أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2019
1815
التاريخ: 2023-03-06
915
التاريخ: 9-11-2021
2213
التاريخ: 2024-11-04
204
|
ذات يوم كنت أقود سيارتي وأنا أستمع إلى أحد البرامج الإذاعية الحوارية التي تستقبل مكالمات المستمعين. وفي أقل من نصف ساعة كان هناك ثلاثة مستمعين قد اتصلوا يشكون من بعض الأشياء التي فعلها شركاؤهم في الحياة ، وفي حالة منهم كانت الشكوى من شيء لم تكن الزوجة متأكدة من حدوثه. وفي المكالمات الثلاثة كانت نقطة الخلاف قد وقعت منذ سنة على الأقل. فبالنسبة لإحدى الزوجات كانت نقطة الخلاف أن زوجها ربما يكون قد غازل امرأة أخرى منذ سنتين ، وقد كان هذا الموضوع يسيطر على تفكيرها بحيث لا تستطيع ان تنساه ، وبالتالي كانت تتساءل عما يمكنها أن تفعل إزاء هذا. وفي المكالمة الثانية شكت إحدى الزوجات إنه منذ عدة أعوام حدثت فرقة عاطفية بينها وبين زوجها ولم يعد يعيرها انتباهه ، ومن ثم فهي تسأل لتعرف ما الذي جنته لتجد منه هذا .
وكانت الأفكار تأتي وتروح في ذهنها وكانت تقول عبارات (قد يكون بسبب هذا أو ذاك) وفي النهاية اتصل أحد الأزواج ليعلن عن إحباطه من أن زوجته في عام زواجهما الاول قد قامت بشراء اشياء باهظة الثمن مستخدمة البطاقة التأمينية ، مما جعله لا ينام الليل خوفا أن تكرر زوجته هذا السلوك في أي وقت وذلك على الرغم من أنها تبدو وقد كبحت جماع رغبتها واستفادت من هذا الموقف ، وقد ظل هذا الزوج على غضبه مما ارتكبته زوجته مما قد يضر بمستقبلها .
وهكذا شعرت كما لو أنني أريد أن أصرخ قائلاً له ((انس الأمر تماماً ! ولكن هذه لم تكن النصيحة التي أسدتها الضيفة للمستمعين ، بل على العكس اخذت هذه السيدة تشجعهم على الاستغراق في هذا الامر وان يحللوا الاحداث ونقاط الخلاف بينهم وبين شركاء حياتهم ، كما شجعتهم ان يملؤوا اذهانهم بالشكوك والمخاوف ودواعي القلق . وكانت تقول اشياء مثل (هل فكرت ان يكون هناك نمط سلوكي هنا ؟))
وقبل ان اسهب في حديثي دعني اقرر لك حقيقة وهي انني لست هنا بصدد الحديث عن تغزل الزوج لغير زوجته او عن ضعف مهارات الانصات او عن الافراط في الانفاق. وهذه الموضوعات الثلاثة من الممكن بل انها بالفعل تؤدي الى مشاكل بين المتزوجين. ومع هذا يبدو ان معظم الاشخاص يتجاهلون تماما الاثر السلبي للتركيز على مثل هذه الامور بما لا يعود عليهم بنفع. ومدى ما لهذا من تأثير على علاقتنا الروحية. فنحن ننسى مدى التأثير السلبي الذي يكون عندما تعايش اناسا لا ينسون خلافاتهم ويتشبثون بأمور قديمة. ونحن ندرك كم هو صعب ان نظل على حبنا لشخص يتوقع منا ما لا يمكننا وينسى اننا بشر نخطئ ونصيب. وهناك مقولة قديمة لا تنطبق فقط على هذه الحالات الثلاث ولكن علينا جميعا ، هذه المقولة هي (ما كان قد كان).
والعلاقات الزوجية فيها ما يكفيها من التحديات ولا تحتاج هذا العبء الذي يتمثل في التشبث بالأمور الخلافية القديمة ، ومن المفيد أن تذكر نفسك دائماً بما سيكون لقدرتك على الحب والتسامح عندما نذكر أنفسنا بشيء قد مضى وعادة عندما يكون ذهنك مشحوناً بالمخاوف والاشياء التي تذكرك بأمور الماضي وبالمشاكل ، فان هذا سيؤلمك بالخوف والشك والإحباط ، وبالتحديد فإنك ستكون على استعداد لأي شيء آخر غير الحب ، وسوف يمتد إحباطك لنواح أخرى في حياتك وقد ينتهي بك الأمر بأن تشغل نفسك بكل أنواع (الصغائر) .
ونحن لا ندعوك هنا الى أن تدفن رأسك في الرمال. فالحقيقة التي لا اختلاف حولها اننا جميعا نقع في أخطاء وليس منا من هو معصوم ، واننا على الأقل نخطئ في تقديرنا من حين لآخر. ولكي تأخذ طريقك وسط هذه الامور فلا بد ان نعيش في بيئة يسودها التسامح والود ، وبعبارة اخرى يمكن القول انه حينما يقع شخص تحبه في خطأ ما فان أفضل تصرف تفعله أن تظل على حبك ودعمك له ولا تجعل من الخطأ حدثا جللاً . وبهذا الشكل يظل رباط الحب بينكما سليما ولا يشعر شريكك في الحياة بغضاضة في مناقشة الأمور الخلافية فيما بينكما كما سيشعر بان هناك من يدعمه في رحلة حياتكما كزوجين.
ولذلك فاذا كنت ممن يشغلون أنفسهم بالماضي فقد يكون هذا هو الوقت المناسب لتدع عنك هذه الأمور. وبدلاً من أن تضمر مشاعر سلبية وتظل على عنادك خذ قراراً بأن تكون متسامحاً وان تنسى هذه الامور وتنطلق قدماً في حياتك ، فاذا فعلت هذا فستجد في المقابل أن علاقتك الزوجية قد أصبحت أكثر ثراءً وانها اُشربت المزيد من الصراحة والصدق والمزيد من الحب والمتعة .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|