تركيز السيطرة العصبية 

في معظم الحيوانات متعددة الخلايا فيها بعض التركيز للنسيج العصبي ، فالاعصاب الحسية تعمل على الانتقال أو تميل لان تنتقل الى المنطقة المركزية التي تصدر عنها الاعصاب المحركة. وهناك ثلاث طرائق مبدئية يبنى على وفقها الجهاز العصبي المركزي. ففي امعائية الجوف والشوكيات وعلى وفق تركيبها هنالك حلقة من الالياف العصبية. وفي قنديل البحر تمر الحلقة حول حافة الناقوس وقرب قواعد اللوامس ، وفي نجم البحر فان أهم حلقة عصبية للنسيج العصبي تكون حول الفم وفي الحالتين كلتيهما فان التنسيق العصبي ضعيف اذ عند قلب نجم البحر على ظهره فانه يستعيد وضعه ببطء، وبداية فان الاذرع الخمس تكون نشطة ولكن ذراعين منها فقط تقوم بالفعالية الاخيرة في قلب الحيوان او اعادته الى وضعه الطبيعي، ولما كانت الاذرع متجهة باتجاه الجهات كلها فان الحيوان يواجه مشكلة هي أي منطقة من المناطق هي التي تسيطر على بقية الاجزاء ؟

يكون النوع الثاني من الجهاز العصبي المركزي في الرخويات اذ ان كتلأ من النسيج العصبي المزدوجة التي تسمى بالعقد Ganglia تنشاً في عدة اجزاء من الجسم هي الرأس والقدم والاحشاء والجبة. وغالبا ما يكون التنسيق او التعاون الحركي ضعيفا وهذا الامر يكون نتيجة الجهاز الحركي البسيط جدا ،وفي رأسية القدم التي تملك اعضاء حركية افضل بسبب تركيز اغلب العقد في الرأس فانها قادر على تنسيق الفعالية بصور أفضل.

يتكون الجهاز العصبي في المفصليات من حبل عصبي طولي وعقدة كبيرة (الدماغ) في المقدمة، كذلك في الفقريات فان الجهاز العصبي متطور أكثر ، ويظهر علي تحو ما هو الحال في المفصليات تنظيما حلقيا (قطعيا) Segmental ان تركيز النسيج العصبي علي شكل دفاع يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بالاعضاء الحسية. ففي نحل العسل يلاحظ وجود فصوص دماغية خاصة مرتبطة بالعيون وان ازالتها تعمي الحيوان. هناك وصفات مهمة عامة اخرى للدفاع هي السيطرة على انماط سلوكية متقنة، ففي احد انواع ابو الجنيب Hermit crab فان ازالة الدماغ لا يؤثر في الحركة الاعتيادية التي تسيطر عليها العقد الحلقية وتركيزاتها، ولكن الحيوان الذي يزال دماغه يكون غير قادر على ايجاد طريق العودة الى مأواه (صدفة الحلزون) من غير مساعدة.

ان مثل هذه الصفة موجودة في ادمغة الفقريات ففي اسماك القرش على سبيل المثال يتألف الجزء الامامي من الدماغ بشكل رئيس من الفصوص الشمسية التي ترتبط بالاعضاء الحسية التي تتفحص الماء.

نجد في اللبائن توسعاً أكثر للجزء الامامي من الدماغ إذ تكون له وظيفتان فهو يستلم المنبهات من الاعضاء الحسية لاسيما العيون لذا فان أي اذى يحصل فيها يسبب العمي ، كذلك فان هذا الجزء يسيطر على جميع الانواع المعقدة من الرجع الحركي. وان توسع الدماغ يزيد من عدد الخلايا العصبية وهذا يؤدي الى زيادة امكانية وجود عدة انواع من الارتباطات بين الاعصاب، واعتمادا على ذلك فانه من الممكن ظهور تنوع كبير من السلوكيات هنا ويصحب هذا استعادة الشفاء من الاذى، فالجزء الثاني يزال دماغه او يلحقه الاذى يظهر عليه العمى في البدء ويفقد بعضا من امكانيته السلوكية وكلما كان الدماغ اكبر كان الحيوان قادر على تعلم انواع معقدة من التعلم.