لم يُشر في القرآن الكريم إلى الكثير من تفاصيل قصة ذبح البقرة (كزمان ومكان وقوع الحادثة، أو أي عضو من المذبوح ضرب بأي عضو من القتيل) كما أن صدر القصة وعجزها لم يبينا من حيث الترتيب الزماني لوقوعهما؛ والسبب هو ـ كما أشير إليه مراراً ـ أن القرآن الكريم ليس كتاب قصة وتاريخ بل هو کتاب نور وحكمة وهداية، وهو يروي من كل واقعة تاريخية الأمور التي من شأنها أن تعلم الحكمة والتي لها دور في هداية المجتمعات البشرية؛ ففي أي تاريخ وقعت هذه القصة وفي أي حقبة زمنية من حياة النبي موسى (عليه السلام) حدثت؟ وفي أي قرية حصلت؟ هل في قرية «أصحاب السبت» تلك أم في غيرها؟ ومن هم القوم الذين ارتكبوا القتل؟ ولماذا اقترفوا هذه الجريمة؟ و... الخ، فبما أنه لا دور للاطلاع على تلك الأمور في فهم المعارف القرآنية فإنه لم تتم الإشارة مع أنه قد بينت جوانب من هذه القصة في التواريخ والروايات مما لا مجال للاطمئنان بأن الأخبار الإسرائيلية لم تتدخل فيها.