المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7335 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تطور الفكر الاستراتيجي ( تعدد وجهات النظر حول مفهوم الستراتيجية وانواعها )  
  
3688   01:11 صباحاً   التاريخ: 7-3-2022
المؤلف : أ.د. صالح عبد الرضا رشيد أ.د. احسان دهش جلاب
الكتاب أو المصدر : الادارة الاستراتيجية وتحديات الالفية الثالثة
الجزء والصفحة : ص17 -25
القسم : الادارة و الاقتصاد / ادارة الاعمال / الادارة الاستراتيجية / الادارة الاستراتيجية: المفهوم و الاهمية و الاهداف والمبادئ /

الفصل الاول

تطور الفكر الاستراتيجي 

Strategic Thought Evolution  

اهداف الفصل 

بعد الانتهاء من الفصل الحالي سيكون القارئ على اطلاع على الاتي:-

1- التغيير الحاصل على مفهوم الستراتيجية بدءاً من المفهوم العسكري وانتهاء بالمفاهيم الادارية الحديثة والمعاصرة.

2- التطور الذي شهده الفكر الستراتيجي والظروف المرتبطة باي مرحلة من المراحل التطورية.

3- التعرف على وجهة النظر الاكثر واقعية في النظر الى الستراتيجية التنظيمية من حيث الاستفادة من مدخل التنافس والتعاون معاً.

4- التعرف على مدارس الفكر الستراتيجي على وفق وجهات نظر بعض الباحثين.

5- تحديد المتغيرات والافكار الرئيسة في اي من مدارس الفكر الستراتيجي.

مفهوم الستراتيجية 

يرجع اصل كلمة الستراتيجية Strategy الى المصطلح اليوناني Strategies والذي استعمل اثناء الحرب التي نشبت بين الاغريق والفرس في العام 506 قبل الميلاد ليعبر عن فن قيادة الجيوش. ففي كتابه الموسوم Strategy استعرض (1967Liddell Hart,) تاريخ الحروب منذ القرن الخامس قبل الميلاد وحتى الحرب العالمية الثانية واشار الى ان الستراتيجية تعني فن توزيع واستعمال الوسائل العسكرية لتحقيق النهايات السياسية، وقد ميز بين الثلاثة انواع من الستراتيجية وهي:

- التكتيك Tactic: والذي يختص بالمعركة الفعلية.

- الستراتيجية الدنيا Low strategy: والتي تختص بتوزيع وتنظيم تحرك القطعات العسكرية على ارض المعركة.

- الستراتيجية العليا Higher strategy: والتي تهتم بتنسيق الموارد وتوجيهها صوب تحقيق النهاية السياسية للحرب والمتمثلة بتحقيق السلام المشرف.

وهذا المفهوم العسكري للستراتيجية تجسد هو الاخر في مفهوم Webster’s new world dictionary للستراتيجية الذي عدها بمثابة علم تخطيط وتوجية العمليات العسكرية (2005 Thompson and Martin,).

ومن جانبه ركز (1976 Clausewitz) في موقفه من الستراتيجية على اهمية الربط بين النهايات Ends ، والتي تعبر عن الاغراض السياسية عادة، والوسائل Means التي تعمل بدورها على تحقيق تلك النهايات. ووسع (1983،  (Lykke من مفهوم الستراتيجية الذي طرحة Clausewitz من خلال اضافة عنصر اخر الى المعادلة وهو الطرائق Ways التي تتعلق بالمفاهيم العملياتية، وسياقات العمل او الطرائق المستعملة للوصول الى النهايات المحددة لتصبح المعادلة الخاصة بالستراتيجية كما يأتي:

والنهايات تعني الاهداف Objectives التي تسعى المنظمة الى تحقيقها، اما الوسائل Meansفتعني الموارد Resources اللازمة لتحقيق تلك الاهداف، في حين يقصد بالطرائق المفاهيم Concepts التي توضح كيفية استعمال الموارد المتاحة لتحقيق الاهداف المرغوبة. ويرى Lykke ان الستراتيجية تتضمن دائماً درجة من المخاطر Risk تتمثل في الفجوة بين النهايات المرغوبة وبين كل من المفاهيم Concepts والموارد المتاحة Available resources الناجمة اما عن عدم امكانية ايجاد مفاهيم مثالية او صعوبة الحصول على الموارد اللازمة لضمان النجاح المطلق. ويتوجب على المنظمة في هذه الحالة ان تعمل على تقليل درجة المخاطرة حيثما كان ذلك ممكناً. 

وفي نفس المعنى، ينظر كل من (1997 ،  Richard & Barber) الى الستراتيجية باعتبارها تتعلق بكيفية (الطرائق او المفاهيم) استعمال القوة المتوفرة (الوسائل او الموارد) للسيطرة على مجموعة الظروف المحيطة لتحقيق النهايات المرغوبة (الاهداف). وقد حاول نفس الباحثان صياغة نظرية للستراتيجية تستند الى المقدمات الاتية :

- تتعلق الستراتيجية بالمستقبل وتهدف الى السيطرة على البيئة المحيطة.

- يتعين على الستراتيجي ان يعرف ما هي النهاية التي يرغب الوصول لها.

- يتوجب على الستراتيجية الموازنة بين النهاية والوسائل والطرائق.

- ان الغرض السياسي هو الذي يحدد طبيعة وهرمية الاهداف التي يتوجب تحقيقها.

- الستراتيجية ذات طبيعة هرمية وهذا يتطلب ان تكون الاهداف والمفاهيم والموارد متوافقة في جميع المستويات.

- تتسم الستراتيجية بالشمولية وتتطلب تحليلاً شاملاً للعوامل الستراتيجية المحيطة بالمنظمة.

- تتضمن الستراتيجية قدراً من المخاطرة يتمثل باحتمال الفشل في تحقيق أحد الاهداف او التخلي عن أحد الفرص المهمة للخصوم. 

- وقد انتقل مفهوم الستراتيجية الى عالم الاعمال للإشارة الى ما يجب فعلة لمواجهة التحركات الفعلية او المتوقعة للمنافسين. وقد اوضح (1979، Steiner) عدم وجود اتفاق بشأن مفهوم الستراتيجية في عالم الاعمال ولكنه اشار الى بعض التعريفات الخاصة بالستراتيجية ومنها :

- الستراتيجية هي ما تفعله الادارة العليا بشأن القضايا المهمة للمنظمة.

- تشير الستراتيجية الى القرارات التوجيهية الاساسية المرتبطة برسالة المنظمة واهدافها.

- تتضمن الستراتيجية الانشطة المهمة والضرورية لتحويل القرارات الى واقع ملموس.

- تحدد الستراتيجية ما يتعين على المنظمة ان تفعلة.

- تحدد الستراتيجية النهايات التي ترغب المنظمة تحقيقها وكيفية الوصول اليها.

وعلى الرغم من ان الستراتيجية هي مصطلح عام يمكن استعماله لخدمة اغراض مختلفة من وجهة نظر (1980، Rumelt) ، الا انها تمثل بالنسبة له مجموعة الاهداف والسياسات والخطط المصممة بطريقة متكاملة لتعريف نطاق عمل المنظمة وتحديد طريقها الخاص الى النجاح والبقاء. ويصب تعريف (1980، Andrews) في نفس الاتجاه، اذ يعرف الستراتيجية على مستوى المنظمة على انها نموذج للقرارات التي تتخذها المنظمة لتحديد اهدافها او غاياتها، وصياغة السياسات والخطط اللازمة لتحقيق تلك الغايات، وتحديد نطاق الاعمال التي يمكن للمنظمة ان تتعامل بها، ونوع المنظمة حالياً ومستقبلاً، وطبيعة المساهمة الاقتصادية وغير الاقتصادية التي يمكن ان تقدمها المنظمة لحملة الاسهم والعاملين والزبائن والمجتمع بشكل عام. ويتضمن هذا التعريف اشارة الى الستراتيجية يمكن ان تكون تصوراً Perspective ، وخطة Plan، ونمطاً Pattern وفقاً لتعريف Mintzberg كما سنرى لاحقاً. 

في حين تضمن تعريف Porter للستراتيجية كونها خطة Plan، ومركز في السوق Position، وراي ان الستراتيجية التنافسية Competitive strategy تمثل الوسائل التي تمكن المنظمة من الوصول الى الغايات التي تصبو اليها (1986، Porter,). واكد Porter على ان الستراتيجية التنافسية للمنظمة تعني الاختيار المدروس لمجموعة من الانشطة المختلفة الهادفة الى تقديم تشكيلة من المنتجات او الخدمات ذات قيمة مميزة لزبائنها بالمقارنة مع المنافسين (1996، Porter). 

ويشير كل من (1980، Tregoe & Zimmerman) الى ان الستراتيجية لا تتعدى كونها تصوراً لما تريد ان تكون عليه المنظمة في المستقبل ، وهي بذلك تحدد الاطار المرشد لخيارات المنظمة الخاصة بتحديد طبيعتها واتجاهها فيما يخص المنتجات او الخدمات التي تقدمها، او الاسواق التي تتعامل فيها. ويعتقد الكاتبان ان قرارات المنظمة يجب ان تعتمد على قوة دافعة واحدة Single drive force لكل عمل من الاعمال التي تمارسها. وعلى الرغم من ان هناك تسعة انواع من القوى الدافعة، الا انه يمكن الاعمتاد على واحدة منها فقط كاساس للستراتيجية الخاصة بالعمل المحدد وهذه القوى هي :

- المنتجات المقدمة    Offered products

- حاجات السوق      Market needs

- التكنولوجيا          Technology

- القابلية الانتاجية     Production capability

- طرائق البيع         Methods of sale

- طرائق التوزيع      Distribution methods

- الموارد الطبيعية Natural resources

- الحجم/ النمو                 growth/Size  

- العائد / الربح                Profit/Return

وينظر (1993، Robert) الى الستراتيجية بطريقة مشابهة، اذ يعتقد ان القرارات الخاصة بالمنتجات او الخدمات التي تقدمها المنظمة، والاسواق التي تخدمها انما تتحدد من خلال قوة دافعة منفردة، الا نه حدد عشرة قوى دافعة يمكن ان تشكل اساساً لصياغة الستراتيجية وهي: 

- المنتج – الخدمة     Product – service

- المستخدم – الزبون         User – customer

- نوع السوق         Market type

- طاقة الانتاج – القابلية      Production capacity- capability

- التكنولوجيا          Technology

- طريقة تسويق المبيعات     Sales marketing method

- طريقة التوزيع      Distribution method

- الموارد الطبيعية Natural resources

- الحجم/ النمو                 growth/Size  

- العائد / الربح                Profit/Return

ويعتقد (1993، Treacy & Wiersema) ان المنظمة يمكن ان تحقق مراكز رائدة في السوق من خلال تضييق نطاق تركيز الاعمال. وقد حددا ثلاثة قواعد قيمية Value disciplines يمكن ان تعتمد المنظمة اياً منها كأساس لصياغة الستراتيجية وهي :

- التمييز العملياتي Operational excellence: باعتماد عمليات تصنيعية وتسويقية وتوزيعية تهدف الى قيادة الصناعة من خلال السعر والملائمة. 

- الصداقة مع الزبون Customer intimacy : عن طريق اقامة علاقات طيبة مع الزبائن على الامد الطويل وضمان ولائهم لها من خلال تقديم منتجات او خدمات تلاءم رغباتهم.

- قيادة المنتج Product leadership : من خلال تقديم سلسلة مستمرة من المنتجات والخدمات المواكبة للتطور التكنولوجي بالاعتماد على انشطة البحث والتطوير وتبني الافكار الجديدة ذات الصلة بالأسواق والزبائن.

ويرى (1987، Mintzberg) ان حقل الادارة الستراتجية لا يمكن ان يستند الى التسليم بوجود تعريف واحد فقط للستراتيجية، ولذلك قدم مفهوماً مختلفاً عن الاخرين تضمن خمسة تعاريف للستراتيجية احدها مكمل للأخر اطلق عليها Five Ps وهي:

- الستراتيجية كخطة Strategy as a plan: حيث ينظر الى الستراتيجية على انها نشاط مقصود للتعامل مع المواقف المختلفة. وتمتلك الخطة صفتين اساسيتين اولها انها تعد قبل الانشطة التي طورت من اجلها، وثانيها انها اعدت لتحقيق هدف او اهداف محددة.

- الستراتيجية كمناورة Strategy as a poly: الستراتيجية كخطة يمكن ان تكون عامة وكما تم توضيحها، او تكون خاصة وهي والحالة هذه بمثابة محاولة لخداع الخصوم او المنافسين. والمناورة هنا تأخذ مفهوماً اضيق يكون اقرب الى التكتيك منه الى الستراتيجية.

- الستراتيجية كنمط Strategy as a pattern: لا يمكن النظر الى الستراتيجية على انها خطة او مناورة بمعزل عن السلوك الناجم عنها. وهذا يعني ضرورة النظر الى الستراتيجية كنمط في عملية تدفق الانشطة المختلفة سواء كانت مقصودة او غير مقصودة وبالتالي فهي نتاج عملية التعلم التنظيمي Organizational learning وليست نتاج قرار واحد.

- الستراتيجية كمركز Strategy as a position: حيث يتوجه الاهتمام هنا الى المنتجات او الخدمات التي تقدمها المنظمة والاسواق التي تتعامل بها. والمركز الذي تحصل عليه المنظمة في السوق يعكس الجهود التي تبذلها في منح منتجاتها قيمة مميزة من وجهة نظر  الزبائن. وينصب اهتمام الستراتيجية في هذه الحالة على ايجاد الموائمة بين المنظمة والبيئة المحيطة بها.

- الستراتيجية كتصور Strategy as a perspective: اذ تعبر الستراتيجية عن غرض المنظمة والجوانب التي تركز عليها وبالتالي فانها ترتبط برسالة المنظمة وقيمتها الجوهرية التي يشترك فيها جميع العاملين سواء من خلال مقاصدهم (تفكيرهم) او من خلال افعالهم (سلوكهم). 

ويرى Mintzberg ان هذه التعاريف قد تتنافس فيما بينها احيانا، بمعنى امكانية احلال احدها محل الاخر الا انها بشكل عام مكملة لبعضها البعض.

ويعرف (2005 ، Johnson et al) الستراتيجية على انها تحديد لتوجه المنظمة ومجال عملها على الامد البعيد  والذي يسمح لها بتحقيق مزية تمكنها من مواجهة التهديدات البيئية وتلبية احتياجات السوق وتوقعات اصحاب المصالح من خلال تشكيلة الموارد التي تمتلكها، ويتضمن هذا تحديد : 

- توجه المنظمة على الامد البعيد Direction.

- نطاق الاعمال والاسواق التي تتنافس فيها المنظمة Scope & Markets.

- الوسيلة التي تستعملها المنظمة للتفوق على المنظمات الاخرى (المزية) Advantage.

- البيئة الخارجية التي تؤثر في قدرة المنظمة على التنافس.

- القيم والتوقعات الخاصة بالأشخاص والجهات المؤثرة في المنظمة Stakeholders.

- الموارد اللازمة لتمكين المنظمة من التنافس مع المنظمات الاخرى.

واوضح كل من (2005، Thompson and Martin) ان المقصود من مصطلح الستراتيجية يشير الى الافعال Actions والانشطة Activities التي تُصمم وتُنفَذ لإنجاز اغراض معينة ، والستراتيجية بهذا المعنى تساعد في توضيح الاشياء التي تقوم بها المنظمة او يؤديها المدراء في تلك المنظمات.

ومن جانبه اضاف (2011، Hitt et al) على المفهوم الذي طرحة Thompson and Martin بأن الستراتيجية تمثل الافعال والتعهدات Commitments المتكاملة والمتناسقة المصممة لاستثمار المقدرات الجوهرية والظفر بالمزية التنافسية، فعندما تختار المنظمة ستراتيجية ما فأنها والحالة هذه تختار بين البدائل المتنافسة في محاولة منها لاتخاذ قرار بشان الكيفية التي توصلها الى التنافسية الاستراتيجية. بعبارة اخرى ان الستراتيجية التي وقع عليها الاختيار تدل على ما يجب على المنظمة القيام به وما لا يجب ان تقوم به.

ويؤمن (2012، Wheelen and Hunger) ان الستراتيجية تمثل خطة رئيسة شاملة A comprehensive master plan تحدد كيفية تحقيق المنظمة غرضها واهدافها. وهذه الخطة من شأنها ان تعظم المزية التنافسية للمنظمة وتخفض من اللامزية التنافسية لها الى اقصى حد ممكن Minimizes competitive disadvantage.

ويرى (2013، David) ان الستراتيجية ما هي الا وسيلة يمكن من خلالها تحقيق الاهداف بعيدة الامد، وتمثل افعال محتملة Potential actions تتطلب قرارات من الادارة العليا ومجموعة كبيرة من موارد المنظمة. 

وكخلاصة لوجهات النظر السابقة وانسجاماً مع ما سيتم طرحة في هذا المؤلف، يمكن القول ان الستراتيجية بمعناها العام هي بمثابة خطة شاملة ومتكاملة تتضمن مجموعة متناغمة ومتكاملة من الافكار والمفاهيم والطرائق ذات الصلة بالمستقبل والمصممة لتحقيق اهداف المنظمة عبر توظيف الموارد Resources والقابليات Capabilities والمقدرات الجوهرية Core competencies التي تمتلكها، لاستثمار الفرص Opportunities وتلافي التهديدات Threats التي تتضمنها البيئة الخاجية المحيطة بها او تحويل الاخيرة الى فرصة قابلة للاستثمار.

والستراتيجية بهذا الوصف انما تمثل حلقة الوصل بين المنظمة ممثلة بالأهداف والافكار والمفاهيم والموارد والقابليات والمقدرات الجوهرية من جهة والبيئة الخارجية التي تعمل فيها ممثلة بالفرصة والتهديدات التي تتضمنها من الجهة الاخرى وكما في الشكل (1-1).

 

ان الطبيعة الديناميكية التي تتسم بها البيئة الخارجية للمنظمة، والتفاعل المستمر بين موارد المنظمة وقابلياتها ومقدراتها الجوهرية بمرور الوقت تتسبب في انبثاق فرص وتهديدات جديدة واحلال افكار ومفاهيم جديدة بديلاً عن الافكار والمفاهيم القديمة يترتب عليها التخلي عن بعض عناصر الستراتيجية المخططة او المدروسة Deliberated لصالح انبثاق ستراتيجية جديدة اسماها (1994، Mintzberg) الستراتيجية الواقعية Realized Strategy كما في الشكل (1-2) والتي هي نتيجة عملية معقدة لتفسير المدراء للستراتيجية المقصودة وكذلك التكيف للظروف الخارجية المتغيرة.

والستراتيجية بهذا المعنى تتفق مع المفهوم الذي طرحة (1999، Moncrieff) والذي يرى فيه ان الستراتيجية هي عملية طارئة او منبثقة Emergent process في الغالب نتيجة تفاعل خمسة عمليات فيما بينها هي القصد الستراتيجي، واستجابة المنظمة للتغييرات المنبثقة، وديناميكية الانشطة الخاصة بالأفراد العاملين داخل المنظمة، والتناغم بين القصد الستراتيجي والنشاط، والتعلم الستراتيجي وكما يظهر ذلك في الشكل (1-3).

يتضح من الشكل (1-3) ان الستراتيجية هي عملية مدروسة في جزء منها ومنبثقة او طارئة في الجزء الآخر، وان الستراتيجية المنبثقة تتأتى من مصدرين يتمثلان في ظهور فرص وتهديدات جديدة في البيئة الخارجية للمنظمة وفي انبثاق انشطة يؤديها مختلف الافراد داخل المنظمة.

 

 




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.