المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نماذج من تراث سيّد المرسلين "ص" : العقل والعلم  
  
2190   05:52 مساءً   التاريخ: 9-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص223-225
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015 4828
التاريخ: 22-11-2015 4361
التاريخ: 28-6-2017 3687
التاريخ: 6-4-2022 2012

1 - لقد اهتم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالعقل أشدّ الاهتمام ، فعرّفه وبيّن وظيفته ودوره في الحياة : على مستوى التكليف والمسؤولية ، وعلى مستوى العمل والجزاء ، كما بيّن عوامل رشده وتكامله ، فقال :

« إن العقل عقال من الجهل ، والنفس مثل أخبث الدوّاب ، فإن لم يعقل حارت ، فالعقل عقال من الجهل ، وإن اللّه خلق العقل ، فقال له : أقبل فأقبل ، وقال له : أدبر فأدبر ، فقال له اللّه تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك ولا أطوع منك ، بك ابدي وأعيد ، لك الثواب وعليك العقاب .

فتشعّب من العقل الحلم ، ومن الحلم العلم ، ومن العلم الرشد ، ومن الرشد العفاف ، ومن العفاف الصيّانة ، ومن الصيّانة الحياء ، ومن الحياء الرزانة ، ومن الرزانة المداومة على الخير ، وكراهية الشر ، ومن كراهية الشرّ طاعة الناصح .

فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير ، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع . . . »[1].

2 - واهتم الرسول الرائد ( صلّى اللّه عليه واله ) بالعلم والمعرفة ، مبيّنا دور العلم في الحياة وقيمته إذا ما قيس إلى سائر أنواع الكمال ، فقال :

« طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانّه ، واقتبسوه من أهله ، فإنّ تعليمه للّه حسنة ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى اللّه تعالى ؛ لأنّه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنّة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدّث في الخلوة ، والدليل على السّرّاء والضرّاء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلّاء . يرفع اللّه به أقواما ، فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، ويهتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم . بأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم . يستغفر لهم كل رطب ويابس ، حتى حيتان البحر وهوامّه ، وسباع البر وأنعامه . إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظّلمة ، وقوة الأبدان من الضعف . يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة . الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام . به يطاع الرب ، وبه توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال والحرام . العلم إمام العمل والعمل تابعه .

يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه اللّه منه حظّه .

وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه ، ويتجاوز عمّن ظلمه ، ويتواضع لمن هو دونه ، ويسابق من فوقه في طلب البر . وإذا أراد أن يتكلم تدبّر ، فإن كان خيرا تكلم فغنم ، وإن كان شرّا سكت فسلم ، وإذا عرضت له فتنة استعصم باللّه ، وأمسك يده ولسانه ، وإذا رأى فضيلة انتهز بها . لا يفارقه الحياء ، ولا يبدو منه الحرص ، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل .

وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه ، ويتعدّى على من هو دونه ، ويتطاول على من هو فوقه . كلامه بغير تدبّر ، إن تكلّم أثم ، وإن سكت سها ، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته ، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها . لا يخاف ذنوبه القديمة ، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب . يتوانى عن البرّ ويبطئ عنه ، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه ، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل[2].

 

[1] راجع تمام الحديث في تحف العقول ، باب مواعظ النبي وحكمه . وروي أنّ شمعون بن لاوي المسيحي دخل على رسول اللّه وناقشه طويلا ثم اعتنق الإسلام فقال : أخبرني عن العقل ما هو ؟ وكيف هو ؟ وما يتشعب منه وما لا يتشعب ، وصفه وصف لي طوائفه كلها ، فقال الرسول : . . . ان العقل عقال من الجهل . . .

راجع أيضا كلمة الرسول الأعظم : 91 .

[2] بحار الأنوار : 1 / 171 طبعة مؤسسة الوفاء ، وراجع تحف العقول : 28 طبعة مؤسسة النشر الاسلامي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.