أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/10/2022
2267
التاريخ: 11-04-2015
3080
التاريخ: 30-3-2016
7412
التاريخ: 11-04-2015
5496
|
إنّ من أروع مراحل حياة الأئمّة هو صدامهم ومواجهتهم لرؤوس أدعياء الفكر والثقافة من معاصريهم في المجتمع الإسلامي، أي الفقهاء والمحدّثين والمفسرين والقرّاء وقضاة البلاط الرجعيين ؛ كان هؤلاء هم الذين يوجّهون أفكار الناس وذهنيتهم إلى ما ينصب في مصالح السلطات الظالمة ويملون عليهم الأفكار التي يريدها الحكام الأمويون والعباسيون أن تسود بينهم ويحثّونهم على التسليم إليها ويعدون الأرضية الفكرية لشرعية حكوماتهم.
والنموذج البارز في حياة الإمام الرابع السياسية لهذا النوع من الصدام هو مواجهته الحادة لمحمد بن مسلم الزهري ( 58 - 124 هـ) محدّث البلاط.
فقد كان أحد التابعين وفقهاء عصره ومن محدّثي المدينة الكبار، وكان أحد الفقهاء السبعة، وأحد الأعلام المشهورين ورأى عشرة من الصحابة، وقد روى عنه جماعة من كبار الفقه والحديث.
وفي ضوء هذه الخلفية تمتع الزهري بوجاهة وشهرة كبيرة في الأوساط العلمية والفقهية لذلك العصر، لدرجة انّ مالك بن أنس كان يقول: لم أر في المدينة إلاّ محدثاً وفقيهاً واحداً وهو ابن شهاب الزهري.
و قيل لمكحول : من أعلم من لقيت؟ قال: الزهري، قيل: ثمّ من؟ قال : الزهري، قيل : ثمّ من؟ قال: الزهري.
وعلى الرغم من ذلك كان الزهري منبّهراً بعظمة الإمام السجاد (عليه السلام) العلمية وزهده وتقواه ومعجباً بمستواه الروحي، فكان يقول: ما رأيت قرشياً أورع منه ولا أفضل.
و يقول أيضاً، أفضل من رأيت، وأعلم من بني هاشم هو علي بن الحسين.
وكان كلّما ذكر الإمام السجاد (عليه السلام) يبكي، وكان يذكره باسم زين العابدين.
وقد أفاد كثيراً منه و نقل عنه عدّة روايات.
وكان الزهري عاملاً لبني أُميّة على أحد الأعمال، وفي يوم من أيام ولايته عزّر رجلاً فمات إثر ذلك، وقد اهتز كيان الزهري من هذا الحادث واغتم لذلك، وهام على وجهه وترك أهله وماله، وقال: لا أظلني سقف بعدها، فلما اجتمع بعلي السجاد، فقال له: «قنوطك يا زهري من رحمة اللّه التي وسعت كلّ شيء أعظم من ذنبك»
وأمره بالتوبة، وأن يبعث الدية إلى أهله وأن يرجع لأهله، والزهري ومع ما يتمتع به من العلم والفقاهة لم يلتفت إلى هذا الأمر، وفرح بهذا الإرشاد، وكان يقول بعدها علي بن الحسين أعظم الناس علي منّة.
اشتد الجدل حول عقيدة ومذهب الزهري بين علمائنا، فبعضهم يراه من شيعة وأصحاب الإمام السجاد ويقدّمون أدلّة لرأيهم، والبعض الآخر ينتقده ويعده من أعداء أهل البيت ومن الموالين لبني أُمية.
وقد جمع مؤلّف روضات الجنات بين الرأيين بهذا النحو : إنّه كان في مبتدأ عمره كما عرفته من جملة علماء أهل السنّة و ندماء حزب الشيطان ـ بني أُمية ـ ثمّ إنّ علمه وإدراكه أدركاه وأرشداه إلى الحقّ المبين، فصيّراه في أواخر عمره من الراجعين إلى الإمام زين العابدين في زمرة المستنصرين منه ؛ غير انّه و على العكس من رأيه توجد هناك وثائق وأدلّة تاريخية كثيرة تدلّ على أنّه في بداية أمره وأبّان شبابه في المدنية كان على علاقة بالإمام السجاد، وكان يستفيد من مجلس درسه ومدرسته غير انّه مال فيما بعد إلى بني أُمية وتولاّهم وانخرط في بلاطهم، وما كان يقوله الأمويون أحياناً طعناً وتجريحاً له : ما يفعل نبيّك ـ علي بن الحسين ـ؟! ربما يخص هذه المرحلة من حياته.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|