أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2022
2270
التاريخ: 11-4-2017
3083
التاريخ: 2023-09-10
1245
التاريخ: 24-1-2023
1362
|
تحتل التربية أولى الأوليات في حياة الإنسان. ولا يمكن للإنسان أن يستغني من وجود مربي أو معلم يربيه ويهديه الى سبيل العيش السعيد في أي مرحلة من مراحل الحياة. فلم يأتي الأنبياء الالهيون لتربية الأطفال والشباب وحسب، بل إنما بعثوا لهداية البشرية جمعاء .
إن أمر التربية ضرورة لجميع الناس في كل عصر ومصر وتزداد هذه الضرورة في عصرنا الحاضر أكثر من ذي قبل وذلك لتعقد الحياة وشيوع عوامل الانحراف والسقوط بشكل لم يسبق له مثيلا . إضافة الى ذلك الضرورات السياسية، والاقتصادية، و الاجتماعية، والثقافية التي تحتم استمرارية التربية وتواصلها .
ـ في تربية الفتيات المراهقات :
وتزداد هذه الضرورة بشأن تربية المراهقات أكثر من أي فئة عمرية أخرى ، وذلك لما تتسم به هذه المرحلة من حياتهن من انفعالات واضطرابات تستوجب أن يكون على رأسهن هاد وموجه يسدد خطاهن ويرشدهن على السبل الصحيحة في الحياة. ويمكن تناول أمر تربية الفتيات من بعدين وهما :
1ـ البعد الفردي : الفتاة في هذه السن تكون قد كبرت الى حد ما، ولابد لها أن تغادر دنيا الطفولة شيئا فشيئا، وتتعلم أساليب حياة الكبار. وعليها أن تدرك بأنه يجب عليها الاعتماد على نفسها من الآن فصاعدا في حل مشاكلها وإدارة حياتها، ويجب عليها أن تضبط انفعالاتها ولا تدعها تخرج عن الحد المعقول .
إن مرحلة المراهقة هي مرحلة تثير دواعي القلق لدى المربية، وذلك لأنها تتصور عادة أن هناك مخاطر تتهددها، وبالتالي تواجه مشكلات جديدة في أداء الواجبات التربوية. ولذا فمن الضروري أن تضبط هواجسها، وتدقق في تصرفاتها، وتسير وفق خطة مدروسة في أعمالها.
فالفتاة بحاجة الى أن تفهم لماذا يجب عليها أن تحافظ على نفسها ولماذا ينبغي عليها أن لا تثق بأي كان ؟ وماذا يجب أن تفعل من أجل بلوغ المعاني السامية للحياة ؟ وكيف يجب أن تتصرف إزاء مختلف القضايا التي تواجهها و.. وهذه الأمور كلها تتطلب تربية وتثقيف وتدريب وتعويد.
2ـ البعد الاجتماعي : هي الآن فتاة في البيت أو المدرسة لكنها ستتزوج عما قريب فتصبح زوجة وأم . وما أسوء أن تذهب الى بيت الزوجية، قبل أن تكون قد استعدت لمثل هذه المرحلة، وتسبب متاعب للزوج والأبناء والمجتمع .
إن قبول دور الزوجة والأم في الحياة هو كقبول مسؤولية الجندية في الجيش ، فالتي تريد الدخول في معترك الحياة الأسرية ، فإن مهمتها تشبه مهمة الجندي في ساحة الحرب ، فكم هو تعيس الجندي الذي يرسل على ساحة القتال دون أن يكون قد تدرب على فنون القتال .
والفتيات بحاجة قبل الذهاب الى بيت الزوجية ، الى التوعية بشأن الحياة الزوجية ، والى تثقيف على آداب ورسوم البيت وتربية الأطفال .
ـ حاجتهن للمساعدة :
هؤلاء قد كبرن من حيث الشكل والقامة، لكنهن ما زلن صغيرات لم يكتمل نموهن من الناحية الفكرية والنفسية، وما زالت حاجتهن للمساعدة والتوجيه باقية بنفس قوتها، وليس من الصحيح تركهن لوحدهن دون مساعدة وتسديد. إن هؤلاء يعانين نوع من العجز وعدم القدرة على التمييز بين الأشياء ويبلغ هذا العجز أحيانا درجة لا يستطعن التفريق بين ما هو عاطفي ومنطقي من المسائل. وهو ما يفرض التواصل معهن وتقديم ما يمكن تقديمه لهن من مساعدة وتوجيه وإرشاد في شؤونهن الحياتية .
ـ مسؤولية الوالدين :
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) بشأن البنات: (من كانت له ابنة فأدبها واحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وسترا من النار) (1).
من مسؤولية الوالدين التواصل مع الفتيات وتوجيههن أخلاقيا وفكريا ومساعدتهن على حل مشاكلهن وكل ما يرتبط بحياتهن ويحتجن فيه الى الرأي والمشورة وتقديم النصح والإرشاد . والا فبخلاف ذلك فإن من شأن عدم الانفتاح عليهن وعدم الاكتراث بشؤونهن من قبل الوالدين أن يجعلهن يتخذن في حياتهن قرارات غير صائبة وذات نتائج سلبية في معظم الأحيان.
ـ مسؤولية الأم :
ليس من شك في كون الأم والأب مسؤولان عن تربية الأبناء بنفس الدرجة ، الا أن واجب الأم ومسؤوليتها تجاه الفتاة أخطر وأهم نسبة الى الأب. فالأب عادة لا يعرف شيئا كثيرا عن الوضع التربوي للفتاة، وإذا أراد أن يعرف فلابد له من الرجوع الى الأم والاستفسار منها. أما الأم فإنها ليست كذلك ويفترض بها أن تكون دائما قريبة عن فتاتها ومنفتحة عليها ومطلعة على همومها وتطلعاتها ومشاكلها في حياتها الخاصة، وذلك من أجل أن تستطيع القيام بواجب الإرشاد والنصيحة والتسديد تجاه ابنتها .
وكذلك يجب أن تكون الأم قدوة لأبنتها في الطهر والعفاف والشرف، وأن تربيتها على حب العفاف والترفع عن الرذائل عمليا. فلو تصورت البنت إن أمها غير ملتزمة في تصرفاتها وعلاقاتها، فإن ذلك سيدفعها بلا شك نحو حياة الخفة والتهتك وعدم الالتزام . وبعبارة واحدة فإن تربية الفتاة تربية صالحة تتوقف الى حدود كبيرة على جهود الأم ومدى جديتها في هذا المجال.
من الخطأ الفادح أن نترك الفتيات لحالهن وأن لا نعتني بشؤونهن تربويا، فهذه الحالة لا هي في صالح الفتاة ولا في صالح الأسرة بحساب النتائج. ولما كانت الفتاة اليافعة قليلة التجربة في الحياة، فإنها لا تستغني بطبيعة الحال عمن يزودها بالخبرات اللازمة التي تؤهلها لأن تلعب دورا إيجابيا في حياتها المستقبلية كزوجة وأم في المجتمع .
إن من شان انعدام تأثير أولياء الأمور على الفتيات تربويا أو عدم اكتراث الآباء والأمهات بشؤونهن، أن يترك نتائج محزنة في حياتهن. فما أكثر الفتيات اللاتي يقعن أسيرات للهوى وللرغبات... التي تؤدي بهن الى السقوط في هاوية الأخطاء بسبب غفلة الوالدين وانشغالهم عن متابعة شؤونهن وتفقد أحوالهن .
ـ مستلزمات التربية الصحيحة :
إن من مستلزمات التربية الناجحة في التعامل مع الفتيات الالمام بظروفهن وحاجاتهن في هذه السن، وكلما زاد مستوى هذا الالمام كلما كانت نتائج التربية أكثر إيجابية، والعكس أيضا صحيح، حيث يمكن أن يترتب على الجهل وعدم الوعي في هذا المجال نتائج سلبية تعقد الأوضاع أكثر فأكثر .
ومن الضروري في سبيل إدراكهن والتعامل معهن عن وعي ودراية التسلح بمعلومات كافية في
مجالات علم البايولوجي وعلم النفس، وعلم النفس التربوي، وحتى علم الاجتماع في بعض الحالات... الخ . وفضلا عن ذلك فإنه يجب على المربي أو المربية أن يتمتع بدرجة من الوعي والفطنة التي تؤهله لأن يدركهن ويكتشف مغازي ودوافع سلوكهن سريعا .
ـ فلسفة التربية :
إن فلسفة تربية الفتاة هي بشكل عام المساعدة على نمو شخصيتها، واكتشاف قابلياته وتنميتها، والسعي الى إنضاجها فكريا وسلوكيا، وإعدادها نفسيا للانخراط في معترك حياة شريفة يكون بمقدورها، أن تلعب فيها دورا إيجابيا كأم وزوجة في الأسرة وعضوة فعالة ومفيدة في المجتمع. والحق إن الفتاة خلقت بالأساس لتلعب دور الأم والزوجة في الحياة ـ خلقت لتكون نصفا ملتحما بنصفها الآخر وليس كائنا مستقلا بذاته .
________________
1ـ كنز العمال ،ج 16 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|