المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الوأد
2-2-2017
انتقالات الطاقة والكتل الهوائية، وتغير المناخ
2023-10-11
نظرية ثراء وسائل الاعلام
2023-03-02
مراحل التطور الحضري - الثورة الصناعية الثانية (التقنية)
21-2-2022
مفهوم التأديب في الوظيفة العامة
18-10-2017
Minimax Polynomial
23-1-2019


عليّ (عليه السّلام) في فتح مكّة  
  
2226   04:24 مساءً   التاريخ: 19-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص92-94
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عليّ في فتح مكّة[1]:

ساد الهدوء والسلم الأجواء المحيطة بقريش والمسلمين ، والتزم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بكامل بنود الحديبية ، غير أنّ قريشا كانت تنوي نقض المعاهدة ، وقد تصوّرت أن ضعفا أصاب المسلمين بعد انسحابهم من معركة « مؤتة » منهزمين ، فأدّى استخفافها بالمسلمين إلى التآمر على أحلاف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) من خزاعة ، فحرّضت بعض أحلافها من بني بكر ، فوقعت بينهما مناوشات فتغلّب بنو بكر بمعونة قريش على خزاعة ، وبهذا فقد نقضت قريش المعاهدة وأعلنت الحرب على المسلمين .

فعزم النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) على محاربة قريش ، وقال كلمته المشهورة : « لانصرت إن لم أنصر خزاعة » وأخذ يستعدّ لذلك وهو يحرص على أن لا يذاع هذا الأمر ، ولكن حاطب بن أبي بلتعة سرّب الخبر ، فأرسل كتابا إلى قريش مع امرأة يخبرهم بما عزم عليه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وقبل خروجها من ضواحي المدينة ؛ نزل الوحي على النبيّ وأخبره بذلك ، فأرسل خلفها بالفور عليّا والزبير ، وأمرهما بأن يجدّا السير في طلبها قبل أن تفلت منهما ، فأدركاها على بعد أميال من المدينة ، فأسرع إليها الزبير وسألها عن الكتاب فأنكرته وبكت فرقّ لها الزبير ، ورجع عنها ليخبر عليّا ببراءتها وقال له : ارجع لنخبر الرسول بذلك ، فقال عليّ ( عليه السّلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يخبرنا بأنّها تحمل كتابا وتقول أنت بأنّها لا تحمل شيئا ، ثمّ شهر عليّ ( عليه السّلام ) سيفه وأقبل عليها حتى استخرج الكتاب منها ، ورجع إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وسلّمه إيّاه[2].

ولمّا أتمّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) الاستعدادات والتجهيزات اللازمة للخروج إلى مكّة ؛ أعطى لواءه إلى عليّ ( عليه السّلام ) ووزّع الرايات على زعماء القبائل ومضى يقطع الطريق باتّجاه مكّة .

ولمّا رأت قريش أنّها لا طاقة لها أمام النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) والمسلمين ؛ استسلمت ولم تجد بدّا من أن يدخل كلّ فرد منهم داره ليأمن على نفسه انقيادا للأمان الذي أعلنه النبيّ لهم[3].

وروي : أنّ سعد بن عبادة كان معه راية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) على الأنصار ولمّا مرّ على أبي سفيان وهو واقف بمضيق الوادي ( في الطريق إلى مكّة ) قال أبو سفيان : من هذه ؟ قيل له : هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة مع الراية ، فلمّا حاذاه سعد قال : يا أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحلّ الحرمة ، اليوم أذلّ اللّه قريشا ، فلمّا مرّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بأبي سفيان وحاذاه أبو سفيان ناداه : يا رسول اللّه ! أمرت بقتل قومك فإنّه زعم سعد ومن معه حين مرّ بنا أنه قاتلنا فإنّه قال : اليوم يوم الملحمة . . . أنشدك اللّه في قومك ، فأنت أبرّ الناس وأرحمهم وأوصلهم .

فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « كذب سعد ، اليوم يوم المرحمة ، اليوم أعزّ اللّه فيه قريشا ، اليوم يعظّم اللّه فيه الكعبة ، اليوم تكسى فيه الكعبة » .

وأرسل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى سعد بن عبادة عليّا ( عليه السّلام ) أن ينزع اللواء منه ، وأن يدخل بها مكّة [4].

ودخل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) مكّة بذلك الجيش الكبير الذي لم تعرف له مكة نظيرا في تأريخها الطويل ، ولواؤه بيد عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، وأعلن العفو العامّ وهو على أبواب مكّة .

صعود عليّ ( عليه السّلام ) على منكب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لتحطيم الأصنام :

وروي عن عليّ ( عليه السّلام ) أنّه قال : انطلق بي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى كسر الأصنام ، فقال لي : اجلس ، فجلست إلى جنب الكعبة ، ثمّ صعد الرسول على منكبي فقال لي :

انهض بي ، فنهضت به ، فلمّا رأى ضعفي تحته قال : اجلس ، فجلست ونزل عنّي ، وقال : يا عليّ اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، ثمّ نهض بي حتى خيل لي أن لو شئت نلت السماء ، وصعدت على الكعبة . . فألقيت الصنم الأكبر وكان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : عالجه ، فلم أزل أعالجه ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقول : إيه إيه ، حتّى قلعته ، فقال : دقّه ، فدققته وكسّرته ونزلت[5].

 


[1] كان فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة النبويّة .

[2] تأريخ الطبري : 2 / 328 ط مؤسسة الأعلمي ، والسيرة الحلبية بهامشه السيرة النبويّة : 3 / 75 .

[3] تأريخ الطبري : 2 / 332 ، والكامل في التأريخ لابن الأثير : 2 / 243 .

[4] تأريخ الطبري : 2 / 334 ط مؤسسة الأعلمي ، الإرشاد للمفيد : 121 الفصل 34 الباب 2 .

[5] المستدرك على الصحيحين : 2 / 367 و 3 / 5 . وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 34 مثله ، ينابيع المودة للقندوزي : 254 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.