أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-23
971
التاريخ: 10-02-2015
4347
التاريخ: 2023-10-15
1532
التاريخ: 2-5-2016
3488
|
عليّ في فتح مكّة[1]:
ساد الهدوء والسلم الأجواء المحيطة بقريش والمسلمين ، والتزم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بكامل بنود الحديبية ، غير أنّ قريشا كانت تنوي نقض المعاهدة ، وقد تصوّرت أن ضعفا أصاب المسلمين بعد انسحابهم من معركة « مؤتة » منهزمين ، فأدّى استخفافها بالمسلمين إلى التآمر على أحلاف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) من خزاعة ، فحرّضت بعض أحلافها من بني بكر ، فوقعت بينهما مناوشات فتغلّب بنو بكر بمعونة قريش على خزاعة ، وبهذا فقد نقضت قريش المعاهدة وأعلنت الحرب على المسلمين .
فعزم النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) على محاربة قريش ، وقال كلمته المشهورة : « لانصرت إن لم أنصر خزاعة » وأخذ يستعدّ لذلك وهو يحرص على أن لا يذاع هذا الأمر ، ولكن حاطب بن أبي بلتعة سرّب الخبر ، فأرسل كتابا إلى قريش مع امرأة يخبرهم بما عزم عليه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وقبل خروجها من ضواحي المدينة ؛ نزل الوحي على النبيّ وأخبره بذلك ، فأرسل خلفها بالفور عليّا والزبير ، وأمرهما بأن يجدّا السير في طلبها قبل أن تفلت منهما ، فأدركاها على بعد أميال من المدينة ، فأسرع إليها الزبير وسألها عن الكتاب فأنكرته وبكت فرقّ لها الزبير ، ورجع عنها ليخبر عليّا ببراءتها وقال له : ارجع لنخبر الرسول بذلك ، فقال عليّ ( عليه السّلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يخبرنا بأنّها تحمل كتابا وتقول أنت بأنّها لا تحمل شيئا ، ثمّ شهر عليّ ( عليه السّلام ) سيفه وأقبل عليها حتى استخرج الكتاب منها ، ورجع إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وسلّمه إيّاه[2].
ولمّا أتمّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) الاستعدادات والتجهيزات اللازمة للخروج إلى مكّة ؛ أعطى لواءه إلى عليّ ( عليه السّلام ) ووزّع الرايات على زعماء القبائل ومضى يقطع الطريق باتّجاه مكّة .
ولمّا رأت قريش أنّها لا طاقة لها أمام النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمسلمين ؛ استسلمت ولم تجد بدّا من أن يدخل كلّ فرد منهم داره ليأمن على نفسه انقيادا للأمان الذي أعلنه النبيّ لهم[3].
وروي : أنّ سعد بن عبادة كان معه راية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) على الأنصار ولمّا مرّ على أبي سفيان وهو واقف بمضيق الوادي ( في الطريق إلى مكّة ) قال أبو سفيان : من هذه ؟ قيل له : هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة مع الراية ، فلمّا حاذاه سعد قال : يا أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحلّ الحرمة ، اليوم أذلّ اللّه قريشا ، فلمّا مرّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بأبي سفيان وحاذاه أبو سفيان ناداه : يا رسول اللّه ! أمرت بقتل قومك فإنّه زعم سعد ومن معه حين مرّ بنا أنه قاتلنا فإنّه قال : اليوم يوم الملحمة . . . أنشدك اللّه في قومك ، فأنت أبرّ الناس وأرحمهم وأوصلهم .
فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « كذب سعد ، اليوم يوم المرحمة ، اليوم أعزّ اللّه فيه قريشا ، اليوم يعظّم اللّه فيه الكعبة ، اليوم تكسى فيه الكعبة » .
وأرسل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى سعد بن عبادة عليّا ( عليه السّلام ) أن ينزع اللواء منه ، وأن يدخل بها مكّة [4].
ودخل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) مكّة بذلك الجيش الكبير الذي لم تعرف له مكة نظيرا في تأريخها الطويل ، ولواؤه بيد عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، وأعلن العفو العامّ وهو على أبواب مكّة .
صعود عليّ ( عليه السّلام ) على منكب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لتحطيم الأصنام :
وروي عن عليّ ( عليه السّلام ) أنّه قال : انطلق بي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى كسر الأصنام ، فقال لي : اجلس ، فجلست إلى جنب الكعبة ، ثمّ صعد الرسول على منكبي فقال لي :
انهض بي ، فنهضت به ، فلمّا رأى ضعفي تحته قال : اجلس ، فجلست ونزل عنّي ، وقال : يا عليّ اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، ثمّ نهض بي حتى خيل لي أن لو شئت نلت السماء ، وصعدت على الكعبة . . فألقيت الصنم الأكبر وكان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : عالجه ، فلم أزل أعالجه ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقول : إيه إيه ، حتّى قلعته ، فقال : دقّه ، فدققته وكسّرته ونزلت[5].
[1] كان فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة النبويّة .
[2] تأريخ الطبري : 2 / 328 ط مؤسسة الأعلمي ، والسيرة الحلبية بهامشه السيرة النبويّة : 3 / 75 .
[3] تأريخ الطبري : 2 / 332 ، والكامل في التأريخ لابن الأثير : 2 / 243 .
[4] تأريخ الطبري : 2 / 334 ط مؤسسة الأعلمي ، الإرشاد للمفيد : 121 الفصل 34 الباب 2 .
[5] المستدرك على الصحيحين : 2 / 367 و 3 / 5 . وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 34 مثله ، ينابيع المودة للقندوزي : 254 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|