذي 5 / 360 .
[6] المستدرك على الصحيحين 3 / 158 ، مسند أحمد 4 / 323 ، فتح الباري 9 / 270 ، الجامع الصغير 2 / 208 .
[7] المستدرك على الصحيحين 3 / 153 ، كنز العمّال 13 / 674 ، 12 / 111 ، مجمع الزوائد 9 / 203 ، المعجم الكبير 1 / 108 .
[8] صحيح البخاري 4 / 138 ، كتاب بدء الخلق ، صحيح مسلم 7 / 142 - 144 ، باب مناقب فاطمة ( عليها السّلام ) ، صحيح الترمذي 5 / 361 و 368 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 272 ، المعجم الكبير 22 / 420 ، سنن الدارمي 1 / 37 .
[9] المستدرك على الصحيحين 3 / 160 ، حلية الأولياء 2 / 51 ، الإستيعاب 4 / 1896 .
[10] المستدرك على الصحيحين 3 / 154 .
[11] مجمع الزوائد 9 / 173 و 202 .
[12] فيض القدير 4 / 544 - 555 .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|