المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تـعاظـم دور الشـركـات مـتـعددة الجـنسيـة Multinational Corporations
20-1-2023
Frobenius Method
12-6-2018
الشيخ محمد أحمد الفرج
31-8-2020
إنتاج أزهار الفلامنكو (Anthurium)
4-8-2016
مواعيد زراعة الفلفل
26/12/2022
Elementary semantic properties of verbs
2024-08-12


الأمل في عاشوراء  
  
383   10:20 صباحاً   التاريخ: 2024-08-13
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : دروس عاشوراء
الجزء والصفحة : ص213-218
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

الأمل بنصر الله

في يوم عاشوراء، كان بعض أصحاب الإمام الحسين عليه السلام يتحادثون ويتمازحون[1]! والمزاح أثناء الخطر يدلّ على أنّ قلوبهم كانت مسرورة وساكنة, بمعنى أنّه لم يستولِ عليهم الهمّ والغمّ, وكلّ هذا ببركة هذا الاتكال على الله والاعتماد عليه الذي بيّنه الإمام عليه السلام في هذا الدعاء وفي الأدعية الأخرى: "كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمّن سواك، ففرّجته وكشفته، وأنت وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة"[2].

إلهي, أنا في كلّ حياتي قد أنزلت بك كلّ شدائدي وقلّة حيلتي, عندما يعجز أي شخص على مساعدتي وتقديم العون لي, عندما يفرح العدوّ ويشمت بشدائدي, وأنت الذي برحمتك وقدرتك تفرّجه عنّي. ولذلك فاليوم أنا لا أشكو من أيّ غمّ مع كلّ خصومة هذا العدوّ المدجّج بالحراب حتّى أسنانه. هذه هي روح الإمام الحسين عليه السلام وهذه الشجاعة والقدرة المعنويّة قد حفظها الحسين بن عليّ عليهما السلام.

عاشوراء, مصدر للأمل عند الشيعة على مرّ التاريخ

لطالما كان شهر المحرّم حامل رسالة على امتداد التاريخ الشيعيّ المضرّج بالدماء. فخلال عصر المحنة الأمويّ والعبّاسي، ذلك العصر الذي ديست فيه القيم الإسلاميّة الرفيعة على أعتاب الارستقراط الأمويّ والعبّاسيّ وبلاط السلطة, في عصر كان الشيعة عشّاق الإمامة والولاية يشاهدون اهتضام الحقوق الإلهيّة الحقّة تحت أقدام وحوش البلاط العبّاسيّ والأمويّ. كان محرّم وعاشوراء، في كلّ مراحل محن التاريخ، هما البوّابة التي تبعث النور والصفاء والحرارة والأمل في قلوب الشيعة، وهذا من أعاجيب مذهبنا وشريعتنا.

إنّ حادثة القتل حادثة مُرّة في العادة.. لكن ما أروع الفكر الشيعيّ الثوريّ المتمرّد, ومدرسة الفداء والجهاد والشهادة التي خلقت من هذه الحادثة الأليمة هيجاناً ونشاطاً وابتهاجاً في قلوب الشيعة, وتفجّر من حادثة وواقعة,- هي بالنسبة إلى الجميع موجبة لليأس - نبعاً فوّاراً بالأمل انسابَ إلى قلوب الموالين.

لقد ضحّى الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه بأنفسهم, في عصر حالك الظلام من القمع والاختناق لا يمكن تحمّله, في مواجهة سلطة متجبّرة. قد ترى العيون الناظرة إلى الأفق القريب نهايةَ الحسين عليه السلام والتنظيم الحسينيّ, إلّا أنّه عليه السلام بقي كبذرة ترقد تحت التراب لتنبت من جديد وتؤتي ثمارها...

الأمل الّلامحدود بالله, منطق الإمام الحسين عليه السلام

عندما نقول إنّ الحسين بن عليّ عليهما السلام قد انتصر, فأحد الأدلّة على ذلك أنّ كلّ من جعل المنطق الحسينيّ على طول التاريخ محوراً لعمله انتصر ولا شكّ. المنطق الحسينيّ يعني عدم الخوف من الموت. المنطق الحسينيّ يعني ترجيح الحقّ على الباطل مهما كان الثمن. المنطق الحسينيّ يعني عدم تقليل أصحاب الحقّ وعدم تكثير أهل الباطل مهما كان حجمهم وعددهم[3]. المنطق الحسينيّ يعني الأمل اللّانهائيّ حتّى لو كانت الآمال تبدو ضئيلة في الظاهر.

 

[1] اللهوف، ص57-58, الكامل في التاريخ، ج4، ص60, بحار الأنوار، ج45، ص1.

[2] تاريخ الطبريّ، ج4، ص321, الإرشاد, ج2, ص64, بحار الأنوار, ج45, ص4.

[3] أي عدم اعتبار الحجم والعدد معياراً في الحركة والانتصار.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.