المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ترك احترام وتقدير الوالدين وحسن معاشرتهما  
  
2999   06:13 مساءً   التاريخ: 16-1-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص231-235
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-30 1295
التاريخ: 2024-08-15 401
التاريخ: 16/10/2022 1663
التاريخ: 20-7-2022 1281

من الأمور التي تؤدي إلى فشل الأبناء في حياتهم هي عدم احترام الوالدين وسوء معاملتهم سواء بالقول الغليظ والسباب أو بالفعل السيء تجاههم بل حتى بالنظر كما يأتي عن أهل البيت (عليهم السلام).

على الأولاد استشعار هيبة الوالدين عند مجالستهما ومحادثتهما، لعظيم مكانتهما.

قال إمامنا زين العابدين (عليه السلام) في الصحيفة السجادية: ((اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف (1) وأبرهما بر الأم الرؤوف، واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان (2) وأثلج لصدري من شربة الظمآن حتى أوثر على هواي هواهما، وأقدم على رضاي رضاهما، وأستكثر برهما بي وإن قل، وأستقل بري بهما وإن كثر)) (3) .

إن من الآداب الدينية العامة احترام الآخرين وتقديرهم وحسن معاشرتهم في كافة الأوقات والأمكنة، ويشتد هذا الأمر مع الأرحام، ويزداد شدة مع الوالدين.

والاحترام تارة يكون بالكلام، فينبغي مخاطبة الوالدين بالألفاظ الحسنة الهادئة ولا يجوز تغليظ الكلام المشتمل على السباب والفسق أو الكلام البذيء، وكذا الذي فيه إهانة وتحقير للوالدين ومنه الكلام الذي يكون فيه غلظة وقسوة أو تأفف، خاصة عند طلب الوالدين ما يحتاجان إليه حتى لو كان ذلك الطلب محرماً أو شاقاً، فلا يجوز توجيه الكلام غير المناسب لهما بل يمتنع عن العمل مع تقديم التبرير مناسب والكلام الحسن.

وأخرى يكون الاحترام متعلقاً بالمكان، فلا يجوز وضع الوالدين في منزل سكن فيه توهين أو ضرر جسدي أو معنوي، وينبغي توفير المكان المناسب لهما وبحالهما، وإكرامهما قدر الإمكان زيادة في الاحترام والتقدير.

ومنه عدم التقدم عليهما في المجلس والمشي والركوب، فالأنسب تقديم الوالدين ولو عدَّ عرفاً خلاف البر حُرِّم، وفي الحديث: ((واخفض لهما جناح الذل من الرحمة: لا تملأ عينك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدم قدامهما))(4).

ومن الاحترام التأدب مع الوالدين على مائدة الطعام بأن يقدمهما وينتظرهما إن تأخرا ويجلسهما في أفضل مكان، ويكرمهما في أنواع الطعام والشراب، ومشاركتهما في طعامهما مهما كان وإيثارهما على نفسه في الطعام وغيره وخاصة إذا كانت الحاجة ملحة.

وقد روي عن إمامنا زين العابدين (عليه السلام): أنه كان لا يأكل مع أمه لكي لا تسبق يده الى لقمة نظرت أمه إليها.

وروي ذلك عن الإمام الحسن مع فاطمة الزهراء (عليهما السلام) وأنها قالت له: ((كل وأنت في حل)) (5).

وكذا في المشي معها فلا يمشي أمامها بل إما الى جانبها أو خلفها لما فيه من احترام لهما، ونظيره الجلوس، فلا يجلس أمامها أو أرفع منها أو في مكان أفضل من مكانها عرفاً.

ومن المحرمات أن يوجه الولد السباب لوالديه وإهانتهما بالكلام المنفر والمهين.

وقال إبراهيم بن شعيب للصادق (عليه السلام): إن أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا

أراد الحاجة.

فقال (عليه السلام): إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقمه بيدك فإنه جُنَّة لك غداً (6).

وهذه الخدمة من أهم المسائل التي تكشف عطف الابن والبنت على الوالدين، فقد يحتاج الوالدان بعد عجزهما الى من يتولى عنهم بعض الأمور الخاصة، خاصة ما يرتبط بدخول بيت الخلاء والحمام، وخدمتهما في هذه الأمور من أعظم القربات الى الله وتكشف عن حب الوالد لوالديه ورعاية حقوقهما كاملة.

وكذا إطعامهما بيده إذا احتاجا الى ذلك، ولا ننسى أن الوالدين قد أطعمانا بأيديهما سنوات وهما يحبان لنا ذلك، وخدمانا في أمور الخلاء والحمام عن طيب نفس وخاطر، أفلا نبادلهما ذلك ؟! وهل نفعله ونحن نحب ذلك كما كانا يحبانه لنا، أم نفعله رغماً عنا وكراهة منا ؟!

ـ عبرة:

يروى أن موسى سأل ربه أن يريه رفيقه في الجنة، فأمره أن يتوجه الى بلد كذا ليراه فأتاه موسى وإذ هو شاب فاستضافه في منزله – فلما وضع الطعام جعل كلما أكل لقمة جعل في زنبيل (7) لقمتين، فتعجب موسى فقام ونظر في الزنبيل، إذا فيه عجوزين كبرا، فلما نظرا الى موسى تبسما وشهدا له بالرسالة وماتا، فقال الشاب: أنت موسى رسول الله والعجوزان أبواي جعلتهما في الزنبيل خوفا عليهما وكنت لا آكل ولا أشرب حتى يأكلا، وكانا يسألان الله تعالى كل يوم أن لا يقبضهما حتى ينظرا الى موسى، فلما رأيتهما علمت أنك موسى.

فقال له موسى: أبشر فإنك في الجنة، وقيل إن دعاء أمه كان: اللهم اجعله جليس موسى في الجنة (8).

فانظر عزيزي السالك والعبد الطائع الى هذه السعادة التي كانت إثر حفظ الوالدين في مكان مناسب وخدمتهما وتقديرهما، فإذا أردت أن تجالس رسول البشرية محمد (صلى الله عليه وآله) فاحترم الوالدين وقدرهما واحفظهما في أفضل مكان في بيتك وأعز غرفة في منزلك، ولا تأكل قبل أن يأكلا أو تطمئن أنهما قد أكلا.

ويقال إن الله تعالى أوحى الى سليمان أن اخرج الى البحر ترى عجبا، فخرج فلم يجد حتى غاص في البحر فوجد غرفة من ياقوت وجواهر لا يدخل إليها الماء ووجد فيها شابا حسنا يعبد الله، فسأله عن أمره فقال كان أبي مقعدا وأمي عمياء فخدمتها سبعين سنة فلما حضرت وفاة أمي قالت: اللهم أطل عمره في طاعتك، ولما حضرت وفاة أبي قال: اللهم استخدم ولدي في مكان لا يكون للشيطان عليه سبيل، فكانت هذه الغرفة فسأله عن طعامه وشرابه فقال: طير يأتيني به من رزق الله تعالى الذي لا ينسى من ذكره (9).

ألا تستوقفنا هذه السعادة والعناية الإلهية والألطاف الخفية والتي حصل عليها هذا الشاب جزاء خدمته.

_____________________

1ـ العسوف، الظلوم.

2- الوسنان: النعسان .

3- الصحيفة السجادية : 129 ، وميزان الحكمة : 4/3674 .

4- الكافي : 2/158 .

5- نزهة المجالس : 1/199 .

6- الوسائل : 15 /221 ، ح27706 .

7- وهو المكتل يسع خمسة عشر صاعا وهو شبيه الجراب والوعاء ، لسان العرب : 11/300.

8- نزهة المجالس : 1/200 – 201 بتصرف .

9- نزهة المجالس : 1/199 بتصرف .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.