البنية المدنية العقدية Nodal Structure

ترتبط المناطق المحيطة بالمدينة بروابط اقتصادية وسياسية واجتماعية، لتوجد ما يسمى بالأقاليم الوظيفية العقدية Nodel Regions. فالعقدة أو البؤرة للإقليم هي المدينة ذاتها، حيث تتجمع فيها البضائع والخدمات بصفة أساسية من أنحاء الإقليم. ويوحي تعريف العقدية Nodality إلى المكان الأكثر ملاءمة وفاعلية Place of the greatest convenience. وتكمن قيمة العقدية في أنها محكومة بعدد من الممكنة والبضائع المنتجة والاتصالات المباشرة..الخ في ذلك المكان الفعال، وبدون حركة إضافية أو توزيع بعد الرحلة البرية الأولية. وفي الحقيقة، تعني العقدية السلوك الذي يتضمن التوزيع، وتدفق حركة الناس أو السلع. وتحدث هذه التدفقات عادة ضمن سياق التنظيم الهرمي للمدن. فالمدن ذات الحجم المعطى بالجدول محكومة من قبل المدن الأكبر منها حجما، موجودة في تلك القاعدة الأرضية التي ينطلق منها تركز البضائع والخدمات. فمراسلات الهاتف وحركة السيارات وتجارة التجزئة هي أمثلة على الظاهرة التي تعكس تنظيم تدفق الهرمية. كما تشير تدفقات حركة المرور إلى السيادة الهرمية، حيث تخدم المدن الأصغر الخدمات من قبل تدفق حركة المرور الإقليمية إلى المراكز الحضرية الأكبر، حيثما يكون الخط الرئيسي للمناطق العاصمية متاحا، كما تشجع وظيفة المدن الكبرى حركة النقل الجوي فيما بينها. فمدن الانتجاع الصحي والسياحة، كمدينتي ميامي ولاس فيغاس، تجذب حركة نقل جوي أكثر من المدن الصناعية الرئيسة التي تماثلها في الحجم. وقد اشتد في السنوات الأخيرة الطلب على وسيلة النقل الجوي في طائرات أكبر، لإنجاز المهام بالسرعة الممكنة، خاصة في المراكز الحضرية المعدة لذلك. وعلى أية حال فالخدمة الجوية ليست جيدة في المناطق التي لا تسيطر عليها، مثلما أفضل في مناطق أخرى مثل مدينتي شيكاغو واتلانتا، المعدتان لهذه الخدمة السريعة. ويطلق على هذه الظاهرة تأثيرة النقل الجوي Air Shadow Effect. وتعني هذه العبارة: المناطق الأقل مستوى لهذه الخدمة مثل مواعيد الإقلاع خلال أيام الأسبوع، أو عدم رحلات جوية متاحة في تلك المطارات.