أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-15
997
التاريخ: 23-4-2022
1661
التاريخ: 2023-09-29
1042
التاريخ: 9-4-2022
2075
|
قال تعالى : { وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ }[سورة ص : 4] .
محمد ( صلى الله عليه واله ) من قريش ، ما في ذلك ريب ، ولكنه ليس من عتاتهم وطغاتهم ، فكيف يعده هؤلاء منهم ؟ ولو انه استعبد الناس ، وكان له كنز أو جنة من نخيل أو بيت من زخرف لكان منهم في الصميم ، وان لم يكن قرشيا . أنظر ج 5 ص 83 فقرة « التفكير من خلال المال وحب الذات » وفقرة « منطق أرباب المال بنك وعقار » ص 453 .
{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [ص : 4]. ولما ذا هو ساحر كذاب ؟ وهذا هو الجواب {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ } . ليس العجب العجاب عند هؤلاء واقعا وحقيقة أن ينكر محمد (صلى الله عليه واله ) الشرك وتعدد الآلهة ، وان خيّل ذلك إليهم ، وشعروا به من أنفسهم . . كلا ، انما العجب العجاب هو خروج محمد (صلى الله عليه واله ) على تقاليدهم الموروثة وأوضاعهم المألوفة أبا عن جد . .
انهم في الواقع يدافعون عن تقاليد الآباء والأجداد كدين ومبدأ ، وليس عن الأصنام من حيث هي، انهم يدافعون عن الأصنام لأنها من تركة الأولين وميراثهم {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].
وينطبق هذا على ايمان الجهلاء من الموحدين تماما كما ينطبق على ايمان المشركين لأن مصدر الإيمانين واحد ، وهو التقليد . . والفرق ان تقليد الموحد صحيح ومقبول لأن له أساسا من الواقع تماما كقولي : ان صاحب نظرية الجاذبية اسمه نيوتن ، وصاحب نظرية النسبية اسمه اينشتين ، أما تقليد المشرك فضلال ، وصاحبه مسؤول ومعاقب إلا إذا كان قاصرا كالبهائم لأن الشرك باللَّه لا أساس له من الواقع . وبكلمة ان الفكرة تكون صادقة إذا كانت من صلب الواقع سواء أكانت عن علم أم عن تقليد . انظر ج 1 ص 259 فقرة « التقليد وأصول العقائد » .
{ وانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ } . المراد بالملأ هنا عتاة قريش .
واصبروا على آلهتكم أي اثبتوا على عبادتها . وهذا شيء يراد إشارة إلى الثبات على عبادة الأصنام . والملة الآخرة هي عقيدة التثليث في المسيحية ، ووصفها المشركون بالآخرة لأنها آخر ديانة ظهرت في عهدهم . وفي تفسير الطبري وغيره ان مشيخة قريش قالوا لأبي طالب : ليكف ابن أخيك عن آلهتنا ، وندعه وإلهه الذي يعبد . ولما ذكر أبو طالب ذلك للرسول الأعظم ( ص ) قال : أريدهم على كلمة واحدة يقولونها ، فتدين لهم العرب والعجم . فقالوا : نعطيكها وعشرا فما هي ؟ قال : « لا إله إلا اللَّه » . فانصرفوا ، وهم يقولون : اجعل الآلهة إلها واحدا الخ . وهذه الرواية تتفق مع ظاهر الآية ، ويساعد عليها واقع المشركين ومكانة شيخ الأبطح .
{ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا } ؟ أيختار اللَّه محمدا لرسالته ، ولا جاه له ولا مال ؟ { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي } . ضمير « هم » يعود لبعض المشركين لأن منهم من أنكر نبوة محمد ( صلى الله عليه واله ) حسدا ، ومنهم من أنكرها حرصا على مصالحه { بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ } . فإذا ذاقوه زال عنهم الشك والريب : {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} [يونس: 54].
{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } . المراد بخزائن الرحمة هنا النبوة فقط ، أو هي وغيرها من نعم اللَّه وإحسانه ، والمعنى لما ذا أنكر المشركون واستكثروا رحمة اللَّه لمحمد في اختياره رسولا للعالمين ؟ ألأنهم يملكون هذا الاختيار من دون اللَّه { أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُما } . ان مالك الكون هو الذي يملك النبوة ويهبها ويعز بها من يشاء ، والمشركون لا يملكون مع اللَّه شيئا كي يمنحوا النبوة لرجل من القريتين عظيم . . أجل هناك شيء واحد يستطيعون به أن يملكوا السماوات والأرض ، وهو { فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبابِ } . المراد بالأسباب الطرق والوسائل ، والمعنى ان النبوة يتحكم بها من يملك الكون بما فيه ، فإذا أراد عتاة قريش أن يختاروا للنبوة واحدا منهم فعليهم قبل كل شيء أن يملكوا الأسباب والوسائل التي تصل بهم إلى هذا الملك ان كانت متوافرة لديهم . . وفي هذا من التعجيز ما هو في غنى عن البيان { جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأَحْزابِ }. ان الذين حاربوك وعارضوك يا محمد ليسوا بشيء ، فهم مغلوبون مهزومون أمام دعوتك على الرغم من كثرة جنودهم وتكتل أحزابهم .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|