أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
2843
التاريخ: 22-11-2015
4714
التاريخ: 2-7-2017
8311
التاريخ: 4-4-2022
2603
|
عن الإمام الحسين عليه السلام قال: سألت أبي عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يجلس ولا يقوم إلّا على ذكر الله جلّ اسمه، ولا يوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها" (أي لا يتّخذ لنفسه مجلساً خاصّاً يتميّز به)، "وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يُعطي كُلّاً من جلسائه نصيبه، حتّى لا يحسب جليسه أنّ أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة، صابره حتّى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يردّه إلّا بها أو ميسورٍ من القول، قد وسع الناس منه بسطه وخلقه، فكان لهم أباً، وصاروا عنده في الحقّ سواء"[1].
مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، ولا تُرفع فيه الأصوات، ولا يُوهن فيه الحُرَم، ولا تُثنى فلتاته (أي لا تظهر هفواته)، متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى، متواضعون، يوقِّرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب..
وأمّا سيرته مع جلسائه، فيقول الحسين عليه السلام نقلاً عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله دائم البشْر، سهل الخُلُق، ليّن الجانب، ليس بفظّ، ولا غليظ، ولا صخّاب" (من الصخب وهو شدة الصوت)" ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وممّا لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذمّ أحداً ولا يُعيّره، ولا يطلب عورته" (عيوبه) "ولا يتكلّم إلّا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلّم أطرق جُلساؤه
كأنّ على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، متى تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوّلهم، يضحك ممّا يضحكون منه، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتّى إن كان أصحابه ليستجلبونه، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلّا عن مكافىء، ولا يقطع على أحد حديثه، حتّى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام"[2].
وفي مشاركته صلى الله عليه وآله في الحديث الذي كان يدور في المجلس، يقول زيد بن ثابت: كنّا إذا جلسنا إليه صلى الله عليه وآله، إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا[3].
وفي سموّ أخلاقه مع جلسائه أيضاً، ما أشار اليه الإمام الصادق عليه السلام في حديث له: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله يُقسِّم لحظاته (نظراته) بين أصحابه فينظر إلى ذا، وينظر إلى ذا بالسويّة، ولم يبسط (يمدّ) رسول الله صلى الله عليه وآله رجليه بين أصحابه، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله صلى الله عليه وآله يده من يده حتّى يكون هو التارك، فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده"[4].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|