المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مرض اللفحة على الكستناء (أمراض الكستناء)
25-8-2020
الولد والمجتمع / الصبر عند الشدائد
2024-08-23
حوار الرأي
12-5-2021
بقية بني أمية
12-4-2022
Metal Replacement
10-8-2020
التنوع الحيوي (Biodiversity )
4-7-2017


صفين ومقتل عمار بن ياسر  
  
4347   11:11 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص459-467.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

في هذه الحرب قتل أبو اليقظان عمار بن ياسر رضي الله عنه و قد تظاهرت الروايات : أن النبي (صلى الله عليه واله) قال لعمار بن ياسر جلدة بين عيني تقتله الفئة الباغية.

وفي صحيح مسلم عن أم سلمة أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعمار تقتلك الفئة الباغية.

قال ابن الأثير وخرج عمار بن ياسر على الناس فقال اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته اللهم إنك تعلم لو أني أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت و إني لا أعلم اليوم عملا أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين و لو أعلم عملا هو أرضى لك منه لفعلته و الله إني لأرى قوما ليضربنكم ضربا يرتاب منه المبطلون و الله لو ضربونا حتى بلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق و أنهم على الباطل ثم قال من يبتغي رضوان الله لا يرجع إلى مال ولا ولد فأتاه عصابة فقال اقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون بدم عثمان و الله ما أرادوا الطلب بدمه و لكنهم ذاقوا الدنيا و استحبوها وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم و بين ما يتمرغون فيه منها و لم تكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم فخدعوا أتباعهم بأن قالوا إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة و ملوكا فبلغوا ما ترون و لو لا هذه الشبهة لما تبعهم رجلان من الناس اللهم إن تنصرنا فطال ما نصرت و إن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم ثم مضى و معه العصابة فكان لا يمر بواد من أودية صفين إلا تبعه من كان هناك من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم جاء إلى هاشم بن عتبة بن أبي الوقاص وهو المر قال و كان صاحب راية علي (عليه السلام) فقال يا هاشم أعورا و جبنا لا خير في أعور لا يغشى البأس اركب يا هاشم فركب و مضى معه و هو يقول:

أعور يبغي أهله محلا        قد عالج الحياة حتى ملا

وعمار يقول تقدم يا هاشم الجنة تحت ظلال السيوف و الموت تحت أطراف الأسل و قد فتحت أبواب السماء و زينت الحور العين اليوم ألقى الأحبة محمدا و حزبه و تقدم حتى دنا من عمرو بن العاص فقال يا عمرو بعت دينك بمصر تبا لك تبا لك فقال لا و لكن أطلب بدم عثمان قال له أشهد على علمي فيك أنك لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله تعالى وأنك إن لم تقتل اليوم تمت غدا فانظر إذا أعطي الناس على قدر نياتهم ما نيتك لغد فإنك صاحب هذه الراية ثلاثا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) و هذه الرابعة و ما هي بأبر ولا أتقى ثم قاتل عمار و لم يرجع و قتل.

قال حبة بن جوين العرني قلت لحذيفة بن اليمان حدثنا فإنا نخاف الفتن فقال عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية.

فإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق.

فإن آخر رزقه ضياح من لبن قال حبة فشهدته يوم قتل يقول ائتوني بآخر رزق لي من الدنيا فأتي بضياح من لبن في قدح أروح بحلقة حمراء فما أخطأ حذيفة بقياس شعره فقال :

                  اليــــوم  ألقى  الأحبة            محمدا و حزبــــــــه

وقال و الله لو ضربونا حتى بلغونا سعفات هجر لعلمت أننا على الحق و أنهم على الباطل ثم قتل رضي الله عنه قيل قتله أبو العادية و اجتز رأسه ابن جوى السكسكي.

وكان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية و آخر شربة تشربها ضياح من لبن.

ونقلت من مناقب الخوارزمي قال شهد خزيمة بن ثابت الأنصاري الجمل وهو لا يسل سيفا في صفين و قال لا أصلي أبدا خلف إمام حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله.

فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول تقتله الفئة الباغية قال فلما قتل عمار قال خزيمة قد جاءت لي الصلاة ثم اقترب فقاتل حتى قتل و كان الذي قتل عمار أبو العادية المزني طعنه برمح فسقط و كان يومئذ يقاتل و هو ابن أربع و تسعين سنة فلما وقع أكب عليه رجل فاجتز رأسه فأقبلا يختصمان كلاهما يقول أنا قتلته فقال عمرو بن العاص و الله إن يختصمان إلا في النار فسمعها معاوية فقال لعمرو و ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما إنكما تختصمان في النار فقال عمرو هو و الله ذاك و إنك لتعلمه و لوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.

 

وبالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال كنا نعمر المسجد وكنا نحمل لبنة لبنة و عمار لبنتين لبنتين فرآه النبي (صلى الله عليه واله) فجعل ينفض التراب عنه و يقول ألا تحمل كما يحمل أصحابك قال إني أريد الأجر من الله تعالى قال فجعل ينفض التراب عنه و يقول ويحك تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار قال عمار أعوذ بالرحمن أظنه قال من الفتن.
قال أحمد بن الحسين البيهقي وهذا صحيح على شرط البخاري.

 

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص لأبيه عمرو حين قتل عمار أقتلتم عمارا و قد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما قال فقال عمرو لمعاوية أتسمع ما يقول عبد الله فقال إنما قتله من جاء به فسمعه أهل الشام فقالوا إنما قتله من جاء به فبلغت عليا (عليه السلام) فقال أيكون النبي (صلى الله عليه واله) قاتل حمزة رضي الله عنه لأنه جاء به.

ونقلت من مسند أحمد بن حنبل عن عبد الله بن الحرث قال إني لأسير مع معاوية في منصرفة من صفين بينه و بين عمرو بن العاص قال فقال عبد الله بن عمرو يا أبه أ ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعمار ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية قال فقال عمرو لمعاوية ألا تسمع ما يقول هذا فقال معاوية لا يزال يأتينا نهبة أ نحن قتلناه إنما قتله الذين جاءوا به.

ومن مسند أحمد أيضا عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال ما زال جدي كافا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه فقاتل حتى قتل قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول تقتل عمارا الفئة الباغية.

ومن المسند عن علي (عليه السلام) أن عمارا استأذن على النبي (صلى الله عليه واله) فقال الطيب المطيب ائذن له.

ومن المناقب عن علقمة والأسود قالا أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنبيه إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) ضيفا لك فضيلة فضلك الله بها أخبرنا عن مخرجك مع علي قال فإني أقسم لكما أنه كان رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذا البيت الذي أنتما فيه و ليس في البيت غير رسول الله و علي جالس عن يمينه و أنا عن يساره و أنس قائم بين يديه إذ تحرك الباب فقال علي انظر من في الباب فخرج أنس و قال هذا عمار بن ياسر فقال افتح لعمار الطيب المطيب ففتح أنس و دخل عمار فسلم على رسول الله فرحب به و قال إنه سيكون من بعدي في أمتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم و حتى يقتل بعضهم بعضا و حتى يبرأ بعضهم من بعض فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب و إن سلك الناس كلهم واديا فسلك علي واديا فاسلك وادي علي و خل عن الناس إن عليا لا يردك عن هدى و لا يدلك على ردى يا عمار طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة الله تعالى.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.