أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
2189
التاريخ: 27-8-2022
1185
التاريخ: 25/9/2022
1496
التاريخ: 11-9-2016
1815
|
يولد الطفل على الفطرة، وينشأ وقد تبلورت في نفسه كثير من المؤثرات التي تطبع شخصيته وخلقه وميوله على نحو خاص، ولكن أقوى هذه المؤثرات أثراً وأدومها بقاءاً إنما يأتيه من طفولته وينشأ في جو الأسرة التي درج فيها.
1ـ على أن أثر الأسرة قد ضعف في العصر الحاضر إذ ساعدت الظروف الاجتماعية والسياسية والحضارية على أن يتحرر الأبناء من سلطة الآباء، كما فقدت الأسرة كثيراً من خصائصها التربوية فقد كانت الأسرة قديماً هي الوحدة الإنتاجية الاستهلاكية، ولما كان النظام الاقتصادي في الوقت الحاضر يسير إلى نظام تقسيم العمل والتخصص الضيق فقد انتقلت كثيراً من مسؤوليات الأسرة إلى أناس تخصصوا فيها كصناعة الخبز والغزل والنسيج...الخ، وهنا ننتهي إلى أن الطفل الحديث خسر كثيراً من فرص التعليم والتربية التي كان مصدرها الأسرة.
2ـ ومع هذا فلا زال للمنزل دوره في التربية وأثره في التوجيه ومن ذلك أن اعتماد الطفل على أبويه في السنوات الأولى من حياته اعتماداً كليا يجعله يتأثر بهما عن طريق المحاكاة والتقليد ليتلاءم مع أفراد الأسرة. هذا... ولما كان جهاز الطفل العصبي مرنا في هذا السن فإنه يكون شديد التأثر بمن حوله يقلدهم في أمورهم.
3ـ وتنطبع نفسه بما انطبعت عليه نفوسهم حتى يصبح (الولد سر أبيه).
كذلك نجد أن مستوى الأسرة المالي الذي يحدده خط الفقر في المجتمع أثراً في تربية الطفل.
من حيث توفر حاجاته الضرورية أو معيشته في جو من الإسراف أو التبذير، وفي ذلك نضع كثيراً من الأطفال الذين انحرفوا إلى السرقة ممن لم تشبع عندهم النزعة إلى التملك. ومن الناحية العقلية نجد ان عادات الملاحظة والانتباه والتفريق بين الأشياء كلها متوقف على التدرج الذي قام به الأبوان لحواس الطفل وعقله كما يأخذ الطفل طريقة مشيته ولهجته من المنزل، ولا يقف الأمر عند حد الألفاظ بل يمتد إلى ما وراء الألفاظ من المعاني والمدلولات والعواطف. وقد دلت التجارب على ان الولد يرث نصف صفاته العقلية من الجيل الثاني للأجداد وهكذا.... ومن المؤسف أن نعلم ان آباء الأغبياء أكثر نسلاً من آباء الأذكياء مما سينشأ عنه انحدار في الذكاء القومي وإن كان ذلك بطيئاً في عقلية السكان بأجمعهم.
ومن الناحية الخلقية يمتص الطفل الاتجاه الخلقي العام الذي يحيا فيه ويتبلور على ذلك سلوكه وهو يستمد من المنزل معايير الحكم الأخلاقي على الأشياء ومن الناحية الاجتماعية تتكون في نفس الطفل عواطف الولاء للوطن عن طريق شعوره بالولاء للأسرة، ويأخذ الطفل نظرته للحياة من المنزل سواء أكانت تشاؤماً أم تفاؤلاً.
أما النظام الذي يعامل به الطفل فإننا نجد أن النظام الشديد يؤدي إلى الخوف والرهبة وضعف الشخصية، أما النظام الرخو يؤدي إلى الاستبداد والشراسة وأخطر نوع من الأنظمة هو النظام المتذبذب بين اللين والشدة؛ لأنه يحرم الطفل من تشرب القياسات الخلقية، والطفل عندها يقوم بالسلوك ولا يدري يكون نصيبه العقاب أم الثواب.
4ـ نخلص من هذا إلى نجاح الإنسان في الحياة أو فشله فيها راجع بدرجة كبيرة إلى التربية الأولى التي صادفها من طفولته، وهذا مما يحمل الأسرة عبئاً من التربية ، وتربية الطفل تتوقف على مدى التعاون بين المدرسة والمنزل أي بين المعلمين والآباء كما يجب أن تعمل الدولة على رفع مستوى الأسر. بهذا نستطيع أن نخلق جيلاً جديداً يفهم رسالته ويؤمن بوجوده ويبني الوطن العربي حرا كريما.
قال الشاعر:
لا يـبـتـنـى الـبـيت إلا له عمـد ولا عـمـاد إذا لـم ترس أوتـاد
إن صوت الأستاذ زريق واضح في وظيفة المنزل التربوية ولكن يبقى السؤال المطروح ما هو مستوى تربية الأسرة التي نطالبها بهذا المستوى من التربية في حق الحق وإبطال الباطل في كل ميادين الحياة ليبقى الآباء قدوة معتبرة للأبناء على مر الزمن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|