أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2015
5184
التاريخ: 26-10-2014
6546
التاريخ: 25-11-2014
5907
التاريخ: 2-06-2015
5457
|
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ
كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ
مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ
مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا
يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا } [الحج : 5]
يخاطب
اللّه سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة الناس ويقول لهم : إن كنتم في شك من
يوم القيامة ، الذي يبعث فيه الأموات، وتحيى فيه الأجساد من جديد، فانظروا واعتبروا
بحالكم عند ابتداء الخلقة حين خلق الانسان من تراب.
والتراب
:
هو
المادة الأولية التي خلق منها أبونا آدم (عليه السلام)، ومنها خلق بقية البشر الذين
عاشوا على هذه الأرض التي أنبتت النبات وغذت الحيوان، وكنتيجة لأكل تلك النباتات
والفواكه التي خرجت ونمت من التراب، وكذلك الحيوانات التي عاشت على الأعشاب
والنباتات، تحول الغذاء الذي مصدره التراب إلى دم يجري في عروق الانسان وأعضائه
ومنها (الخصيتين).
وهذا الدم
تجري عليه عمليات متعددة، يتحول بعدها في ذلك المصنع الالهي إلى مواد منوية
(حيامن) وفق نظام دقيق ومحكم.
ولو
قمنا بفحص (الخصية) تشريحيا وفيسولوجيا، لوجدناها عبارة عن مصنع فعال متكامل،
يتكون من ملايين الخلايا ومئات الأنابيب (800) أنبوب يبلغ طولها (200- 300) متر،
لها القابلية على تحويل الدم القادم إليها إلى ملايين الحيوانات المنوية.
أما
الحيوان المنوي فهو ذو خلقة وتركيب مدهش وعجيب لا يتصوره الانسان العادي بسهولة،
ففي كل دفقة مني التي تتكون من (3- 5 سم 3) يحوي كل سم 3 من ذلك الماء الدافق على
(60- 80) مليون حيوان منوي، وطول هذا الحيوان (65 ميكرون).
ويتألف
من رأس كمثري الشكل وعنق وذيل طويل يبلغ (45 ميكرون) يساعد الحيوان على الحركة
أثناء عبوره الرحم والبوق، وتقدر سرعتها (2- 3 ملم) في الدقيقة.
وكذلك
تقوم الخصية بإفراز الهرمونات الذكرية المسماة بالأندروجين (Androgens) .
وفي
المقابل يتحول الدم الجاري في مبيض المرأة إلى بويضات، حيث يقدم كل مبيض بيضة في
كل شهرين، وذلك بالتبادل مع المبيض الآخر. ونتيجة لعملية التزاوج أو الألتحام
الحاصل بين الحيمن والبيضة يتكون الأنسان بصورة تدريجية، وفق موازين وشروط خاصة،
حتى يبلغ الشهر التاسع حيث تتم عملية الولادة وفق البرنامج الالهي المحسوب، ويحصل
ذلك كما يلي :
عند ما
تدخل الحيوانات المنوية الرحم تتسابق كل منها لتلقيح البيضة، والذي يتم عادة في
الجزء الأخير من البوق، ولا يسمح إلّا لحيوان واحد فقط لتلقيح تلك البيضة.
وهذه
البيضة التي تتمتع بحيوية حياتية قابلة للانقسام والنمو بشكل منتظم، مع الاحتفاظ
بالصفات الخاصة للأب والام، تبدأ بالتحرك داخل البوق، وهي تنقسم وتتطور في حين
تكون الرحم المتضخمة قد أكملت استعداداتها الخاصة لاستقبال واحتضان البيضة
الملقحة، لكي تكون في موضع أمين يزودها بالغذاء اللازم.
وتقدر
الفترة التي تقضيها البيضة الملقحة خلال مسيرها من الثلث الأخير للبوق حتى جوف
الرحم ب (4-5) أيام ، ومرحلة تحول النطفة إلى علقة (الدم الغليظ الجامد) تبدأ حين
تباشر البيضة الملقحة بالانقسام إلى خليتين ثم أربع فثمان وهكذا ..
الخلية :
وحدة
البناء الحيوي وأكبر مجمع صنائعي متفاهم في الوجود وعالم ساحر، تتعالى من جنباته
همسات التسبيح بالموجد العظيم و تتم عملية الانقسام خلال مسير البيضة من البوق
إلى الرحم، حتى إذا وصلت إلى وسطه كانت عبارة عن كتلة من الخلايا تسمى (التوتة)
لأنها تشبه ثمرة التوت بشكلها الخارجي.
وفي
اليوم السادس تلتصق العلقة بالجدار الداخلي للرحم، وتشرع بفرز الخلايا الخارجية
المغذية (Trophoblast) في مخاطية جدار الرحم،
وبذلك تبدأ عملية بناء المشيمة، وهذه التطورات تحصل خلال الاسبوع الأول.
أما في
(الاسبوع الثاني) فتبدأ فيه عملية تحول العلقة إلى مضغة (مقدار ما يمضغ من الطعام)
حيث تتشكل اللوحة المضغية من الخلايا المضغية (Embryoblast) وهي عبارة عن قرص مؤلف من وريقتين خارجية (Ectoderm) وداخلية (Endoderm) .
أما
الخلايا المغذية (Trophoblast) فستمر في عملية غرز
خلاياها الخارجية في جدار الرحم، لتكوين الزغابات الأولية والثانوية.
أما
بالنسبة للرحم فتطرأ عليها تغيّرات خلوية متعددة لتسهيل عملية احتضان القادم
الجديد.
ويتميز
(الاسبوع الثالث) بتغيّرات وتطورات عديدة تشمل الام والجنين، فمن التغيّرات التي
تحصل لدى الام :
1-
انقطاع الطمث (العادة الشهرية).
2-
تغيرات في الثديين بما يرافقهما من ألم.
3-
زيادة التبول.
4-
الإمساك.
5-
زيادة الهرمونات المنمية في الدم، والتي يمكن بواسطتها الحصول على نتيجة مثبتة
بكون المرأة أصبحت حاملا عند فحص الإدرار.
أما التغيّرات
التي تحصل للجنين والمشيمة فهي :
1- نشوء
وتكون الزغابات الثلاثية.
2- نشوء
وتكون الزغابات المثبتة.
3- تكون
الوريقة الوسطى (Mesoderm) .
4-
بداية ظهور القرص العصبي.
5-
بداية ظهور نواة الأوعية الدموية والقلب.
أما
(الاسبوع الرابع) فتبدأ فيه عملية تبلور وتمايز الأعضاء المختلفة للجسم وخصوصا
الأعضاء الرئيسية، والتغيّرات الحاصلة فيه تشمل الام والجنين والمشيمة.
(الام) :
1-
تستمر التغيّرات التي طرأت على الام في الاسبوع الثالث.
2-
ازدياد طراوة عنق الرحم، أما المهبل فلونه يميل نحو الزرقة الغامقة.
3-
ازدياد طراوة الرحم وكبرها.
4-
التقيؤ صباحا.
(الجنين)
:
عند
بداية الأسبوع الرابع يبلغ طول الجنين حوالي (5، 1- 2 ملم) وأهم التغيّرات هي :
1-
تبلور المظهر الخارجي للجنين.
2-
بداية تكوين الحبل السري.
3-
عمليات متعددة لتكوين الجهاز العصبي.
4- نمو
وتمايز العين وملحقاتها.
5- ظهور
بداية الجهاز التنفسي والحنجرة.
6-
تمايز الأعضاء المختلفة للجهاز الهضمي والمساريق.
7-
تكوّن القلب الأولي، وبداية شروع ضربات القلب.
8-
تكوّن الشرايين والأوردة الرئيسية.
9- شروع
الدورة الدموية بين الجنين والمشيمة.
10- تكوّن
وتمايز الجهاز البولي.
(المشيمة) :
1- تصبح
المشيمة متكاملة، والدورة الدموية بين الجنين والام تكون فعالة وعاملة عبر
المشيمة.
2- نمو
المشيمة بشكل ملحوظ، إذ يبلغ قطرها حوالي (15 ملم).
ويشهد
(الاسبوع الخامس) تغيّرات عديدة منها : استمرارية تمايز الأعضاء المتكونة في
الاسبوع الرابع، واستمرار أعراض الحمل لدى الام. ويبلغ طول الجنين (6- 7) ملم،
وقطر المشيمة (30- 35) ملم.
وأهم
مشخصات هذا الاسبوع هو : نشوء وجه الجنين، ونمو رأسه بصورة واضحة، كذلك التفاف
وتكامل الجهاز الهضمي، أما القلب فتتكامل تقاطيعه بعد تكوين القاطع الفاصل بين
البطينين وتزداد فعاليته بصورة أوضح.
ويستمر
في (الاسبوع السادس) نمو وتمايز الأعضاء التي نشأت في الاسبوعين الرابع والخامس،
أمّا الجهاز العصبي والعضلي فيبدأ في الشروع بالعمل.
وفي هذا
الاسبوع تنتهي تقريبا عمليات التمايز المهمة للأعضاء والأجهزة البدنية المختلفة،
أما عمليات النمو الحجمي للجنين فهي تظهر في أواخر هذا الاسبوع، ويبلغ طول الجنين
(14) ملم أو أكثر، وقطر المشيمة حوالي (100) ملم.
بينما
يمتاز (الاسبوع السابع) بالتشخيص والتكامل النهائي لأعضاء الجنين المختلفة، وعند
نهايته تكون الأعضاء والأجهزة مشخصة ومتكاملة، ولا يبقى سوى انتظار النمو الحجمي
والفسولوجي لها. ويبلغ طول الجنين في أواخر هذا الاسبوع (30) ملم ووزنه حوالي (2-
3) غم.
وبعد
هذا الاسبوع يأخذ نمو الجنين أبعادا جديدة، إذ يبدأ بالنمو بشكل سريع وواضح حتى
نهاية (الشهر الثالث) وعندها يبلغ طوله (10) سم، ووزنه حوالي (55) غم، وفيه تنتهي
عملية التخلّق.
وفي
بداية (الشهر الرابع) يصبح الجنين إنساسا كامل الخلقة من جميع الجوانب والأبعاد،
ويبدأ بالحركة حيث تتم عملية اتصال الجهاز العصبي بالعضلات والأجهزة الاخرى. وتشعر
الحامل بحركة جنينها في هذا الشهر.
أمّا نبضات
القلب فتبدأ في منتصف هذا الشهر، ويمكن سماعها أيضا. كذلك تبدأ المشيمة بإفراز
الهرمونات اللازمة لاستمرار الحمل بعد أن أصبحت الكميات التي يفرزها المبيض غير
كافية، لأنّ متطلبات الحمل أصبحت أكثر من طاقته وكفاءته.
{وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا
نَشَاءُ} [الحج : 5]
تحتوي
البيضة الملقحة التي سيتكون منها الجنين على (22) زوج من (الكروموسومات) أو
(الصبغيات الجسمية) مع زوج من (الكروموسومات الجنسية).
وتأتي
هذه الكروموسومات من اجتماع بويضة الانثى التي تحوي دائما (22 كروموسوم جسمي +
كروموسوم جنسي) ومن نطفة الرجل التي تحوي (22 كروموسوم جسمي+ كروموسوم جنسي إماX أوY) لأنّ نصف نطف الرجل تحوي (كروموسومX ) ونصفها الآخر يحوي (كروموسومY).
أما
بويضة المرأة فتحمل دائما (الكروموسوم الجنسي X) فإذا اتحدت البيضة مع نطفة حاوية على
(الكروموسوم الجنسي X) كان الجنين انثى، وإذا
اتحدت البيضة مع نطفة حاوية على (الكروموسوم الجنسيY ) كان الجنين ذكرا.
نطفة(G Y) بويضة(YX - X) ذكر
نطفة (G X) بويضة(XX - X) انثى
ومن ذلك
يتضح أنّ المسؤول الظاهري عن تحديد جنس المولود- وفق الارادة الالهية- هو (الذكر)
وليس (الانثى) وهذا يتم وفق موازين ربانية محسوبة ومحكمة، تضمن المحافظة على النسل
البشري، ووجود العدد الكافي من كلا الجنسين، بصورة طبيعية لا تخل بالتوازن البشري
والبيئي، وتضمن الطريق الصحيح للمسيرة الانسانية.
وخلاف
ذلك فإنّه لو ترك الخيار للانسان لأساء التصرف، وذلك بتفضيله أحد الجنسين على
الآخر، ممّا يؤدي إلى كارثة اجتماعية لا تحمد عقباها.
لكل ذلك
فإنّ المشيئة الالهية هي التي تقرر جنس وصفات المخلوق الجديد :
ذكرا أو
انثى، تاما أو ناقصا، واحدا أو متعددا، حسنا أو قبيحا. وهذا لطف كبير من ألطاف
اللّه على البشرية جمعاء.
{إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ
نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ } [الحج : 5]
مدة
الحمل الطبيعية هي (270) يوما من بعد تلقيح البيضة، مع وجود اختلاف بالزيادة أو
النقصان عن تلك المدة. وحتى الآن لا يعرف بالضبط العوامل المحركة للولادة، ولكن
هناك فرضيات وعوامل (ميكانيكية) و(هرمونية) وجد أنها تلعب دورا خاصا في عملية
إنهاء الحمل، وشروع الولادة.
وهذه
العوامل تخضع لقوانين وموازين ربانية- تقل وتزداد- وفق الارادة الالهية التي تراعى
فيها مصلحة الام والطفل. وبعدها تبدأ عملية الولادة بتقلصات دورية للرحم حيث تكون
في البداية خفيفة وبفواصل متباعدة، ثم تقوى التقلصات وتقترب فواصلها، فتزداد
الآلام ويشتد المخاض حتى تحصل عملية الولادة، حيث تقدم الام للمجتمع طفلا جديدا
ينمو ويكبر خلال مراحل الطفولة حتى يبلغ أشده في مرحلة الشباب.
{وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ
عِلْمٍ شَيْئًا } [الحج : 5]
فخلال
مراحل الشباب يموت البعض منهم، ويبقى البعض الآخر ويعمر سنين طويلة، ولكنه يفقد
القابلية على التعلم وحفظ المعلومات، لأنّ خلايا الدماغ أصابها التعب وفقدت الكثير
من طاقتها وحيويتها، لأسباب كثيرة أهمها : تكلس الشرايين التي تزود الدماغ بالدم،
ممّا يجعل الانسان يرتد إلى حالة الجهل أو ما يشابهها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|