[نسب شرحبيل بن حسنة في قريش]

الحزامي عن عبد الله بن إبراهيم بن قدامة الجمحي قال حدثني أبي عن أبيه أن شرحبيل/ بن حسنة كان ينسب إلى سفيان [بن-] معمر بن حبيب إلى أن حدث لولده ميراث بمصر [1] فقال لهم الحارث [2] بن حاطب بن معمر: إنه قد حدث ما ترون، فان كان نسبكم إلينا [3] على ما تدّعون فالأمر بيننا وبين هذا المال وإلا برئتم [4] من نسبنا فان شئتم [5] شركناكم فيه، فاختاروا [6] المال وانقطعوا وتركوا ذلك النسب، فأقاموا حتى كان وسط الزمان، قال: فلقي جماعة منهم قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب فذكروا [7] له النسب الذي كانوا عليه وسألوه الرجوع فقال: مرحبا بكم ما أعرفني بما ذكرتم ولي في هذا الأمر شريك لا أقطع أمرا دونه- يريد أخاه عثمان بن إبراهيم وهو يومئذ بالكوفة وكان يسكنها، فقال قدامة: أنا كاتب إليه وذاكر أمركم له، فكتب [8] وانصرف القوم وفشا الخبر في بني أخواتهم فقالوا: ما كفاكم ما صنعتم، كل يوم نحن منكم في نبوة [9] وتنقل، فكفوا عن طلب ذلك، ورجع الكتاب من عثمان بن إبراهيم إلى أخيه قدامة: قد قرأت كتابك وفهمت ما فيه وليس إلى الرجوع في شيء خرج منه عمك الحارث بن حاطب سبيل [10] قاله عنه، فهذا كان آخر ما كان من أمرهم، وقد انتهى إلي في غير هذا الحديث أن آل المعلى بن لوذان [11] الأنصاريين قد كانوا ادعوهم [12] وخاصموا فيهم، ولا أدري لعل ذلك كان في زمن عمر بن الخطاب.

________________

[1] في الأصل: لمصر.

[2] في نسب قريش ص 395: حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب، وكذا في سيرة ابن هشام ص 212.

[3] في الأصل: نسلم على.

[4] في الأصل: بريتم- بالياء المثناة بدون إلا.

[5] في الأصل: شيئم- كذا.

[6] في الأصل: فاختارو.

[7] في الأصل: فذكرو.

[8] في الأصل: فكبت- بتقديم الباء على التاء.

[9] في الأصل: بينوة- كذا، والنبوة بفتح النون: التباعد والجفوة.

[10] في الأصل: سيل.

[11] لوذان بالفتح ثم السكون، هكذا ضبط في سيرة ابن هشام ص 609 ولم نجده في تاج العروس.

[12] في الأصل ادعواهم.