المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

لماذا تزور الحشرات الأزهار؟
11-3-2021
«الرضاعة في الاسلام»
22-04-2015
Each Element Has a Unique Spectrum
13-8-2020
من حكايات أهل الأندلس
2024-05-01
Equivalence  Principle
16-12-2015
مرحلة الخبر المطبوع
20-5-2020


جهاد الحسين قبل إمامته  
  
3871   02:54 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص132-135.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

دافع الحسين مذ كان شاباً وهو يشاهد انحراف الحكم الإسلامي عن خطه الأصيل عن مواقف أبيه السياسية، وأيّدها كما حدث ذلك يوماً في عهد خلافة عمر بن الخطاب وقد دخل المسجد وشاهد عمر على المنبر، فصعد إليه وقال : «انزل من منبر أبي واجلس على منبر أبيك» فقال ـ وقد دهش من ذلك ـ: ما كان لأبي منبر.

ثمّ أجلسه إلى جانبه وأخذه بعد ذلك إلى بيته، وسأله من علمك هذا الكلام فقال الحسين: «لا أحد».

وقف الحسين إلى جانب أبيه أمير المؤمنين إبّان خلافته في جميع الأحداث السياسية والعسكرية وشارك أباه الكريم في المعارك الثلاث التي حدثت في عهده مشاركة كبيرة.

وقد أُنيطت به قيادة ميسرة جيش أمير المؤمنين في حرب الجمل ولعب دوراً هاماً في صفين سواء بخطبه الحماسية الساخنة وتشجيعه لأنصار على المساهمة في المعركة أو بقتاله للقاسطين.
وكان أحد الشهود من ناحية أبيه في أحداث التحكيم وعاضد أخاه إمام زمانه الحسن بن علي بعد استشهاد أبيهما ورافقه عندما انطلق بقواته نحو الشام، ووقف إلى جانبه في ساحة القتال، واستدعاه الحسن هو وعبد اللّه بن جعفر لما اقترح معاوية الصلح عليه وتشاور معهما في ذلك وأخيراً عاد مع أخيه بعد الصلح إلى المدينة ليقيم هناك.

وقد بلغ الانحراف عن مبادئ الإسلام الذي بدأ من السقيفة وازداد في عهد الخليفة عثمان إلى ذروته في عصر الإمام الحسين (عليه السَّلام) .

وقد شكّل معاوية في تلك الفترة التي كان والياً فيها من ناحية الخليفة الثاني والثالث حيث ثبّت موقعه تماماً، واستولى باسم خليفة المسلمين على مقدّرات الأُمّة الإسلامية وعبث بمصيرها، وسلّط العصابة الأموية اللاإسلامية على المسلمين وبالاستعانة بعمال ظلمة غاصبين، أمثال: زياد بن أبيه، وعمرو بن العاص، وسمرة بن جندب، وشكّل حكومة ملكية مستبدة، وشوّه وجه الإسلام. فمن ناحية طبق معاوية سياسة الحظر السياسي والاقتصادي على المسلمين الأحرار المخلصين، ورفض ـ بإقامته للمجازر وعمليات التعذيب والتنكيل وفرضه الفقر والتجويع عليهم ـ أيَّ مبادرة نقد واعتراض وأية حركة مناوئة له ومن ناحية ثانية وبإشعاله نار النزعات القومية والقبلية وتأجيجها حاول أن يضرب بعضها ببعض ليستنفد قواهم من خلال ذلك حتى لا يشكّلون خطراً على سلطانه هذا.

وقد خدّر الرأي العام وبمساعدة جلاوزته ومرتزقته بوضع الأحاديث وتفسير وتأويل آيات القرآن بما يخدم مصالحه، وأسبغ صفة الشرعية على حكمه من ناحية ثالثة.

وقد تركت هذه السياسة الغير إسلامية وما قام به من إشاعة وتأسيس الفرق الباطلة كالجبرية والمرجئة ـ و هما مذهبان يتماشيان مع سياسته من ناحية العقيدة ـ آثاراً سيئة مدمرة في المجتمع وفرضت عليه سكوتاً مريراً مفعماً بالإذلال، ولقد كانت هذه السياسة خليقة بأن تحول الإنسان المسلم من إنسان يفهم انّ الدين لا يجعل من المؤمنين عبيداً لطاغية يحكمهم باسم الدين إلى إنسان يؤيد الطغاة الحاكمين وجعلته يتحول إلى إنسان جبان خانع مراء خلافاً لمنطق القرآن والتعاليم النبوية.

وتاريخ هذه الفترة من حياة المسلمين حافل بالشواهد على أنّ هذا التحوّل كان قد بدأ يظهر للعيان ويطبع المجتمع الإسلامي بطابعه، ويمكننا أن نخرج بفكرة واضحة عن أثر هذه السياسة في المجتمع الإسلامي حين نقارن بين ردّ الفعل الذي واجه به المسلمون سياسة عثمان وعماله و بين موقفهم من سياسة معاوية، فقد كان رد الفعل لسياسة عثمان وعماله ثورة عارمة من معظم أقطار الأُمّة الإسلامية من المدينة ومكة والكوفة والبصرة ومصر وغيرها من حواضر المسلمين وبواديهم، فهل نجد ردّ فعل جماعياً كهذا لتحديات معاوية في سياسته اللاإنسانية للجماهير المسلمة مع ملاحظة انّ الظلم على عهد معاوية أفدح، والاضطهاد والقتل والإرهاب أعمّ وأشمل، وحرمان الأُمّة من حقوقها وثرواتها وانتاجها أظهر؟! غير انّنا لم نر شيئاً من ذلك أبداً ، فقد كانت الجماهير خاضعة خضوعاً أعمى.

نعم كانت ثمّة احتجاجات تنبعث من هنا تارة و من هناك أُخرى تدلّ على أنّ المجتمع يتململ تحت وطأة الاضطهاد والظلم، كتلك التي عبر عنها موقف حجر بن عدي وعمر بن الحَمِق الخُزاعي وأضرابهما، ولكنّها لم تأخذ مداها ولم تعبر عن نفسها في حركة فعلية عامة، بل كانت سرعان ما تهمد وتموت في مهدها حين كانت السلطة تأخذ طلائع هذه الحركات فيقتلون دون أن يحرك المجتمع ساكناً، وإذا حدث وتحرك فهو إنسان اشتري سكوته بالمال.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.