أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
5514
التاريخ: 28-09-2014
4752
التاريخ: 9-11-2014
4986
التاريخ: 24-4-2022
1851
|
من مشهد الحشر يوم القيامة
قال تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الزمر: 69].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها }: « رب الأرض يعني إمام الأرض ».
قال المفضل بن عمر ، قلت : فإذا خرج يكون ما ذا ؟ قال : « إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام » « 1 ».
وقال ثوير بن أبي فاختة ، سمعت علي بن الحسين عليهما السّلام يحدث في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قال : « حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب عليه السّلام يحدث الناس ، ويقول : إذا كان يوم القيامة بعث اللّه تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلا بهما « 2 » جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر ، فيركب بعضهم بعضا ، ويزدحمون دونها ، فيمنعون من المضي ، فتشتد أنفاسهم ، ويكثر عرقهم ، وتضيق بهم أمورهم ، ويشتد ضجيجهم ، وترتفع أصواتهم ، قال : وهو أول هول من أهوال يوم القيامة ، قال : فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة ، فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم : يا معشر الخلائق ، أنصتوا واسمعوا منادي الجبار. قال : فيسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم ، قال : فتنكسر أصواتهم عند ذلك ، وتخشع قلوبهم - وقيل أبصارهم - ، وتضطرب فرائصهم ، وتفزع قلوبهم ، ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت ، مهطعين إلى الداعي ، قال : فعند ذلك يقول الكافر : هذا يوم عسر ، فيشرف الجبار عزّ ذكره الحكم العدل عليهم فيقول : أنا اللّه لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور ، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي ، لا يظلم اليوم عندي أحد ، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه ، ولصاحب المظلمة بالمظلمة ، بالقصاص من الحسنات والسيئات ، وأثيب على الهبات ، ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ، ولا من لأحد عنده مظلمة ، إلا مظلمة يهبها صاحبها ، وأثيبه عليها ، وآخذ له بها عند الحساب ، فتلازموا أيها الخلائق ، واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا ، وأنا شاهدكم عليها ، وكفى بي شهيدا . قال : فيتعارفون ويتلازمون ، فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها.
قال : فيمكثون ما شاء اللّه ، فيشتدّ حالهم ، ويكثر عرقهم ، ويشتد غمّهم ، وترتفع أصواتهم بضجيج شديد ، فيتمنّون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها ، قال : ويطّلع اللّه عزّ وجلّ على جهدهم ، فينادي مناد من عند اللّه تبارك وتعالى ، يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم ، يا معشر الخلائق ، أنصتوا لداعي اللّه تبارك وتعالى واسمعوا ، إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول لكم : أنا الوهّاب ، إن أحببتم أن تواهبوا فتواهبوا ، وإن لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم ؛ قال : فيفرحون بذلك لشدّة جهدهم ، وضيق مسلكهم وتزاحمهم ، قال : فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلّصوا مما هم فيه ، ويبقى بعضهم ، فيقول : يا رب مظالمنا أعظم من أن نهبها ؛ قال : فينادي مناد من تلقاء العرش : أين رضوان خازن الجنان ، جنان الفردوس ، قال : فيأمره عزّ وجلّ أن يطلع من الفردوس قصرا من فضّة بما فيه من الأبنية والخدم ، قال : فيطلعه عليهم في حفافة القصر « 3 » الوصائف والخدم ، قال : فينادي مناد من عند اللّه تبارك وتعالى : يا معشر الخلائق ، ارفعوا رؤوسكم ، فانظروا إلى هذا القصر ؛ قال : فيرفعون رؤوسهم ، فكلّهم يتمنّاه ، قال : فينادي مناد من عند اللّه تبارك وتعالى : يا معشر الخلائق ، هذا لكل من عفا عن مؤمن ، قال : فيعفون كلّهم إلا القليل ، قال : فيقول اللّه عزّ وجلّ : لا يجوز إلى جنّتي اليوم ظالم ، ولا يجوز إلى ناري اليوم ظالم ولا من لأحد من المسلمين عنده مظلمة حتى آخذها منه عند الحساب ، أيها الخلائق استعدّوا للحساب.
قال : ثم يخلي سبيلهم ، فينطلقون إلى العقبة ، يكرد « 4 » بعضهم بعضا حتى ينتهوا إلى العرصة ، والجبار تبارك وتعالى على العرش ، قد نشرت الدواوين ، ونصبت الموازين ، وأحضر النبيّون والشهداء ، وهم الأئمة بشهد كل إمام على أهل عالمه بأنّه قد قام فيهم بأمر اللّه عزّ وجلّ ، ودعاهم إلى سبيل اللّه ».
قال : فقال له رجل من قريش : يا ابن رسول اللّه ، إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة ، أي شيء يأخذ من الكافر ، وهو من أهل النار ؟ قال : فقال له علي ابن الحسين عليه السّلام : « يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر ، ويعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة ».
قال : فقال له القرشيّ : فإذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم ، كيف تؤخذ مظلمته من مسلم ؟ قال : « يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم ، فتزاد على حسنات المظلوم ».
قال : فقال له القرشي : فإن لم يكن للظالم حسنات ؟ قال : « إن لم يكن للظالم حسنات ، فإنّ للمظلوم سيئات ، يؤخذ من سيئات المظلوم ، فتزاد على سيئات الظالم » .
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى :{ وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ} قال : الشهداء : الأئمة عليهم السّلام ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الحج : {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا }- أنتم يا معشر الأئمة – {شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ} .
_______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 253 .
( 2 ) الغرل : جمع الأغرل ، وهو الأقلف ، والغرلة : القلفة ، والبهم : جمع بهيم ، وهو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواه ، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعور والعرج وغير ذلك ، وإنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد في الجنة أو النار . وقال بعضهم في تمام الحديث : « قيل : وما البهم ؟ قال : ليس معهم شيء » ، يعني من أعراض الدنيا ، وهذا [ لا ] يخالف الأول من حيث المعنى . « النهاية : ج 1 ، ص 167 ، ح 3 ، ص 362 » .
( 3 ) أي جوانبه وأطرافه.
( 4 ) كردهم : ساقهم وطردهم . « لسان العرب - كرد - ج 3 ، ص 379 » .
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|