أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-14
1292
التاريخ: 14-11-2016
2281
التاريخ: 26/9/2022
1632
التاريخ: 15-2-2022
2699
|
حجر بن عدي بن معاوية الكندي، أبو عبد الرحمن، وهو المعروف بحجر الخير، وابن الأدبر، كان جاهلياً إسلامياً، وفد على النبي، وله صحبة، من الوجوه المتألقة في التاريخ الإسلامي، ومن القمم الشاهقة الساطعة في التاريخ الشيعي، جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، وأسلم وهو لم يزل شاباً، وكان من صفاته: تجافيه عن الدنيا، وزهده، وكثرة صلاته وصيامه، واستبساله وشجاعته، وشرفه ونبله وكرامته، وصلاحه وعبادته، وكان معروفاً بالزهد، مستجاب الدعوة لما كان يحمله من روح طاهرةٍ، وقلبٍ سليم، ونقيبةٍ محمودة، وسيرةٍ حميدةٍ.
ولم يسكت حجر قط أمام إماتةِ الحق وإحياء الباطلِ والركون إليه. من هنا ثار على عثمان مع سائر المؤمنين المجاهدين، ولم يأل جهداً في تحقيق حاكمية الإمام أميرِ المؤمنين (عليه السلام)، فعد من خاصةِ أصحابه وشيعتهِ المطيعينَ.
اشترك حجر في حروب الإمام (عليه السلام)، وكان في الجمل قائداً على خيالةِ كندة، وفي صفين أميراً على قبيلته، وفي النهروان قاد ميسرة الجيش أو ميمنتهُ.
وكان فصيح اللسان، نافذ الكلام، يتحدث ببلاغة، ويكشف الحقائق بفصاحةٍ. وآية ذلك كلامه الجميل المتبصر في تبيانِ منزلةِ الإمام (عليه السلام).
وكان نصير الإمام الوفي المخلص، والمدافع المجد عنه، ولما أغار الضَّحّاك بن قيس على العراق، أمره الإمام (عليه السلام)، بصدهِ، فهزمه حجر ببطولتِه وشجاعته، وأجبره على الفرار.
اطلع حجر على مؤامرةِ قتل الإمام (عليه السلام)، قبل تنفيذها بلحظاتِ، فحاول بكل جهده أن يتدارك الأمر فلم يفلح. واغتم لمقتله كثيراً.
وكان من أصحاب الإمام الحسن (عليه السلام)، الغيارى الثابتين.
وقد جاش دم غيرته في عروقه حين سمع خبر الصلح، فاعترض، فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): لو كان غيرك مثلك لما أمضيتهُ.
وكان قلبه يتقطر الماً من معاوية، وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الذي تأمَّر على المسلمين، ويدعو عليه مع جمع من الشيعةِ وهو الحزب الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصفه بانه ملعونٌ، وكان حجر يقف للدفاع عن العقيدة وأهل البيت (عليهم السلام)، بلا وجل، ويُعنّفُ المُغيرةَ الذي كان فرداً في رجسه وقبحه ورذالته، وقد تسلط على الكوفة في أثناء حكومة الطلقاء، وكان يطعنُ في علي (عليه السلام)، وشيعتهِ، وضاق معاوية ذرعاً بحجر وبمواقفه وكشفه الحقائق، وصلابتهِ، وثباتهِ، فامر بقتله وتم تنفيذ أمره، فاستشهد ذلك الرجل الصالح في (مرج عذراء) سنة 51هـ، مع ثلةٍ من رفاقهِ.
وكان حجر وجيهاً عند الناس، وذا شخصية محبوبة نافذة، ومنزلةٍ حسنةٍ، فكبر عليهم استشهاده، واحتجوا على معاوية، وقرعوه على فعله القبيح هذا، وكان الإمام الحسين (عليه السلام)، ممن تألم كثيراً لاستشهاده، واعترض على مُعاوية في رسالةٍ بليغةٍ له أثنى فيها ثناء بالغاً على حجرٍ، وذكر استفظاعه للظلم، وذكر معاوية بنكثه للعهدِ وإراقتهِ دم حجر الطاهر ظلماً وعدواناً، واعترضت عائشة أيضاً على معاوية من خلال ذكرها حديثاً حول شهداء (مرج عذراء).
وكان معاوية - على ما اتصف به من فساد الضمير - يرى قتل حجر من أخطائه، ويعبر عن ندمه على ذلك، وقال عند دنو أجله: لو كان ناصحٌ لمنعنا من قتله!
وقتل مصعب بن الزبير ولدي حجر: عبيد الله، وعبد الرحمن صبراً.
وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أخبر باستشهاده من قبل، وشبه استشهاده، وصحبه باستشهاد (أصحاب الأخدود).
روي أنه لما أتي بحجر فامر بقتله، قال: إدفنوني في ثيابي: فإني أبعث مخاصماً(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الطبقات الكبرى: ج6، ص217.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|