المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

مشايخ محمد بن أحمد بن يحيى صاحب «نوادر الحكمة».
21-4-2016
خفيض الضغط hypobaric
20-3-2020
ما يشترط في الشهادة والشاهد
2024-06-12
التقدير الضريبي بطريقة المظاهر الخارجية
2024-05-07
رهن الشيك اصطلاحا
9-1-2019
السيد أحمد بن محمد القصير الرضوي المشهدي
15-9-2020


عدم العدالة بين الأولاد  
  
2255   01:20 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص134-136
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من الأمور التي تؤدي الى فشل الأبوة والأمومة عدم العدالة بين الأولاد في المعاملة أوفي الهدايا والعطف والحنان والخروج من المنزل للتنزه والجلوس على المائدة , بل في نظرة المحبة .

ولا يفرق في ذلك بين الذكر والأنثى ولا بين الصغير والكبير , إذا اضطر للتفرقة بين الأولاد لحاجة ملحة ولا يمكن التغاضي عنها فليكن سرا .

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)) .

وقال (صلى الله عليه واله) : ((اعدلوا بين أولادكم في النحل (1) كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)) (2).

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (اعدلوا بين أولادكم في السر كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف ). وعنه (صلى الله عليه واله) أنه نظر الى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر , فقال النبي (صلى الله عليه واله) : فهلا ساويت (3) بينهما (4) .

وقال (صلى الله عليه واله) : ((إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبَل))(5) .

قال العلامة الفلسفي في المورد محذرا من حالة المنافسة بين الأولاد :

((والطفل الأول في الاسرة يكون موضع حب وحنان وعناية من قبل والديه لأن الطفل الأول والطفل الوحيد , فيمنح الاهتمام الزائد, والرأفة الزائدة , وتلبّى كثيراً من حاجاته المادية والنفسية فنجد الوالدين يسعيان الى إرضائه بمختلف الوسائل ويوفران ما يحتاجه من ملابس وألعاب وغير ذلك من الحاجات , ويكون مصاحبا لوالديه في أغلب الأوقات سواء مع الأم أو مع الأب أو مع كليهما وبعبارة أخرى يلقى دلالاً واهتماما استثنائيا , ومثل هذا الطفل وبهذه العناية والاهتمام ,سيواجه مشكلة صعبة عليه في حالة ولادة الطفل الثاني، وتبدأ مخاوفه من الطفل الثاني , لأنه سيكون منافسا له في كل شيء , ينافسه في حب الوالدين ورعايتهم له , وينافسه في منصبه باعتباره الطفل الوحيد سابقا , وينافسه في ألعابه)) (6) .

ـ منشأ الغيرة بين الأولاد :

إن من لوازم العدالة هو عدم إقامة المقارنة بين الأطفال , في صفاتهم الجسمية والمعنوية والنفسية , فلا يصح أن يقال فلان أجمل من فلان , أو أذكى منه أو أكثر خُلقاً منه لأنها ستكون منبعا للحقد والتحاسد, لأن المقارنة بين الأطفال تؤدي الى (الغيرة من بعضهم والى التنافس)(7) أي التنافس غير النزيه .

والمقارنة تؤدي الى فقدان الثقة بين الأشقاء والعكس صحيح (عدم التفرقة في المعاملة هو أكبر دعامة لخلق جوٍّ من الثقة المتبادلة بينه وبين سائر أفراد العائلة)(8).

ونلاحظ عند كثير من الآباء مواقف غير مقصودة بأن يقول أمام الأخوة : إن ابني فلان يشبهني  وفلان لا يشبهني , فحتى هذه المقارنة في ظروف خاصة تعمل عملها في الغيرة والتنافس (غير المتزن) , والأفضل اجتنابها (9) .

وهذه الغيرة من الأمور الفطرية الشريفة إذا اعتدلت بموازين العقل والشرع ولكن ضمن حدود الاعتدال وهي كبقية الأمور الفطرية مثل الشجاعة والكرم ... هي تكامله , ولكن إذا ما خرجت عن حد الاعتدال الى الإفراط أو التفريط تصبح ذات مردود تربوي سلبي على الفرد , وأي إشعال لنار الغيرة بالطريق غير المعتبر لدى العقل والشرع تصبح هذه الغيرة قاتلة للنمو الطبيعي لشخصية الإنسان .

_____________

1ـ النحل : العطية والهدية .

2ـ ميزان الحكمة : 10/706 .

3ـ في البحار والعدة : واسيت .

4ـ مكارم الأخلاق : 206 , الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم , في فضل الأولاد , وعدة الداعي:61.

5ـ ميزان الحكمة .10/707 .

6ـ تربية الطفل في الإسلام : 67 , مركز الرسالة , قم ..

7ـ حديث الى الامهات : 68 , عنه تربية الطفل في الإسلام :  70 , مركز الرسالة , قم .

8ـ قاموس الطفل الطبي : 274 , عنه تربية الطفل في الإسلام : 70 , مرز الرسالة , قم .

9ـ تربية الطفل في الإسلام : 70 , مركز الرسالة , قم . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.