تفسير قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ..} |
1580
01:10 صباحاً
التاريخ: 12-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
2040
التاريخ: 2023-07-24
1293
التاريخ: 12-06-2015
2621
التاريخ: 12-06-2015
1833
|
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 62] .
{إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا} أي أظهروا الإيمان من
المسلمين {وَالَّذِينَ
هادُوا} أي انتحلوا اليهودية. يقال في التاريخ ان بني
إسرائيل من بعد سليمان ارتد اكثر اسباطهم الى الشرك وعبادة الأوثان وعجلي الذهب
الذين عملهما ملكهم ثم بادوا من بعد ذلك بالقتل والأسر ولم يبق لهم اسم ولا رسم
قومي في الاسرائيلية. والذين بقوا على صورة التوحيد والشريعة على تقلب في
الوثنية والإيمان بحسب الأزمنة والملوك وبقي اسمهم وعنوان الموسوية واحترام بيت
المقدس في اكثر الأزمنة فيهم الى اليوم إنما هم سبط يهودا ومن تبعهم كسبط بنيامين.
فصار العنوان لمن ينتمي الى الملة الموسوية هم الذين هادوا. وذكر لهذه الصفة وجوه
أخر واللّه العالم {وَالنَّصارى} وهم
المنتمون الى اتباع الرسول عيسى. قيل مفرده نصران ونصرانة واستشهدوا له بقول
الشاعر (وهو نصران شامس) وقول الآخر (كما سجدت نصرانة لم تحنف) وقيل في وجه
التسمية انه من النصرة لقول المسيح {مَنْ
أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} [آل
عمران : 52] كما في سورتي آل عمران والصف.
وقيل نسبة الى الناضرة قرية من بلاد الجليل في فلسطين نشأ فيها المسيح وكان يسمى
الناصري فلحق المنتمين الى اتباعه هذا اللقب واللّه العالم {وَالصَّابِئِينَ} قيل
فيهم اقوال كثيرة والظاهر ان منهم الصابئة الموجودين فيما بين البصرة وبغداد
ولعلهم شعبة من اليهود امتازوا بديانة سرّية وربما عرف من بعضهم انهم ينتمون الى
اتباع يحيى بن زكريا.
ولهم في ديانتهم ولع شديد بالماء وعناية بأمره {مَنْ آمَنَ} من هؤلاء {بِاللَّهِ} بحقيقة الإيمان به في الإخلاص بتوحيده في الإلهية وما له جل شأنه من صفات الجلال والجمال {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} على حقيقة الإيمان بالمعاد الجسماني والجنة والنار والحساب والجزاء وما ذكر في القرآن الكريم في شأن اليوم الآخر. ومن كان كذلك لم يتمرّد على آيات اللّه ودلائله ولم تأخذه نخوة القومية بل يتفانى في طلب الحق ولا تأخذه فيه لومة لائم او نزعة أهواء {وَعَمِلَ صالِحاً} على حقيقة الشريعة المقدسة ولا يخفى ان الإيمان برسول اللّه محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) وبما جاء به لازم لحقيقة الإيمان المذكور والعمل الصالح. ألا ترى اقلا ان حقيقة الإيمان بالمعاد واليوم الآخر على ما جاء في القرآن الكريم لا توجد عند فرقة من الفرق فضلا عن الإيمان باللّه وما له من الجلال والقدس والوحدانية حق الإيمان {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} وجزاؤهم معدّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} في الآخرة {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وخبر «ان» اما جملة من آمن مع جزائها واما جملة فلا خوف. ويكون من آمن بدلا من اسم ان والمعطوف عليه ودخلت الفاء على الخبر لأجل تضمن «من» معنى الشرط ولعل الأول اظهر. وقد روعي في «من» لفظها في آمن. وعمل. ومعناها في «لهم» وما بعدها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|