المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

صوت الأموات
20-7-2017
المضايق البحرية (مضيق هرمز)
13-4-2016
ما المقصود من كون ولاية علي بن أبي طالب عليه‌ السلام هي البراءة من النار ؟
2023-04-12
ابن عبدون
24-3-2016
Cameron,s Sum-Free Set Constant
20-2-2020
تركيز الأوكسجين الحرج Critical Oxygen Concentration
19-12-2017


في ضرورة التربية  
  
2281   01:19 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص335ـ339
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تحتل التربية أولى الأوليات في حياة الإنسان. ولا يمكن للإنسان أن يستغني من وجود مربي أو معلم يربيه ويهديه الى سبيل العيش السعيد في أي مرحلة من مراحل الحياة. فلم يأتي الأنبياء الالهيون لتربية الأطفال والشباب وحسب، بل إنما بعثوا لهداية البشرية جمعاء .

إن أمر التربية ضرورة لجميع الناس في كل عصر ومصر وتزداد هذه الضرورة في عصرنا الحاضر أكثر من ذي قبل وذلك لتعقد الحياة وشيوع عوامل الانحراف والسقوط بشكل لم يسبق له مثيلا . إضافة الى ذلك الضرورات السياسية، والاقتصادية، و الاجتماعية، والثقافية التي تحتم استمرارية التربية وتواصلها .

ـ في تربية الفتيات المراهقات :

وتزداد هذه الضرورة بشأن تربية المراهقات أكثر من أي فئة عمرية أخرى ، وذلك لما تتسم به هذه المرحلة من حياتهن من انفعالات واضطرابات تستوجب أن يكون على رأسهن هاد وموجه يسدد خطاهن ويرشدهن على السبل الصحيحة في الحياة. ويمكن تناول أمر تربية الفتيات من بعدين وهما :

1ـ البعد الفردي : الفتاة في هذه السن تكون قد كبرت الى حد ما، ولابد لها أن تغادر دنيا الطفولة شيئا فشيئا، وتتعلم أساليب حياة الكبار. وعليها أن تدرك بأنه يجب عليها الاعتماد على نفسها من الآن فصاعدا في حل مشاكلها وإدارة حياتها، ويجب عليها أن تضبط انفعالاتها ولا تدعها تخرج عن الحد المعقول .

إن مرحلة المراهقة هي مرحلة تثير دواعي القلق لدى المربية، وذلك لأنها تتصور عادة أن هناك مخاطر تتهددها، وبالتالي تواجه مشكلات جديدة في أداء الواجبات التربوية. ولذا فمن الضروري أن تضبط هواجسها، وتدقق في تصرفاتها، وتسير وفق خطة مدروسة في أعمالها.

فالفتاة بحاجة الى أن تفهم لماذا يجب عليها أن تحافظ على نفسها ولماذا ينبغي عليها أن لا تثق بأي كان ؟ وماذا يجب أن تفعل من أجل بلوغ المعاني السامية للحياة ؟ وكيف يجب أن تتصرف إزاء مختلف القضايا التي تواجهها و.. وهذه الأمور كلها تتطلب تربية وتثقيف وتدريب وتعويد.

2ـ البعد الاجتماعي : هي الآن فتاة في البيت أو المدرسة لكنها ستتزوج عما قريب فتصبح زوجة وأم . وما أسوء أن تذهب الى بيت الزوجية، قبل أن تكون قد استعدت لمثل هذه المرحلة، وتسبب متاعب للزوج والأبناء والمجتمع .

إن قبول دور الزوجة والأم في الحياة هو كقبول مسؤولية الجندية في الجيش ، فالتي تريد الدخول في معترك الحياة الأسرية ، فإن مهمتها تشبه مهمة الجندي في ساحة الحرب ، فكم هو تعيس الجندي الذي يرسل على ساحة القتال دون أن يكون قد تدرب على فنون القتال .

والفتيات بحاجة قبل الذهاب الى بيت الزوجية ، الى التوعية بشأن الحياة الزوجية ، والى تثقيف على آداب ورسوم البيت وتربية الأطفال .

ـ حاجتهن للمساعدة :

هؤلاء قد كبرن من حيث الشكل والقامة، لكنهن ما زلن صغيرات لم يكتمل نموهن من الناحية الفكرية والنفسية، وما زالت حاجتهن للمساعدة والتوجيه باقية بنفس قوتها، وليس من الصحيح تركهن لوحدهن دون مساعدة وتسديد. إن هؤلاء يعانين نوع من العجز وعدم القدرة على التمييز بين الأشياء ويبلغ هذا العجز أحيانا درجة لا يستطعن التفريق بين ما هو عاطفي ومنطقي من المسائل. وهو ما يفرض التواصل معهن وتقديم ما يمكن تقديمه لهن من مساعدة وتوجيه وإرشاد في شؤونهن الحياتية .

ـ مسؤولية الوالدين :

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) بشأن البنات: (من كانت له ابنة فأدبها واحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وسترا من النار) (1).

 من مسؤولية الوالدين التواصل مع الفتيات وتوجيههن أخلاقيا وفكريا ومساعدتهن على حل مشاكلهن وكل ما يرتبط بحياتهن ويحتجن فيه الى الرأي والمشورة وتقديم النصح والإرشاد . والا فبخلاف ذلك فإن من شأن عدم الانفتاح عليهن وعدم الاكتراث بشؤونهن من قبل الوالدين أن يجعلهن يتخذن في حياتهن قرارات غير صائبة وذات نتائج سلبية في معظم الأحيان.

ـ مسؤولية الأم :

 ليس من شك في كون الأم والأب مسؤولان عن تربية الأبناء بنفس الدرجة ، الا أن واجب الأم ومسؤوليتها تجاه الفتاة أخطر وأهم نسبة الى الأب. فالأب عادة لا يعرف شيئا كثيرا عن الوضع التربوي للفتاة، وإذا أراد أن يعرف فلابد له من الرجوع الى الأم والاستفسار منها. أما الأم فإنها ليست كذلك ويفترض بها أن تكون دائما قريبة عن فتاتها ومنفتحة عليها ومطلعة على همومها وتطلعاتها ومشاكلها في حياتها الخاصة، وذلك من أجل أن تستطيع القيام بواجب الإرشاد والنصيحة والتسديد تجاه ابنتها .

وكذلك يجب أن تكون الأم قدوة لأبنتها في الطهر والعفاف والشرف، وأن تربيتها على حب العفاف والترفع عن الرذائل عمليا. فلو تصورت البنت إن أمها غير ملتزمة في تصرفاتها وعلاقاتها، فإن ذلك سيدفعها بلا شك نحو حياة الخفة والتهتك وعدم الالتزام . وبعبارة واحدة فإن تربية الفتاة تربية صالحة تتوقف الى حدود كبيرة على جهود الأم ومدى جديتها في هذا المجال.

من الخطأ الفادح أن نترك الفتيات لحالهن وأن لا نعتني بشؤونهن تربويا، فهذه الحالة لا هي في صالح الفتاة ولا في صالح الأسرة بحساب النتائج. ولما كانت الفتاة اليافعة قليلة التجربة في الحياة، فإنها لا تستغني بطبيعة الحال عمن يزودها بالخبرات اللازمة التي تؤهلها لأن تلعب دورا إيجابيا في حياتها المستقبلية كزوجة وأم في المجتمع .

إن من شان انعدام تأثير أولياء الأمور على الفتيات تربويا أو عدم اكتراث الآباء والأمهات بشؤونهن، أن يترك نتائج محزنة في حياتهن. فما أكثر الفتيات اللاتي يقعن أسيرات للهوى وللرغبات... التي تؤدي بهن الى السقوط في هاوية الأخطاء بسبب غفلة الوالدين وانشغالهم عن متابعة شؤونهن وتفقد أحوالهن .

ـ مستلزمات التربية الصحيحة :

إن من مستلزمات التربية الناجحة في التعامل مع الفتيات الالمام بظروفهن وحاجاتهن في هذه السن، وكلما زاد مستوى هذا الالمام كلما كانت نتائج التربية أكثر إيجابية، والعكس أيضا صحيح، حيث يمكن أن يترتب على الجهل وعدم الوعي في هذا المجال نتائج سلبية تعقد الأوضاع أكثر فأكثر .

ومن الضروري في سبيل إدراكهن والتعامل معهن عن وعي ودراية التسلح بمعلومات كافية في

مجالات علم البايولوجي وعلم النفس، وعلم النفس التربوي، وحتى علم الاجتماع في بعض الحالات... الخ . وفضلا عن ذلك فإنه يجب على المربي أو المربية أن يتمتع بدرجة من الوعي والفطنة التي تؤهله لأن يدركهن ويكتشف مغازي ودوافع سلوكهن سريعا .

ـ فلسفة التربية :

إن فلسفة تربية الفتاة هي بشكل عام المساعدة على نمو شخصيتها، واكتشاف قابلياته وتنميتها، والسعي الى إنضاجها فكريا وسلوكيا، وإعدادها نفسيا للانخراط في معترك حياة شريفة يكون بمقدورها، أن تلعب فيها دورا إيجابيا كأم وزوجة في الأسرة وعضوة فعالة ومفيدة في المجتمع. والحق إن الفتاة خلقت بالأساس لتلعب دور الأم والزوجة في الحياة ـ خلقت لتكون نصفا ملتحما بنصفها الآخر وليس كائنا مستقلا بذاته .

________________

1ـ كنز العمال ،ج 16 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.