إذا عرف الإنسان نفسه عرف ما فيها من غرائز وميول، واهواء ، تخالف العقل والشرع، وتحاول تجاوزهما حينئذ يدرك صراع تلك الاهواء مع العقل والشرع، وبذلك يعرف انه لا بد من جهادها بمقاومة تلك الاهواء لإخضاعها لحكم العقل والشرع، وتوجيه طاقاتها ضمن التعاليم الشرعية والعقلية ؛ ولهذا سمي رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك بالجهاد الاكبر؛ لأن بهذه المجاهدة صلاح النفس، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (أفضل الجهاد مجاهدة المرء نفسه).

(أفضل الجهاد جهاد النفس عن الهوى، وفطامها عن لذات الدنيا)

(جاهد شهوتك، وغالب غضبك، وخالف سوء عاداتك ، تزكي نفسك ويكمل عقلك، وتستكمل ثواب ربك)(1).

ولجهاد النفس ثمرات عظيمة حسبما دلت عليه الاحاديث الشريفة نذكر منها:

أولاً: الفوز برضا الله تعالى، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إن جاهدت نفسك حزت رضا الله تعالى).

ثانياً : الفوز بالجنة، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام).

(لن يفوز بالجنة إلا من جاهد نفسه).

(جهاد النفس مهر الجنة).

(جهاد الهوى ثمن الجنة).

(ألا وإن الجهاد ثمن الجنة)(2).

ثالثاً : التغلب على الشيطان، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (من جاهد نفسه غلب الشيطان).

من خالف نفسه غلب الشيطان (3)

رابعاً : علو الشأن، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (من ملك علا امره).

(ردع النفس، وجهادها عن اهويتها ، يرفع الدرجات ، ويضاعف الحسنات) (4).

خامساً : نيل مرتبة التقى، يقول (عليه السلام) : (من جاهد نفسه اكمل التقى)(5) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الآمدي ، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 343.

(2) المصدر نفسه : 242.

(3) الأمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 242 .

(4) المصدر نفسه.

(5) المصدر نفسه : 243.