أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/11/2022
1709
التاريخ: 10-12-2015
11558
التاريخ: 16-11-2015
2447
التاريخ: 4-06-2015
6659
|
مصبا- الذنب : الإثم ، والجمع
ذنوب ، وأذنب صار ذا ذنب بمعنى تحمّله. والذنوب وزان رسول : الدلو العظيمة ، قالوا
ولا تسمّى ذنوبا حتّى تكون مملوأة ماء ، وتذكّر وتؤنّث ، وقال الزجّاج مذكّر لا
غير ، وجمعه ذناب. والذنوب أيضا : الخطّ والنصيب ، وهو مذكّر. وذنب الفرس والطائر
وغيره جمعه أذناب ، والذنابى وزان الخزامى لغة في الذنب ، ويقال هو في الطائر أفصح
من الذنب. وذنابة الوادي : الموضع الّذى ينتهى اليه سيله : أكثر من الذنب. وذنب
الوسط طرفه. وذنّب الرطب تذنيبا : بدا فيه الأرطاب.
مقا- ذنب : اصول ثلاثة : أحدها الجرم. والآخر مؤخّر الشيء.
والثالث كالخطّ والنصيب. فالأوّل- الذنب والجرم ، يقال أذنب يذنب ، والاسم الذنب
، وهو مذنب. والأصل الآخر- الذنب وهو مؤخّر الدوابّ ، ولذلك سمّى الأتباع الذنابى.
والمذانب : مذانب التلاع ، وهي مسائل الماء فيها. والمذنّب من الرطب : ما أرطب
بعضه. ويقال للفرس الطويل الذنب : ذنوب والذناب : عقب كلّ شيء. والذانب : التابع
، وكذلك المستذنب : الّذى يكون عند أذناب الإبل. فأمّا الذنائب : فمكان.
مفر- ذنب الدابّة وغيرها : معروف ، ويعبّر به عن المتأخّر
والرذل يقال هم أذناب القوم ، وعنه استعير مذانب التلاع لمسائل مياهها. والمذنب ما
أذنب من قبل ذنبه. والذنوب : الفرس الطويل الذنب ، والدلو التي لها ذنب واستعير
للنصيب كما استعير له السجل- فانّ للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم. والذنب في
الأصل : الأخذ بذنب الشيء ، يقال ذنبته أصبت ذنبه ، ويستعمل في كلّ فعل يستوخم
عقباه اعتبارا بذنب الشيء ، ولهذا يسمّى الذنب تبعة اعتبارا لما يحصل من عاقبته.
التهذيب 14/ 438- قال الليث : الذنب الإثم والمعصية.
والذنب معروف ويقال للمسيل ما بين التلعتين ذنب التلعة. والذانب : التابع للشيء
على أثره ، يقال هو يذنبه أي يتبعه. والمستذنب : الّذى يتلو الذنب لا يفارق أثره
وعن الفرّاء : الذنوب من كلام العرب الدلو العظيمة ، ولكنّ العرب تذهب به الى
النصيب والخطّ- {فَإِنَّ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا ذَنُوبًا} [الذاريات : 59] - أي
حظّا من العذاب ، وذنب كلّ شيء آخره ، وجمعه ذناب. قال ابن الأعرابى : يوم ذنوب :
طويل الذنب لا ينقضي طول شرّه. والمذنب : مسيل ماء بحضيض الأرض.
الفروق 189- الفرق بين الذنب والقبيح : انّ الذنب يسمّى
به لما يتبعه من الذمّ ، وأصل الكلمة على قولهم الاتباع ، ومنه قيل ذنب الدابّة ، لأنّه
كالتابع لها ، والذنوب : الدلو التي لها ذنب. ويجوز أن يقال إنّ الذنب يفيد انّه
الردن من الفعل الدنىء ، وسمّى الذنب ذنبا لأنّه أرذل ما في صاحبه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو التبعيّة مع قيود
التأخّر والاتّصال والدناءة ، وبملاحظة هذه القيود تطلق على الإثم الّذى يلحق
الآثم ويتبعه من دون أن ينفصل عنه وهو دنىء وكريه في نفسه.
ويقال ذنبه يذنبه فهو ذانب : الى تابع متأخّر. وأذنب يذنب
وهو مذنب :
اى صار ذا ذنب وجعل نفسه ذا ذنب. واستذنبه : طلب التبعيّة
وأظهرها. والذنوب فعول : ما يتّصف بالتبعيّة والتأخّر ، كالدلو الثقيل يجرّ
بالرشاء ، تقول العرب : أتبع الدلو رشاءها ، والخطّ الّذى هو دنيء ويتبع صاحبه
ويلحقه.
فالذنب في الأصل مصدر بمعنى التبعيّة ثمّ جعل اسما لكلّ
تابع دنىء متأخّر غير منفصل من الإنسان وهو الإثم ، فإذا أريد تفهيم مفهوم إتيان
الإثم : فلا بدّ من التعدية بالهمزة فيقال أذنبه أي أتى بالذنب وأظهره. وأمّا
الذانب فهو التابع المطلق.
وأمّا الذنب : فهو اسم لتابع متّصل دنيء مرتبة أو عنوانا
أو كالمتّصل التابع ، فيطلق على أذناب الطيور والحيوانات ، وتبعة الشخص الخصّيصين
له.
فظهر الفرق بين الذنب والإثم والخطأ والحرب والجرم والوزر
والمعصية : فإنّ النظر في الذنب الى جهة اللحوق والدناءة والتبعيّة ، وفي الوزر
الى جهة الثقل وكونه ثقيلا تحمّله ، وفي الخطأ الى جهة الخطيئة ، وفي المعصية الى
جهة عصيان الأمر وخلاف التكليف ، وفي الحرب الى جهة الزجر والانزجار ، وفي الإثم
الى جهة القصور والبطؤ كما مرّ في مادّتها ، و في الجرم الى جهة الانقطاع عن
الحقّ- راجع- الجرم ، الخطأ ، الإثم ، الحوب.
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ
سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } [التكوير: 8 ، 9] - أي بأي إثم يلحقها ويتبعها وهو دنىء قتلت ، مع
انّها كانت قاصرة عاجزة عن الذنب.
{غَافِرِ الذَّنْبِ... } [غافر: 3] ، {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ...} [يوسف : 29] ، {يَغْفِرُ الذُّنُوبَ...} [آل عمران : 135] ، {فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا...} [آل عمران : 16] ، {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران : 31] *- فبملاحظة حقيقة الذنب والنظر الى خصوصيّاته :
تستعمل مادّة الغفران والاستغفار متعلّقة به ، ولا تناسب في موارد الإثم والوزر
والحوب والعصيان ، فانّ العبد يلزمه الإصلاح ورفع تلك الموضوعات وردّها عن مسيره ،
ومن انقطع عن الحقّ ، أو عصى أمره ، أو حمل وزرا ، أو أظهر البطؤ والتسامح في عمله
: فلا بدّ له أوّلا أن يتوجّه الى انحرافه وتقصيره ، ثمّ يصلحه ويتوب اليه.
نعم قد تستعمل متعلّقة بالخطأ- {لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا...} [طه : 73] ، {أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي} [الفاتحة : 82] - وإصلاح الخطأ هو التوجّه اليه والندامة ، وعلى
هذا ترى استعمال الغفران في مورده واقعا بصورة الطلب والدعاء والتوبة- {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا} [الشعراء : 51].
و بهذا ظهر لطف التعبير بالمادّة في مواردها ، فلا تغفل.
راجع مادّة- الخطأ.
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ
ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} [الذاريات : 59] - يراد مطلق ما يكون لاحقا لهم ومن ورائهم في اثر
ظلمهم وعدوانهم ، فالذنوب كلّ أمر دنيء وأثر فجيع وعذاب وألم وخزى شديد يلحق صاحبه
ويتبعه.
وتفسير الذنوب بالخطّ والنصيب مطلقا ليس على ما ينبغي ، نعم
انّ مفهوم- الذنوب يعنون ويعبّر عنه بالنصيب أو الخطّ ، باعتبار اللحوق والاختصاص
به. وهذا كما في قوله تعالى- {لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ
قَوْمَ نُوحٍ} [هود : 89].
ولا يخفى أنّ الذنب يراد منه مجموع العمل وأثره المترتّب
عليه ، أو العمل- بلحاظ أثره الّذى يتبع العامل ويلحقه. فالذنب عرفا هو العمل
المخالف الكريه ، وهذا العمل إذا لوحظ من حيث هو هو : فهو مصداق للذنب والعصيان
والإثم والجرم والوزر معا ، وإذا اعتبر من جهة الأثر وسائر الجهات فيفترق كلّ
منها.
ثمّ انّ الذنب باعتبار الأثر والنتيجة يتنوّع على أنواع ،
قال امير المؤمنين صلوات اللّه عليه في دعاء كميل- اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي
تهتك العصم ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب
التي تغيّر النعم ، اللّهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللّهمّ اغفر لي
الذنوب التي تنزل البلاء ، اللّهمّ اغفر لي كلّ ذنب أذنبته وكلّ خطيئة أخطأتها.
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح : 1 ، 2] أي فتحا ظاهريّا بالتوسعة ومزيد القدرة وبسط
الحكومة وتثبيت السلطة وحصول النفوذ واجراء الأوامر والنواهي الالهيّة وكثرة
التابعين المؤمنين ووفاق المخالفين ومسالمتهم ، وفتحا روحانيّا بالمكاشفات
الغيبيّة والفتوحات القلبيّة المعنويّة والأنوار اليقينيّة اللاهوتيّة والحقايق
القدسيّة.
وبحسب كلّ من هذه الفتوح ينكشف ممّا مضى ذنوب ، فانّ
الذنوب والآثام تختلف باختلاف المراتب والمقامات الظاهريّة والباطنيّة ، وحسنات
الأبرار سيّئات المقرّبين ، و{لٰا
يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا وسعها } ، فإذا حصل الوسع في الظاهر أو الباطن : يتوجّه الى تكاليف ووظائف
اخر جديدة ، ويرى في جريان ما سبق قصورا كمّا وكيفا ، بل ويرى نفسه دائما مقصّرا
ومذنبا ومجرما وآثما ، ولا يدرك من أعماله الّا الزلل والغفلة والتقصير والإثم.
وعلى هذا المبنى يبتنى ما يتراءى من الأنبياء المقرّبين
والأوصياء المطّهرين والأولياء المرضيّين : من البكاء والمناجات والتضرّع الدائم ،
يقول خاتم الوصيّين عليه السلام : الهي قلبي محجوب ونفسي معيوب وعقلي مغلوب وهواني
غالب وطاعتي قليلة ومعصيتي كثيرة فكيف الحيلة يا علّام الغيوب.
فهذه الآية الكريمة ناظرة الى هذا المقام ، لتقوية نفسه
الشريف وتسديده وتحكيم أمره ، وازالة التزلزل والاضطراب عن قلبه ، حتّى يستقيم
فيما امر وتطمئنّ نفسه اللاهوتيّة في السفر الى الخلق وفي تبليغ ما انزل اليه من
ربّه.
فخذ هذه الحقيقة الربّانيّة ولا تكن من الكافرين به ، اللّهم اغفر لنا ذنوبنا ، وعرّفنا نفسك ، ونوّر قلوبنا بأنوار معرفتك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|