المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Miller,s Primality Test
2-9-2020
ما معنى ان يكون الدين عزيزاً بوجودهم ؟
2-10-2020
القناعة راحة للنفس
27-3-2022
التسجيل في السجل التجاري
14-3-2016
أساس المتتالية الحسابية Common Difference of an Arithmetic Sequence
28-10-2015
ما تعريف العلم التطبيقي؟
8-05-2015


المنزل ووظيفته التربوية  
  
1626   10:50 صباحاً   التاريخ: 23-10-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة ج1
الجزء والصفحة : ص21ـ23
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يولد الطفل على الفطرة، وينشأ وقد تبلورت في نفسه كثير من المؤثرات التي تطبع شخصيته وخلقه وميوله على نحو خاص، ولكن أقوى هذه المؤثرات أثراً وأدومها بقاءاً إنما يأتيه من طفولته وينشأ في جو الأسرة التي درج فيها.

1ـ على أن أثر الأسرة قد ضعف في العصر الحاضر إذ ساعدت الظروف الاجتماعية والسياسية والحضارية على أن يتحرر الأبناء من سلطة الآباء، كما فقدت الأسرة كثيراً من خصائصها التربوية فقد كانت الأسرة قديماً هي الوحدة الإنتاجية الاستهلاكية، ولما كان النظام الاقتصادي في الوقت الحاضر يسير إلى نظام تقسيم العمل والتخصص الضيق فقد انتقلت كثيراً من مسؤوليات الأسرة إلى أناس تخصصوا فيها كصناعة الخبز والغزل والنسيج...الخ، وهنا ننتهي إلى أن الطفل الحديث خسر كثيراً من فرص التعليم والتربية التي كان مصدرها الأسرة.

2ـ ومع هذا فلا زال للمنزل دوره في التربية وأثره في التوجيه ومن ذلك أن اعتماد الطفل على أبويه في السنوات الأولى من حياته اعتماداً كليا يجعله يتأثر بهما عن طريق المحاكاة والتقليد ليتلاءم مع أفراد الأسرة. هذا... ولما كان جهاز الطفل العصبي مرنا في هذا السن فإنه يكون شديد التأثر بمن حوله يقلدهم في أمورهم.

3ـ وتنطبع نفسه بما انطبعت عليه نفوسهم حتى يصبح (الولد سر أبيه).

كذلك نجد أن مستوى الأسرة المالي الذي يحدده خط الفقر في المجتمع أثراً في تربية الطفل.

من حيث توفر حاجاته الضرورية أو معيشته في جو من الإسراف أو التبذير، وفي ذلك نضع كثيراً من الأطفال الذين انحرفوا إلى السرقة ممن لم تشبع عندهم النزعة إلى التملك. ومن الناحية العقلية نجد ان عادات الملاحظة والانتباه والتفريق بين الأشياء كلها متوقف على التدرج الذي قام به الأبوان لحواس الطفل وعقله كما يأخذ الطفل طريقة مشيته ولهجته من المنزل، ولا يقف الأمر عند حد الألفاظ بل يمتد إلى ما وراء الألفاظ من المعاني والمدلولات والعواطف. وقد دلت التجارب على ان الولد يرث نصف صفاته العقلية من الجيل الثاني للأجداد وهكذا.... ومن المؤسف أن نعلم ان آباء الأغبياء أكثر نسلاً من آباء الأذكياء مما سينشأ عنه انحدار في الذكاء القومي وإن كان ذلك بطيئاً في عقلية السكان بأجمعهم.

ومن الناحية الخلقية يمتص الطفل الاتجاه الخلقي العام الذي يحيا فيه ويتبلور على ذلك سلوكه وهو يستمد من المنزل معايير الحكم الأخلاقي على الأشياء ومن الناحية الاجتماعية تتكون في نفس الطفل عواطف الولاء للوطن عن طريق شعوره بالولاء للأسرة، ويأخذ الطفل نظرته للحياة من المنزل سواء أكانت تشاؤماً أم تفاؤلاً.

أما النظام الذي يعامل به الطفل فإننا نجد أن النظام الشديد يؤدي إلى الخوف والرهبة وضعف الشخصية، أما النظام الرخو يؤدي إلى الاستبداد والشراسة وأخطر نوع من الأنظمة هو النظام المتذبذب بين اللين والشدة؛ لأنه يحرم الطفل من تشرب القياسات الخلقية، والطفل عندها يقوم بالسلوك ولا يدري يكون نصيبه العقاب أم الثواب.

4ـ نخلص من هذا إلى نجاح الإنسان في الحياة أو فشله فيها راجع بدرجة كبيرة إلى التربية الأولى التي صادفها من طفولته، وهذا مما يحمل الأسرة عبئاً من التربية ، وتربية الطفل تتوقف على مدى التعاون بين المدرسة والمنزل أي بين المعلمين والآباء كما يجب أن تعمل الدولة على رفع مستوى الأسر. بهذا نستطيع أن نخلق جيلاً جديداً يفهم رسالته ويؤمن بوجوده ويبني الوطن العربي حرا كريما.

قال الشاعر:

لا يـبـتـنـى الـبـيت إلا له عمـد            ولا عـمـاد إذا لـم ترس أوتـاد

إن صوت الأستاذ زريق واضح في وظيفة المنزل التربوية ولكن يبقى السؤال المطروح ما هو مستوى تربية الأسرة التي نطالبها بهذا المستوى من التربية في حق الحق وإبطال الباطل في كل ميادين الحياة ليبقى الآباء قدوة معتبرة للأبناء على مر الزمن.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.