أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2261
التاريخ: 13-1-2016
3509
التاريخ: 19/10/2022
1727
التاريخ: 16-1-2020
3008
|
ـ السرّ في المثابرة
من المؤلم أن يتم تخفيض درجاتك أو تفويضك بأعمال غير هامة. وإن كنت موظفاً في شركة، فلا يمكنك فعل شيء حيال ذلك.
لكن لماذا ومتى يتم تخفيض درجات الموظف؟ ثمّة سببان رئيسيان لذلك. أولاً، قد يفشل الموظف في عمله أو على الأقل في تحقيق النتائج المتوقعة. ثانياً، قد يعاني من مشاكل في علاقاته مع زملائه في العمل.
كيف نتعامل مع تخفيض الدرجات إذا كان نتيجة فشلنا؟ إذا أخفقنا في عملنا، فلا ينبغي لنا أن نتغاضى عن ذلك، بل أن نعترف بأننا ارتكبنا خطأً ونحافظ على موقف إيجابي. قد نخسر منصبنا أو يُقتطع جزء من راتبنا بسبب هذا الفشل، لكن آخر ما يجب علينا فعله هو إلقاء اللوم على الآخرين أو على ظروف خارجية. يجب أن نتحمّل المسؤولية عن خطئنا ونستعد للثبات خلال الأشهر الستّة أو السنة الصعبة القادمة.
ومع أنني متعاطف مع الأشخاص الذين كانوا ضحية إعادة الهيكلة، إلا أن هذا ما تُضطر الشركة إلى فعله أحياناً من أجل البقاء في عالم الأعمال التنافسي للغاية. فالشركات الكبرى تقيم الأشخاص استناداً إلى كفاءتهم وقدراتهم، وتلجأ بسهولة إلى تخفيض درجات الموظفين غير المؤهلين أو تعيينهم في مناصب ثانوية. في الواقع، لدى العديد من الشركات التجارية الكبيرة في اليابان فروعاً تُرسل إليها الموظفين الذين ينالون تخفيضات في درجاتهم. إذ تملك الشركات التجارية اليابانية ما يتراوح بين مائة إلى مائتي شركة تابعة، ومعظمها قائم لاستيعاب الموظفين المنبوذين. ويفعلون ذلك للحفاظ على أجواء الحيوية والنشاط في الشركة.
في شركة التجارة الدولية التي كنت أعمل فيها، رأيت كثيراً من الناس الذين يحالون إلى مناصب ثانوية ويُبعدون عن مسارهم المهني. وغالباً ما كنت أدخل لأجد مساعداً تمت ترقيته إلى مدير، ومديراً تم تخفيض درجته إلى مساعد. والمساعد الذي كنت تشرف عليه بالأمس يصبح فجأة رئيسك الجديد الذي سيقيم عملك الآن. ومع أن ذلك يبدو قاسياً للغاية، وكان صعباً بالتأكيد على الشخص الذي خسر منصبه، لكن هذا النوع من الأمور يحدث دائماً في عالم الأعمال. إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، فإن انتقاد الآخرين لن يجديك نفعاً. ولا يمكنك فتح طريق جديد إلا عندما تقبل الوضع بهدوء وتواصل العمل بثبات. لذلك، بدلاً من الشعور بالإحباط، واصل العمل الدؤوب وبناء المهارات خارج العمل حتى تحصل على فرصتك القادمة.
كلنا نرتكب الأخطاء، وغالباً ما تكون غير مقصودة. قد يعتبر الآخرون فشلنا حادثاً مؤسفاً. لكن حتى لو كان حادثاً، يجب ألا نقف عاجزين أمامه. وأياً يكن رأي الناس، علينا أن نثابر بجد حتى نحصل على فرصة أخرى.
ولا سيّما عندما ننتقل إلى منصب ثانوي، يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا ونثابر لمدّة سنة على الأقلّ. قد يكون ذلك من أصعب أوقات حياتنا، لكن لهذا السبب لا ينبغي أن نستسلم. فعندما نثابر على جهودنا لعام إضافي، سيأتي شخص ما بالتأكيد ليفتح لنا الطريق. وحتى لو تم استبعادنا واعتبارنا بلا جدوى، علينا أن تستمر ببذل جهودنا حتى يفاجأ الآخرون بنشاطنا ويدركوا أننا نملك الإمكانات في النهاية.
ـ راجِع الأفكار والأعمال التي أدّت إلى الفشل
يتم تخفيض درجة بعض الأشخاص ليس لأنهم ارتكبوا خطأً فادحاً، بل لأنهم لا يتفقون مع زملائهم.
كثير من الناس الذين يجدون صعوبة في التقدم في العمل على الرغم من قدراتهم ومواهبهم هم برأيي من النوع (الباحث). فهم أذكياء للغاية، لكنهم يفضلون العمل بمفردهم. لا يحبون العمل ضمن فريق، ولا يناسبهم عادة التواصل والتفاوض مع الآخرين. وفي كثير من الأحيان، يتم تعيينهم للعمل في مهام محددة للغاية.
في البنوك اليابانية مثلاً، ثمّة منصب يُعرف باسم مسؤول البحوث، يحتله متوسطو العمر والمسنّون. وبعض الأشخاص الذين يُعينون في هذا المنصب لا يملكون أي فرص للترقية. ينطبق الشيء نفسه على عديد من الوظائف التي تبدأ بكلمة (نائب). ففي الشركات التجارية اليابانية، إذا رأيت أشخاصاً يحملون ألقاباً تتضمن هذه الكلمة، فهذا يعني في كثير من الأحيان أنه تم استبعادهم من المسار المهني الرئيس. ومع أن ألقابهم قد تبدو مهمة، إلا أنهم لا يملكون عادةً عملاً فعلياً يقومون به.
غالباً ما ينتهي الأمر بهؤلاء في مناصب كهذه بسبب توتر علاقاتهم مع زملائهم في مناصبهم السابقة. ويكمن السبب الجذري لعلاقاتهم الصعبة في العمل في طفولتهم، ويتعلق بكيفية بناء شخصيتهم. فنحن لا نطور شخصيتنا بين عشية وضحاها، بل يكون للميول والعادات التي نكتسبها بداية من الطفولة دور أساسي في تكوين شخصيتنا الحالية.
إذا تم تخفيض درجتك بسبب علاقة صعبة في العمل، فحاول التفكير في سلوكك. ذلك أن التأمل الذاتي يُعتبر نقطة البداية لاكتشاف سبب النزاعات بين الأشخاص.
فكر بعمق وتأمل في هذه الأسئلة: (هل ثمة أمر غير حقيقي في طريقة تصرفي أو تفكيري أو شعوري؟ ما الذي يميز شخصيتي؟ هل سبّب سلوكي أو عملي انزعاجاً للآخرين؟ بماذا أختلف عن الأشخاص الذين يجيدون بناء علاقات متناغمة مع غيرهم؟).
خصص نحو 30 دقيقة كل يوم، وراجع نفسك في مراحل مختلفة من حياتك:
1ـ من صفر إلى ثلاث سنوات
2ـ من أربع إلى ستّ سنوات
3ـ من الصف الأوّل إلى الثالث
4ـ من الصف الرابع إلى السادس
5ـ من الصف السابع إلى التاسع
6ـ من الصف العاشر إلى الثاني عشر
7ـ سنوات الجامعة
8ـ وظيفتك الأولى
9ـ وهكذا دواليك حتى تصل إلى الوقت الحاضر.
أثناء مراجعة أفكارك وأفعالك في كل مرحلة، شاهد كيف تطورت ذاتك الحالية، وحاول العثور على السبب الأساسي للمشكلات التي واجهتك.
قد تكتشف أن تمردك في طفولتك هو السبب الرئيس لمشاكلك الحالية مع الآخرين. فربما كنت طفلاً وحيداً، وهذا ما صعّب عليك بناء علاقات مع من حولك، أو ربّما ترعرعت في الريف وتواجه صعوبة في التكيّف مع سرعة الحياة في المدينة. وربّما تبيّن لك أنك اخترت مهنة لا تناسب شخصيتك.
عندما تقوم بمراجعة تاريخ حياتك وتأمله بدقة بهذه الطريقة، ستكتشف بدون شك سبب صراعاتك الحالية. وبغضّ النظر عن المسار الذي تتخذه في حياتك المهنية، يمكنك دائماً التعلم من أخطائك وتصحيح مسارك في الحياة وتحسين نفسك كإنسان.
ـ حوّل تخفيض درجتك إلى فرصة للتحسّن
من تم تخفيض درجتهم أو تعيينهم في وظيفة لا أمل في التقدّم فيها سيشعرون أن عملهم ليس متطلباً ويوفر لهم الكثير من وقت الفراغ. وقد لا يجد البعض ما يفعلونه وينتهي بهم الأمر في قضاء اليوم في قراءة الصحف. قد يبدو هذا محبطاً، ولكن إذا نظرنا إليه من زاوية مختلفة، نجد أنهم يتمتعون أيضاً بميزة القدرة على العودة إلى منازلهم في وقت مبكر. ولن يشتكي أحد إذا غادر المكتب في الساعة الخامسة تماماً كلّ مساء. كما أن أحداً لن ينتقدهم إذا كانوا يقضون وقتاً إضافياً في الاسترخاء في المنزل.
بالتالي، إذا وجدت نفسك في وضع كهذا، فاستخدمه كفرصة لإعادة شحن طاقتك. قد تفتقد إلى حياة العمل المزدحمة في البداية، ولكنّك ستستمتع أيضاً بحياة أكثر بطئاً وبوفرة وقت الفراغ. استخدم هذه الفترة لتأمل ذاتك والتفكير في نفسك. وإذا استطعت استغلال هذا الوقت لتحسين شخصيتك، فقد تجد فرصة للخروج من محنتك. جميعنا نواجه نكسات في الحياة، لكنها تشكل أيضاً أوقاتاً لإعادة الشحن، وإعادة البناء، وتحسين النفس لكي نصبح أشخاصاً أفضل بكثير.
يجب علينا أن نعرف كيف نستفيد من مدّ وجزر الحياة. فعندما نركب موجة النجاح، ينبغي أن نبذل أقصى جهودنا. وعندما تهدأ الموجة، علينا أن نخصص الوقت لإعادة شحن طاقاتنا، وجمع المعرفة، وتحسين أنفسنا.
بشكل من الاشكال، يمكن ان يصبح تخفيض الدرجة أفضل وقت للنمو الشخصي. ولو اكتفينا بتغيير وجهة نظرنا، فسوف نرى أنه في الواقع من أفضل الفرص لتحقيق الذات. فالعمل في الخطوط الأمامية لا يمنحنا عادة أي وقت حر، لذلك غالباً ما نُغفل أنفسنا. لكن عندما يتم تخفيض درجتنا أو تعييننا في منصب ثانوي، فإننا نجد الوقت الكافي لإعداد أنفسنا لاتخاذ الخطوة التالية في مسيرتنا المهنية. ويجب أن نقدّر هذا الوقت الثمين ونفرح به باعتباره نعمة نحوّلها إلى بذرة نجاح أكبر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|