الكثافة النباتية للقطن وكمية البذور اللازمة لزراعة الدونم

يتأثر نبات القطن وكذلك انتاجيته بمسافات الزراعة وعدد النباتات في الجورة أي بعدد النباتات في وحدة المساحة. لقد اجريت تجارب عديدة في مناطق زراعية مشابهة لمناطق زراعة القطن في العراق كولاية اريزونا، وتبين ان أفضل كثافة نباتية تتراوح من ( 25 - 50 ) الف نبات للدونم الواحد وقبل ذلك تم اجراء بحث مماثل في منطقة أبي غريب في العراق وتبين ان نفس هذه الكثافة هي ملائمة تحت ظروف المنطقة الوسطى من العراق. وعلى هذا الاساس فان استعمال كمية بذور تتراوح من (8 - 10 كغم) يكفي لزراعة الدونم الواحد على ان يدخل من ضمنها بذور الترقيع (الانصاري 1961 و 1964 Burhan).

بالنظر لوجود قابلية التكييف في نباتات القطن ضمن مدى معين من الكثافة النباتية فقد أجري عدد من البحوث حديثا في هذا الاتجاه ووجد إنه لا توجد اختلافات في الحاصل عندما تتغير الكثافة النباتية من ( 2,5 - 15 ) نبات للمتر المربع الواحد (1972 Arnon) وعلى هذا الاساس يمكن أن تتراوح المسافات بين النباتات ضمن المرز او السطر من ( 5 - 50 سم ) من دون أن يؤثر ذلك على الحاصل. ولما كان محصول القطن يتأثر بعوامل اخرى مهمة غير الحاصل كانتظام النضج وسهولة الجني الميكانيكي فلابد من دراسة تأثير الكثافات النباتية على النباتات ونسبة النمو الخضري الى الثمري. لقد وجد ان نمو النباتات يتأثر ( 20 - 30 ) نبات للمتر المربع الواحد، فالنباتات النامية ضمن كثافة عالية تكون صغيرة الحجم ذات نمو خضري قليل جدا نتيجة لشدة المنافسة على العناصر الاولية والماء الموجودة في التربة وفي هذه الحالة يتكون للنبات ساق رئيسي واحد يحمل أفرع ثمرية فقط تقريبا وتظهر الجوزة الاولى في قمة النبات وتعتبر هذه ميزة في الجني الميكانيكي الا ان عدد الجوز ينخفض كثيرا من عدم حصول تغيير في العوامل الأخرى كعدد البذور في الجوزة والوزن الكلي للبذور وكمية الشعر للبذرة الواحدة ولذلك فان العامل الذي يحدد الحاصل الكلي للمحصول هو عدد الجوز في وحدة المساحة. وعلى النقيض من ذلك فانه لا توجد منافسة شديدة بين النباتات المزروعة بكثافة نباتات قليلة وتعتمد غزارة النمو الخضري للنباتات على المسافات المتوفرة بينها. ونتيجة للنمو الخضري الذي يحصل في المراحل الاولى من نمو النباتات فان المنافسة الشديدة فيما بينها تظهر خلال المراحل الاخيرة من النمو وهنا تظهر اهمية ضبط المسافات حيث يؤدي تشابك النباتات ذات النمو الخضري الغزير الى عرقلة اجراء العمليات الزراعية خلال المراحل الاخيرة من النمو.

تأثير الكثافة النباتية على التبكير:

يكون تأثير الكثافة النباتية على التبكير أكثر اهمية من الناحية الاقتصادية مما هو على الحاصل. تتركز معظم الجوزات قرب الساق الرئيسي للنباتات المزروعة بصورة كثيفة ولذلك فان الجوزات المبكرة سوف تتكون في هذه المنطقة. اما الزراعة غير الكثيفة فأنها تؤدي الى تأخير في النضج (ربما يكون سبب ذلك ناتج من عدم توفر الشروط الكافية للنضج). وعلى سبيل المثال وجد ان نسبة التبكير في النضج تزداد بمقدار (15%) للكثافة 6 نبات / متر مربع على الكثافة 2,5 نبات / متر مربع. وعندما زرعت النباتات بكثافة أعلى أي (10) نبات / متر مربع وجد ان نسبته تنخفض الى 5٪، اما الكثافة (20) نبات / متر مربع فقد أدت الى تأخير في نضج الجوزات.

تأثيرات أخرى للكثافة النباتية:

تساعد الكثافة العالية على تغطية سطح التربة من قبل النباتات النامية وهذا مما يضعف نمو الادغال ويقلل من قابليتها على منافسة نباتات القطن على الماء والعناصر الاولية الاخرى، كما تقلل من كمية المياه المفقودة من التربة عن طريق التبخر وتزداد قابلية النباتات على الاضطجاع في الكثافات العالية ولذلك ينبغي عدم اغفال هذه الناحية عند الزراعة. كذلك يكون انبات البذور وظهور البادرات فوق سطح التربة أفضل بسبب قابليتها على كسر قشرة التربة وهي مجتمعة بعكس البادرات التي تظهر منفردة. ولذلك فان الانبات في الزراعة الكثيفة يكون أسرع وأكثر انتظاما كما يكون نمو النباتات الصغيرة أنشط.

تساعد أكثر العوامل المذكورة سابقا على سهولة وسرعة الجني الميكانيكي عند زراعة القطن بكثافة معتدلة لأن النباتات تبعث نمواً خضرياً معتدلاً وتتكون الجوزات في قمة النباتات بعيدا عن سطح التربة كما يكون النضج مبكرا ومنتظما واخيرا يجب تحاشي الزراعة الكثيفة جدا وكذلك الزراعة القليلة الكثافة حتى وان كان ذلك لا يؤثر على الحاصل بصورة مباشرة. ويتضح من نتائج تجارب عديدة ان أفضل كثافة نباتية عند زراعة محصول القطن تتراوح من (8 - 10) نبات / متر مربع.

بالنظر لكون جانيات القطن هي مصممة للعمل في حقول القطن المزروع بمسافات واسعة لذلك ينبغي تطوير هذه الجانبيات لغرض العمل على المسافات الجديدة المقترحة.