أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2016
823
التاريخ: 31-10-2016
1725
التاريخ: 2023-07-24
1282
التاريخ: 30-10-2016
1031
|
البابليون:
عند وصول العناصر الآرامية إلى المنطقة استقرت على طول الفرات ووصلت إلى سدة الحكم في عدة مناطق بما فيها بابل والتي عرفوا باسمها، وقد كانت بابل بلدة عادية عرفها السومريون باسم "كادنجيرا"، ويرى الدكتور عبد العزيز صالح أن اسم بابل لا يمكن تأكيد معناه، وأن الشائع هو ترجمته بمعنى "باب أيل" أي "باب الإله" (1). ولم تكن المدينة واحدة من المراكز السياسية أو الاقتصادية حتى بداية الألف الثاني قبل الميلاد حتى مجيء الأموريين الذين أحسنوا اختيار الموقع، إذ أنها تتوسط بلاد الرافدين، وأيضا قربها من الفرات من الناحية اليمنى للنهر (2)، وهذا هو السبب الذي جعل مؤسسي السلالة البابلية الأولى في حدود القرن التاسع عشر ق.م يجعلونها عاصمة لهم (3).
وقد أخذت المعلومات تتواتر عن الأموريين في المصادر القديمة بعد زمن "نرام سين" الأكدي، فقد أشار إليهم الملك الأكدي "شاركلي شاري" و"جوديا" ملك لكش، وأغلب ملوك سلالة أور الثالثة بخاصة الملك الأخير "شوسين".
وأشارت إليهم مصادر من عهد الدولة الأكدية على أنهم قوة عسكرية وقفت في وجه زحف الأكديين على بلاد الشام، فلا بد أن تكون بداية هجرتهم إلى موطنهم الأصلي في بلاد الشام قبل زمن هذه المصادر، وإذا ما عرفنا أن بداية الدولة الأكدية تعود إلى 2350 ق.م أمكننا إضافة بضعة قرون على هذا التاريخ واعتبار تاريخ بداية هجرة الأموريين إلى الشام أي ما بين (2800-2500 ق.م (4).
وبعد سقوط سلالة أور الثالثة تألفت عدة دويلات في مدن مختلفة إحداها في ايسن والأخرى في لارسا والثالثة في بابل وكان النزاع على أشده فيما بينها، فساعد هذا التنازع الذي استمر نحو قرنين الأموريين (العموريين) على إظهار استقلالهم في بابل وما حولها بعد انتصارهم على المدن المتنازعة فتشكلت المملكة البابلية السامية التي صارت تعرف بالمملكة القديمة وتعرف أيضا بالسلالة العمورية وهي المملكة السامية الثانية بعد الإمبراطورية الأكدية (5).
وقد كان للحروب التي أضعفت إمبراطورية سومر وأكد وأدت إلى سقوط سلالة أور الثالثة التي حلت محلها سلالة ايسن ولارسا، دور في إتاحة الفرصة لهذا الشعب بأن يقتطع جزءا واسعا من ذلك الميراث (6)، وأعقب هذه المرحلة (سومر وأكد) فترة امتدت على ثلاثة قرون (1998- 1850ق.م) باسم العهد البابلي القديم ويشمل ايسن ولارسا وسلالة بابل الأولى، وقامت في نفس الفترة سلالة من الساميين الغربيين في مدينة ماري في الفرات الأوسط (7)، حيث عرفت هذه المرحلة احتدام الصراع بين هذه المدن وبخاصة بين ايسن ولارسا، في الوقت الذي كانت فيه بابل تصعد لاحتلال الدور الأول على يد الأسرة البابلية الأولى والتي بلغت ذروة مجدها في عصر حمورابي (8) وقد اتخذ مؤسس هذه السلالة "تسومو-آنوم" بابل عاصمة، هذا الأخير الذي كان يحكم منطقة صغيرة في وادي الرافدين، ثم أخذ يوسع رقعة دولته بالتغلب على أمراء المدن الجنوبية، وأعلن نفسه ملكا عليها، واستمر في الحكم ثلاثة عشر عاما، واهتم خلفاؤه بالمحافظة على حدود الدولة وتوطيد نفوذها (9).
وعرف هذا العصر أوج تطوره في فترة سادس ملوك الأسرة وهو حمورابي في الفترة (1792-
1750 ق.م)، عندما استلم مقاليد الحكم ضم المدن المجاورة لبابل إلى دولته وفي السنة الثلاثين من حكمه شن حملة حربية على الجنوب فقضى على مناوئه "ريم سن" ملك لارسا ولاحق العيلاميين إلى سوسة، وفي الشمال استطاع القضاء على دولة أشور، ثم توجه إلى ماري وحارب ملكها "زمر يليم" الذي حالف الفرس ضد بابل فتمكن من القضاء عليه واستطاع فتح ماري.
وقد استطاع حمورابي الجمع بين عدة خصال جعلته القائد السياسي والمشرع والمصلح، حيث أنه بعد توسعاته شرع في تقوية الإدارة وتوطيد حكم الإمبراطورية البابلية القديمة، فاعتمد في ذلك على سياسة التحالفات والمعاهدات الثنائية والوعيد، وكان لهذه السياسة دورها في النهضة والتطور الذي وصلت إليه بابل في فترة حكمه، كما أعاد إمبراطورية سرجون الأكدي، ولم تقتصر شهرته على الأعمال الحربية بل تعدتها إلى الجوانب الحضارية فقد استطاع أن يوطد أركان دولته ووجه اهتمامه إلى تطوير الزراعة وشق قنوات الري والاهتمام بالتجارة وطرق المواصلات وإصدار التشريعات وتمكن بذلك من أن يحقق لمواطنيه حياة الطمأنينة والعدالة، وقد عبر عن مساعيه هذه في مقدمة قوانينه (10).
وكانت نهاية الدولة البابلية حوالي 1530 ق.م على يد الحيثيين القادمين من آسيا ورغم قصر أمد الغارة الحيثية إلا أنها كانت بداية فترة السيطرة الأجنبية، وهي الفترة التي أخذت فيها "شعوب الجبال" تسيطر على الشرق الأدنى، ولم يكد ينسحب الحيثيون حتى دانت بابل لسيطرة أجنبية أخرى وهي السيطرة الكاشية (11) القادمين من الشرق (12).
____________
(1) عبد العزيز صالح، الشرق الأدنى القديم، الكتاب الثاني، ط 2، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1973، ص 456.
(2) محمد علي سعد الله، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم-العراق-سوريا-آسيا الصغرى-دراسة) تاريخية وحضارية، دار المعرفة الجامعية، (د.م) ، 2003 , ص 99.
(3) Marguerite Rutten, Babylone, PUF, Paris, 1958, P 18
(4) جواد الهاشمي، نظام العائلة في العهد البابلي القديم، منشورات مكتبة الأندلس، بغداد، 1971 ص 19.
(5) أحمد سوسة، حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور، وزارة الإعلام، بغداد، 1979 ص 140.
(6) Marguerite Rutten, Op. Cit, P 19.)
(7) طه باقر، المرجع السابق، ص 139.
(8) محمد فرزات، عيد مرعي، المرجع السابق، ص 133.
(9) محمد علي سعد الله، المرجع السابق، ص 100.
(10) عبد الحكيم الذنون، التشريعات البابلية، دار علاء الدين، دمشق, 1992، ص 32-34.
(11) الكاشيون: شعب هندو أوربي، كانوا يعيشون في بابل بعد فترات طويلة من التغلغل السلمي، وبعد أن سيطر الحيثيون على بابل استفادوا من ضعفهم واغتصبوا السلطة منهم واحتفظوا بها إلى غاية 1160 ق.م.
أنظر: ليونارد كوتريل، الموسوعة الأثرية العالمية، تر: محمد عبد القادر محمد، زكي اسكندر، ط 2, الهيئة المصرية للكتاب، مصر، 1997، ص 324
(12) سبتينو موسكاتي، الحضارات السامية القديمة، تر: السيد يعقوب، الهيئة المصرية للكتاب، مصر، 1997، ص 45.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|