أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-23
1672
التاريخ: 18-11-2014
2646
التاريخ: 21-09-2015
2087
التاريخ: 9-11-2014
2484
|
في صدد (الذكر اللّساني) بالذات اي الذكر باللّسان هناك معادلة قرآنية رائعة جميلة، تصور لنا ثلاثة مواقف متضاربة.
قال تعالى : { يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ.... رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا } [آل عمران : 191] : {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء : 142]. : { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الزمر : 45] هذه الآيات تجدّد لنا ثلاثة مواقف إزاء ذكر اللّه سبحانه، وهو هنا ذكر لساني اي ذكر علني :
الموقف الاول : الجديّة والإصرار والحيويّة.
الموقف الثاني : التراخي والتثاقل والتكاسل.
الموقف الثالث : النفور والاشمئزاز.
هذه هي المواقف، وهي- كما يظهر بوضوح- تتناقض في جوهرها وصميمها. فالاصرار على الذكر ينبع من الايمان. وعليه فهو يجسّد موقف اهل اليقين، فيما هامشيّة الموقف وتراخيه يترجم حال المنافقين، والعدائية النفسيّة المشحونة بالحقد على الذكر تخبرنا عن اولئك الذين كفروا بالآخرة. وبهذا تكتمل دائرة المعادلة بأحكام، فالانسان امّا مؤمن وإما منافق وإما كافر. ولكل موقفه المحدّد من الذكر في قضاء العلن. فهو امّا اصالة واعتقادا وإمّا مداراة وتملّقا وإمّا جحودا وانكارا.
هذه المعادلة الرئيسيّة تنطوي على اشارات ضمنيّة في القرآن الكريم ...
لنقرأ الآيات التالية : قال تعالى : {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج : 34] : {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } [الأنعام : 121] هذا هو موقف الانسان المؤمن من بهيمة الانعام. ينبغي ان يذكر اسم اللّه عليها. ولا يجوز له اكلها اذا لم يتحقق الشرط المذكور.
اذن لننظر الموقف الآخر : قال تعالى : { وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ} [الأنعام : 138] . : {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام : 119]
انها معادلة اخرى ضمن الاطار الكبير الذي بيناه قبل قليل، ان هؤلاء تشمئز قلوبهم من ذكر اللّه تعالى ولا تطاوعهم نفوسهم ان يذكروا اسم اللّه على بهيمة الانعام، بل قد لا يأكلون منها اذا حققت هذا الشرط.
ان اي نظرة بسيطة على المعادلة السابقة ولاحقتها تكشف عن وحدة الفكر والسلوك. هذا التجانس والتطابق الفذ بين النظرية والممارسة من علامات البيان الحق في القرآن الكريم.
هذه نماذج سريعة من معادلات الذكر في القرآن. استعرضناها كنماذج، وفي المقام أمثلة اخرى لا مجال لعرضها في هذه العجالة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|