المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



الامام الهادي (عليه السلام) يثبت امامته بالمعجزة  
  
3503   03:36 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص481-482
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

روى ابن شهرآشوب والقطب الراوندي عن أبي هاشم الجعفري انّه قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السّلام) فكلّمني بالهندية فلم أحسن أن أردّ عليه وكان بين يديه ركوة ملائي حصى فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصّها مليّا ثم رمى بها إليّ فوضعتها في فمي فواللّه ما برحت من مكانى حتى تكلّمت بثلاث وسبعين لسانا اوّلها الهنديّة .

وروي عن أبي هاشم الجعفري أيضا انّه شكى إلى أبي الحسن الهادي (عليه السلام) ما يلقي من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ثم قال له: يا سيدي ادع اللّه لي فربّما لم أستطع ركوب الماء خوف الاصعاد  والبطء عنك فسرت إليك على الظهر وما لي مركوب سوى برذوني هذه على ضعفها فادع اللّه لي أن يقوّيني على زيارتك .

فقال: قوّاك اللّه يا أبا هاشم وقوّى برذونك .

قال الراوي: وكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سرّ من رأى ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على تلك البرذون بعينه فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت‏ .

وروي في أمالي الشيخ الطوسي عن الامام عليّ النقي (عليه السلام)انّه قال: أخرجت إلى سرّ من رأى كرها ولو اخرجت عنها اخرجت كرها .

قال الراوي: قلت: ولم يا سيّدي؟

قال: لطيب هوائها وعذوبة مائها وقلّة دائها ؛ثم قال: تخرب سرّ من رأى حتى يكون فيها خان وبقّال للمارّة وعلامة تدارك خرابها تدارك العمارة في مشهدي من بعدي‏ .

وروى القطب الراوندي عن جماعة من أهل اصفهان قالوا: كان باصفهان رجل يقال له عبد الرحمن وكان شيعيّا قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك به القول بامامة عليّ النقيّ (عليه السلام)دون غيره من أهل الزمان ؟

قال: شاهدت ما أوجب ذلك عليّ وذلك انّي كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلّمين فكنّا بباب المتوكل يوما إذ خرج الأمر باحضار عليّ بن محمد بن الرضا (عليهم السّلام)  فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر باحضاره؟

فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته ثم قيل: ويقدّر أنّ المتوكل يحضره للقتل فقلت: لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أيّ رجل هو؟ قال: فأقبل راكبا على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرته صفين ينظرون إليه فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع اللّه عنه شرّ المتوكل ؛ فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف‏  دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة وأنا دائم الدعاء له فلمّا صار بازائي أقبل إليّ بوجهه وقال: استجاب اللّه دعاءك وطوّل عمرك وكثّر مالك وولدك .

قال: فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟ فقلت: خير ولم أخبرهم بذلك.

فانصرفنا بعد ذلك إلى اصفهان ففتح اللّه عليّ الخير بدعائه ووجوها من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري ورزقت عشرة من الأولاد وقد بلغت الآن من عمري نيّفا وسبعين سنة وأنا أقول بامامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب اللّه دعاءه فيّ ولي ‏.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.