أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-02
1197
التاريخ: 2024-03-02
1054
التاريخ: 2024-03-02
1120
التاريخ: 2024-10-05
338
|
تتضمّن نصوص الإمام عددا آخر من المداخل إلى قضية المعاصرة القرآنية، سواء باسمها وعلى نحو مباشرة، أو بشكل غير مباشر.
وفيما يلي إشارة إلى بعضها (1):
1- يلجأ الإمام إلى المنهج الكلامي في إثبات عصرية القرآن، حينما يصوغ دليل الإحاطة، على النحو التالي :
«1- اللّه هو مصدر القانون الإسلامي.
2- اللّه محيط بجميع العصور.
3- ومن ثمّ فإنّ القرآن هو كتاب جميع العصور» (2). وبذا فهو في كلّ عصر جديد، له كلمته إلى البشرية ورسالته التي ينهض بها في الحياة.
2- في مقاربة اخرى يستند الإمام إلى عدم تناهي القرآن، بحكم صدوره عن المطلق، ليجعل من ذلك مرتكزا لتلبيته حاجات البشر في كلّ وقت. يقول سماحته :
«القرآن غير محدود» (3)، و«القرآن يشتمل على جميع المعارف، وكلّ ما يحتاج إليه البشر» (4) وبالتالي فإنّ لديه ما يعطيه للإنسانية في كلّ عصر وزمان.
تجدّد المعاني بتعدّد التلاوات
3- ثمّ مدخل للمعاصرة غالبا ما يستند إليه العرفاء في التدليل على طراوة كتاب اللّه وتفجّره بالعطاء في كلّ وقت وعصر، وقد رأيت إعجابا به من قبل الدارسين المعاصرين من مختلف الاتجاهات.
يتحدّث هذا المدخل صراحة عن تجدّد المعاني وتواليها بتعدّد القراءات، فمع أنّ المتلوّ واحد إلّا أنّ المعاني تتجدّد على الدوام، بتبع اختلاف الأشخاص بل حتّى الشخص الواحد نفسه، وتبدّل الأوضاع والأزمان والحالات، ممّا يسمح بإدخال المعاصرة الزمنية ذات البعد الاجتماعي والثقافي والحياتي بجميع عناصرها. فكلّ العناصر الذاتية التي يعيشها الإنسان، والعوامل الموضوعية التي يلامسها في واقع الحياة تؤثّر في خلق حالة للتلاوة تختلف من إنسان لإنسان، بل تختلف عند الإنسان نفسه بين حال وحال، وكذلك تختلف من زمن لآخر ومن عصر لعصر، بما يفضي إلى تجدّد المعاني. وبتعبير الإمام فإنّ التلاوات والمعاني المترتبة عليها «تختلف باختلاف الأشخاص وفي شخص واحد، باختلاف الحالات والواردات والمقامات، وتختلف باختلاف المتعلّقات» (5).
وهذا يحصل مع كلّ آية، حتّى لآية تتكرّر مع كلّ سورة هي آية البسملة، فضلا عن بقية الآيات والسور، وعن القرآن برمّته.
بيد أنّ هذه الفكرة في تجدّد المعاني وتنوّعها، تبعا لمكوّنات الإنسان وحالاته وعلاقته مع الواقع الذي يعيش، بحيث يترك كلّ ذلك أثره على النص وعلاقة القارئ بالنص؛ هذه الفكرة تعود بذروها إلى الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي تماما كما في بقية أفكار الإمام العرفانية وبقية العرفاء. فابن عربي هو الذي وضع بذار هذه الفكرة وتابعه عليه الإمام كما غيره، حيث يكتب في «الفتوحات المكّية» بأنّ الإنسان الفهم المراقب أحواله يتلو «القرآن فيجد في كلّ تلاوة معنى لم يجده في التلاوة الاولى، والحروف المتلوّة هي بعينها ما زاد فيها شيء ولا نقص، وإنّما الموطن والحال تجدّد، ولا بدّ من تجدّده فإنّ زمان التلاوة الاولى ما هو زمان التلاوة الثانية» (6).
علاقة الانسان مع القرآن علاقة مفتوحة على قراءات متدفّقة متنوّعة تتجدّد باستمرار بتجدّد الزمن نفسه، فلكلّ آن تلاوته ومن ثمّ للنص معناه الذي يختلف عن معنى التلاوة الاولى، بشرط أن نلحظ القيود التي ذكرها ابن عربي للقارئ من كونه فهما أي متّصفا بالفهم، مراقبا لأحواله، وإلّا فإنّ تلاوة الغفلة التي يغيب عنها التوجّه والتدبّر لا تورث هذا التجدّد الخصب في المعاني.
ربما استطعنا أن نضيف الى هذا المدخل مفهوم العرفاء بما فيهم الإمام الخميني عن التنزّل، وقيمة هذا المفهوم في استيلاد معان لكتاب اللّه لا تنتهي. للقوم كما يذكر الإمام مفهوم واسع لتنزّل القرآن، إذ للقرآن تنزّلات وليس تنزّلا واحدا، منها تنزّله على القلوب. وفي تنزّل القلوب نحن في الحقيقة بمواجهة تنزّلات لا تنتهي، فمنذ التنزّل الأوّل على قلب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والقرآن «لا يزال ينزل على قلوب أمّته الى يوم القيامة» ومن ثمّ «فنزوله في القلوب جديد لا يبلى» وله مع كلّ نزول مع كلّ إنسان معنى، والمعاني متوالية دائمة إلى أن ينتهي شوط الإنسان على الأرض وفي الحياة، عندئذ فقط تتوقّف عملية التلاوة لتوقّف النزول، ويرفع كلام اللّه «من الصدور ويمحى من المصاحف» لأنّه لا يبقى «مترجم [أي إنسان] يقبل نزول القرآن عليه» (7).
هكذا يبقى القرآن مع الإنسان يؤدّي دوره في الهداية على الدوام، الى أن تقف الحياة بالإنسان وينتهي شوطه على الأرض، فيرتفع القرآن. ومع ذلك يأتي كتاب اللّه يوم القيامة غضّا جديدا، والحمد للّه ربّ العالمين.
(2)- صحيفه امام 8 : 171.
(3)- نفس المصدر 12 : 420.
(4)- نفس المصدر 20 : 249.
(5)- شرح دعاء السحر : 91.
(6)- الفتوحات المكّية 4 : 258.
(7)- نفس المصدر 3 : 108.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|