المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تاريخ أسرة رخ مي رع
2024-05-05
حياة «رخ مي رع» كما دونها عن نفسه.
2024-05-05
مناظر المقبرة.
2024-05-05
الوزير رخ-مي-رع.
2024-05-05
مقبرة «رخ مي رع» وزخرفها.
2024-05-05
ألقاب رخ مي رع.
2024-05-05

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح  
  
5650   05:08 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص86-97
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2211
التاريخ: 13-08-2015 1921
التاريخ: 21-06-2015 19989
التاريخ: 21-2-2018 3575

الكاتب الكوفي أبو جعفر من أهل الكوفة كان يتولى ديوان الرسائل للمأمون وكان أخوه القاسم بن يوسف يدعي أنه من بني عجل ولم يدع أحمد ذلك قال المرزباني كان مولى لبني عجل ومنازلهم بسواد الكوفة. وزر أحمد للمأمون بعد أحمد بن أبي خالد. مات في قول الصولي في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين وقال غيره سنة أربع عشرة ومائتين. وكان أبوه يوسف يكنى أبا القاسم وكان يكتب لعبد الله بن علي عم المنصور وله شعر حسن وبلاغة وكان أحمد وأخوه القاسم شاعرين أديبين وأولادهما جميعا أهل أدب يطلبون الشعر والبلاغة. حكى عن المأمون وعبد الحميد بن يحيى الكاتب، وحكى عنه ابنه محمد بن أحمد بن يوسف وعلي بن سليمان الأخفش وغيرهما قال الصولي لما مات أحمد بن أبي خالد الأحول شاور المأمون الحسن بن سهل فيمن يكتب له ويقوم مقامه فأشار عليه بأحمد بن يوسف وبأبي عباد ثابت بن يحيى الرازي وقال: هما أعلم الناس بأخلاق أمير المؤمنين وخدمته وما يرضيه. فقال: له اختر لي أحدهما فقال الحسن إن صبر أحمد على الخدمة وجفا لذته قليلا فهو أحبهما إلي لأنه أعرق في الكتابة وأحسنهما بلاغة وأكثر علما. فاستكتبه المأمون وكان يعرض الكتب ويوقع ويخلفه أبو عباد إذا غاب عن دار المأمون مترفعا عن الحال التي كان عليها أيام أحمد بن أبي خالد وكان ديوان الرسائل وديوان الخاتم والتوقيع والأزمة إلى عمرو بن مسعدة وكان أمر المأمون يدور على هؤلاء الثلاثة. حدث الصولي عن أبي الحارث النوفلي قال كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لمكروه نالني منه وألف أحمد بن يوسف الوزير فلما مات أخوه الحسن قلت على لسان ابن بسام: [مخلع البسيط]

 (قل لأبي القاسم المرجى ... قابلك الدهر بالعجائب)

 (مات لك ابن وكان زينا ... وعاش ذو الشين والمعايب)

 (حياة هذا كموت هذا ... فليس تخلو من المصائب)

 وإنما أخذه من قول أحمد بن يوسف الكاتب لبعض إخوانه من الكتاب وقد مات له ببّغا وكان له أخ يضعف فكتب إليه: [الخفيف]

(أنت تبقى ونحن طرا فداكا ... أحسن الله ذو الجلال عزاكا)

 (فلقد جل خطب دهر أتانا ... بمقادير أتلفت ببغاكا)

 (عجبا للمنون كيف أيتها ... وتخطت عبد الحميد أخاكا)

 (كان عبد الحميد أصلح للموت ... من الببغا وأولى بذاكا)

 (شملتنا المصيبتان جميعا ... فقدنا هذه ورؤية ذاكا)

 حدث أبو القاسم عبد الله بن محمد بن باقيا الكاتب في كتاب ملح الممالحة قال ولما خرج عبد الله بن طاهر من بغداد إلى خراسان قال لابنه محمد إن عاشرت أحدا بمدينة السلام فعليك بأحمد بن يوسف الكاتب فإن له مروءة

 فما عرج محمد حين انصرف من توديع أبيه على شيء حتى هجم على أحمد بن يوسف في داره فأطال عنده ففطن له أحمد فقال يا جارية غدينا فأحضرت طبقا و أرغفة نقية و قدمت ألوانا يسيرة و حلاوة و أعقب ذلك بأنواع من الأشربة في زجاج فاخر و الة حسنة و قال يتناول الأمير من أيها شاء ثم قال له إن رأى الأمير أن يشرف عبده و يجيئه في غد فأنعم بذلك فنهض و هو متعجب من وصف أبيه له و أراد فضيحته فلم يترك قائدا جليلا و لا رجلا مذكورا من أصحابه إلا عرفهم أنه في دعوة أحمد بن يوسف و أمرهم بالغدو معه فلما أصبحوا قصدوا دار أحمد بن يوسف و قد أخذ أهبته و أظهر مروءته فرأى محمد من النضائد و الفرش والستور والغلمان والوصائف ما أدهشه وكان قد نصب ثلاثمائة مائدة و قد حفت بثلاثمائة وصيفة و نقل إلى كل مائدة ثلاثمائة لون في صحاف الذهب و الفضة و مثارد الصين فلما رفعت الموائد قال ابن طاهر هل أكل من بالباب فنظروا فإذا جميع من بالباب قد نصبت لهم الموائد فأكلوا، فقال شتان بين يوميك يا أبا الحسن كذا في هذه الرواية كناه بأبي الحسن فقال أيها الأمير ذاك قوتي و هذه مروءتي.

 وحدث الصولي قال: كان من أول ما ارتفع به أحمد بن يوسف أن المخلوع لما قتل أمر طاهرا الكتاب أن يكتبوا إلى المأمون فأطالوا فقال طاهر أريد أن أختصر من هذا فوصف له أحمد بن يوسف فأحضره لذلك فكتب أما بعد فإن المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين في النسب واللحمة فقد فرق حكم الكتاب بينه وبينه في الولاية والحرمة لمفارقته عصمة الدين وخروجه عن إجماع المسلمين قال الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه {يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} ولا صلة لأحد في معصية الله ولا قطيعة ما كانت في ذات الله.

 وكتبت إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع وأحصد لأمير المؤمنين أمره وأنجز له وعده فالأرض بأكنافها أوطأ مهاد لطاعته وأتبع شيء لمشيئته وقد وجهت إلى أمير المؤمنين بالدنيا وهي رأس المخلوع وبالآخرة وهي البردة والقضيب والحمد لله الاخذ لأمير المؤمنين بحقه والكائد له من خان عهده ونكث عقده حتى رد الألفة وأقام به الشريعة والسلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فرضي طاهر ذلك وأنفذه ووصل أحمد بن يوسف وقدمه.

 و حدث محمد بن عبدوس أنه لما حمل رأس المخلوع إليه و هو بمرو أمر  المأمون بإنشاء كتاب عن طاهر بن الحسين ليقرأ على الناس فكتبت عدة كتب لم يرضها المأمون و الفضل بن سهل فكتب أحمد بن يوسف هذا الكتاب فلما عرضت النسخة على ذي الرياستين رجع نظره فيها ثم قال لأحمد بن يوسف ما أنصفناك و دعا بقهرمانه و أخذ القلم و القرطاس و أقبل يكتب بما يفرغ له من المنازل و يعد له فيها من الفرش و الآلات و الكسوة و الكراع و غير ذلك ثم طرح الرقعة إلى أحمد بن يوسف و قال له إذا كان في غد فاقعد في الديوان و ليقعد جميع الكتاب بين يديك و اكتب إلى الآفاق.

 وحدث فيما ما رفعه إلى إبراهيم بن إسماعيل قال كثر الطلاب للصلات بباب المأمون فكتب إليه أحمد بن يوسف داعي نداك يا أمير المؤمنين ومنادي جدواك جمعا الوفود ببابك يرجون نائلك المعهود فمنهم من يمت بحرمة ومنهم من يدلي بخدمة وقد أجحف بهم المقام وطالت عليهم الأيام فإذا رأى أمير المؤمنين أن ينعشهم بسيبه ويحقق حسن ظنهم بطوله فعل إن شاء الله تعالى. فوقع المأمون الخير متبع وأبواب الملوك مغان لطالبي الحاجات ومواطن لهم ولذلك قال الشاعر: [الخفيف]

 (يسقط الطير حيث يلتقط الحب ... وتغشى منازل الكرماء)

 فاكتب أسماء من ببابنا منهم واحك مراتبهم ليصل إلى كل رجل قدر استحقاقه ولا تكدر معروفنا عندهم بطول الحجاب وتأخير الثواب فقد قال الشاعر: [الوافر]

 (فإنك لن ترى طردا لحر ... كإلصاق به طرف الهوان)

حدث أحمد بن أبي طاهر قال كتب صديق لأحمد بن يوسف الكاتب في يوم دجن إلية يومنا ظريف النواحي رقيق الحواشي قد رعدت سماؤه وبرقت وحنت وأرجحنت وأنت قطب السرور ونظام الأمور فلا تفردنا منك فنقل ولا تنفرد عنا فنذل فإن المرء بأخيه كثير وبمساعدته جدير. قال فصار أحمد بن يوسف إلى الرجل وحضرهم من أرادوا ثم تغيمت السماء فقال أحمد بن يوسف: [الوافر]

 (أرى غيما تؤلفه جنوب ... وأحسب أن سيأتينا بهطل)

 (فعين الرأي أن تدعو برطل ... فتشربه وتدعو لي برطل)

 (ونسقيه ندامانا جميعا ... فيغترفون منه بغير عقل)

 (فيوم الغيم يوم الغم إن لم ... تبادر بالمدامة كل شغل)

 (ولا تكره محرمها عليها ... فإني لا أراه لها بأهل)

 قال فغنى فيه عثعث اللحن المشهور.

 وأهدى أحمد بن يوسف هدية في يوم نوروز إلى المأمون وكتب معها: [الطويل]

 (على العبد حق فهو لا بد فاعله ... وإن عظم المولى وجلت فضائله)

 (ألم ترنا نهدي إلى الله ما له ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله)

(ولو كان يهدى للكريم بقدره ... لقصر فضل المال عنه و نائله)

 (ولكننا نهدي إلى من نعزه ... وإن لم يكن في وسعنا ما يعادله)

 و ذكر الجهشياري قال كان يكتب لعبد الله بن علي يوسف بن صبيح مولى بني عجل من ساكني سواد الكوفة فذكر القاسم بن يوسف بن صبيح أن أباه حدثه أن عبد الله بن علي لما استتر عند أخيه سليمان بالبصرة علم أنه لا وزر له من أبي جعفر قال فلم أستتر وقصدت أصحابنا الكتاب فصرت في ديوان أبي جعفر وأجري لي في كل يوم عشرة دراهم قال فبكرت يوما إلى الديوان قبل فتح بابه ولم يحضر أحد من الكتاب و إني لجالس عليه إذ أنا بخدام لأبي جعفر قد جاء إلى الباب فلم ير غيري فقال لي أجب أمير المؤمنين فأسقط في يدي و خشيت الموت فقلت له: إن أمير المؤمنين لم يردني. فقال: وكيف فقلت لأني لست ممن يكتب بين يديه. فهم بالانصراف عني ثم بدا له فأخذني و أدخلني حتى إذا كنت دون الستر وكل بي و دخل و لم يلبث أن خرج فقال لي ادخل فدخلت فلما ضرب باب الإيوان قال لي الربيع سلم على أمير المؤمنين فشممت رائحة الحياة فسلمت فأدناني و أمرني بالجلوس ثم رمى إلي بربع قرطاس و قال لي اكتب و قارب بين الحروف و فرج بين السطور واجمع خطك و لا تسرف في القرطاس وكانت معي دواة شامية فتوقفت عن إخراجها فقال لي يا يوسف أنت تقول في نفسك أنا بالأمس في ديوان الكوفة أكتب لبني أمية ثم مع عبد الله بن علي و أخرج  الساعة دواة شامية إنك إنما كنت في الكوفة تحت يدي غيرك و كنت مع عبد الله بن علي لي و معي و الدوي الشامية أدب جميل و من أدوات الكتاب و نحن أحق بها. قال: فأخرجتها و كتبت و هو يملي فلما فرغت من الكتاب أمر به فأترب و أصلح و قال دعه وكل العنوان إلي ثم قال لي كم رزقك يا يوسف في ديواننا فقلت عشرة دراهم فقال قد زادك أمير المؤمنين عشرة دراهم أخرى رعاية لحرمتك بعبد الله بن علي و مثوبة لك على طاعتك و نقاء ساحتك و أشهد أنك لو اختفيت باختفائه لأخرجتك و لو كنت في حجرة النمل ثم زايلت بين أعضائك. فدعوت له وخرجت مسرورا بالسلامة.

 كان للمأمون جارية اسمها مؤنسة وكانت تعتني بأحمد بن يوسف وكان أحمد بن يوسف يقوم بحوائجها فأدلت على المأمون في بعض الأمور فأنكر عليها وصار إلى الشماسية ولم يحملها معه فاستحضرت نصرة خادم أحمد بن يوسف وحملته رسالة إلى مولاه بخبرها وسألته التلطف لإصلاح نية المأمون فلما عرفه الخادم ذلك دعا بدواته وقصد الشماسية فاستأذن على المأمون فلما وصل إليه قال أنا رسول فأذن لي في تأدية الرسالة فأنشده هذه الأبيات: [الكامل]

 (قد كان عتبك مرة مكتوما ... فاليوم أصبح ظاهرا معلوما)

 (نال الأعادي سؤلهم لا هنئوا ... لما رأونا ظاعنا ومقيما)

 (هبني أسأت فعادة لك أن ترى ... متجاوزا متفضلا مظلوما)

 قال: قد فهمت الرسالة فكن الرسول بالرضا. ووجه بياسر الخادم فحملها.

 ذكر غرس النعمة في كتاب الهفوات حدثني محمد بن علي بن طاهر بن الحسين قال كان أحمد بن يوسف يسقط السقطة بعد السقطة فتلف نفسه في بعض سقطاته و ذلك أنه حكى علي بن يحيى بن أبي منصور أن المأمون كان إذا تبخر طرح له العود و العنبر فإذا تبخر أمر بإخراج المجمرة و وضعها تحت الرجل من جلسائه إكراما له و حضر أحمد بن يوسف يوما و تبخر المأمون على عادته ثم أمر بوضع المجمرة تحت أحمد بن يوسف فقال هاتوا ذا المردود فقال المأمون ألنا يقال هذا و نحن نصل رجلا واحدا من خدمنا بستة الاف دينار إنما قصدنا إكرامك و أن أكون أنا و أنت قد اقتسمنا بخورا واحدا ثم قال: يحضر عنبر فأحضر منه شيء في الغاية من الجودة في كل قطعة ثلاثة مثاقيل و أمر أن تطرح قطعة في المجمر و يبخر بها أحمد و يدخل رأسه في زيقه حتى ينفد بخورها و فعل به ذلك بقطعة ثانية و ثالثة و هو يستغيث و يصيح و انصرف إلى منزله و قد احترق دماغه و اعتل و مات سنة ثلاث عشرة و مائتين و قيل أربع عشرة و مائتين.

 وكانت له جارية يقال لها نسيم لها من قلبه مكان خطير فقالت ترثيه: [الطويل]

 (ولو أن ميتا هابه الموت قبله ... لما جاءه المقدار وهو هيوب)

 (ولو أن حيا قبله جازه الردى ... إذا لم يكن للأرض فيه نصيب)

 وقالت أيضا ترثيه: [البسيط]

 (نفسي فداؤك لو بالناس كلهم ... ما بي عليك تمنوا أنهم ماتوا)

 (وللورى موتة في الدهر واحدة ... ولي من الهم والأحزان موتات)

 ومن شعر أحمد بن يوسف كتب به إلى صديق له: [الوافر]

 (تطاول باللقاء العهد منا ... وطول العهد يقدح في القلوب)

 (أراك وإن نأيت بعين قلبي ... كأنك نصب عيني من قريب)

 (فهل لك في الرواح إلى حبيب ... يقر بعينه قرب الحبيب)

 قال أحمد بن يوسف وقد شتمه رجل بين يدي المأمون للمأمون قد والله يا أمير المؤمنين رأيته يستملي من عينيك ما يلقاني به.

 وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد أراده إبراهيم بن المهدي: من حق من أنا عبده وحجتنا عليك إعلامنا إياك والسلام. [المنسرح]

 (عندي من تبهج العيون به ... فإن تخلفت كنت مغبونا)

وأهدى إلى المأمون في يوم عيد هدية وكتب معها: هذا يوم جرت فيه العادة بإهداء العبيد إلى السادة وقد أهديت قليلا من كثير عندي وقلت: [السريع]

 (أهدى إلى سيده العبد ... ما ناله الإمكان والوجد)

 (وإنما أهدى له ماله ... يبدأ هذا ولذا رد)

 ومن شعره اللطيف: [الطويل]

 (إذا ما التقينا والعيون نواظر ... فألسننا حرب وأبصارنا سلم)

 (وتحت استراق اللحظ منا مودة ... تطلع سرا حيث لا يبلغ الوهم)

 وهو القائل في محمد بن سعيد بن حماد الكاتب وكان يميل إليه وكان صبيا مليحا: [الخفيف]

 (صد عني محمد بن سعيد ... أحس العالمين ثاني جيد)

 (صد عني لغير جرم إليه ... ليس إلا لحبه في الصدود)

 قال وكان محمد بن سعيد يكتب بين يديه فنظر إلى عارضه قد اختط في خده فأخذ رقعة وكتب فيها: [الوافر]

 (لحاك الله من شعر وزادا ... كما ألبست عارضه الحدادا)

 (أغرت على تورد وجنتيه ... فصيرت احمرارهما سوادا)

 ورمى بها إلى محمد بن سعيد فكتب مجيبا عظم الله أجرك في يا سيدي وأحسن لك العوض مني.

 ومن شعر أحمد بن يوسف: [الطويل]

 (كثير هموم النفس حتى كأنما ... عليه كلام العالمين حرام)

(إذا قيل ما أضناك أسبل دمعه ... يبوح بما يخفي وليس كلام)

 وعاش القاسم أخوه بعده فقال يرثيه: [الوافر]

 (رماك الدهر بالحدث الجليل ... فعز النفس بالصبر الجميل)

 (أترجو سلوة وأخوك ثاو ... ببطن الأرض تحت ثرى مهيل)

 (ولمثل أخيك فلتبك البواكي ... لمعضلة من الخطب الجليل)

 (وزير الملك يرعى جانبيه ... بحسن تيقظ وصواب قيل)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


بوقت قياسي وبواقع عمل (24)ساعة يوميا.. مطبعة تابعة للعتبة الحسينية تسلّم وزارة التربية دفعة جديدة من المناهج الدراسية
يعد الاول من نوعه على مستوى الجامعات العراقية.. جامعة وارث الانبياء (ع) تطلق مشروع اعداد و اختيار سفراء الجامعة من الطلبة
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يعلن عن رفد مكتبة الإمام الحسين (ع) وفروعها باحدث الكتب والاصدارات الجديدة
بالفيديو: بمشاركة عدد من رؤساء الاقسام.. قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية يقيم ورشة عمل لمناقشة خطط (2024- 2025)