المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل يعني أنه عندما أتزوج وأصبح أما أن أهب حياتي فقط لأولادي؟!  
  
1487   10:35 صباحاً   التاريخ: 25/9/2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص55ــ57
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 7483
التاريخ: 12-1-2016 1887
التاريخ: 6-6-2022 2033
التاريخ: 22-6-2018 1900

هل أنت مستعدة لسماع الجواب؟ أنا متأكدة من أن جوابي لن يعجبك ولكن لا أستطيع إلا أن أقول الحقيقة. نعم أيتها الأم عندما تصبحين أما فهذا يعني أنك ستهبين نفسك لأولادك وهذا حقهم عليك، هذه مسؤوليتك اتجاههم.

ماذا تعتقدين، أنك ستنجبين ويصبح لديك طفل يأكل ويلبس وينام فقط؟ لا فأنت اختلطت عليك الأمور، فهذا الطفل لعبة تحصلين عليه من متجر الألعاب إذا أردت.. ولكن الطفل الذي ستنجبينه سيكون له احتياجات أخرى من واجبك تأمينها له. وأهم هذه الاحتياجات تربيته تربية صحية ونفسية وجسدية سليمة.. وتحقيق ذلك ليس بالأمر السهل فهو يتطلب مجهود وتعب كبيرين.. وهذه التربية ليست بالمهمة البسيطة، وهي نعم وألف نعم تتطلب منك أن تضحي بملذاتك من أجل تحقيقها، ولا تتوقعي بأنك لو قررت تسليم زمام هذه الأمور إلى أحد غيرك فإنه سيقوم بها بالشكل الصحيح وأنك ستحصلين على النتيجة المرجوة.

هذه الوظيفة لا يصلح لها أحد غيرك.. هذه الوظيفة صممت لأجلك.. هذه الوظيفة مطلوب أن يتوفر عند المتقدم لها صفات التضحية والحنان وهو ما لا يمكن أن نجده إلا في سيرتك الذاتية أنت.. لأنه لو فكرت قليلا وسألت نفسك هل يعقل أن يحن أحد على أولادي أكثر منك أو يضحي من أجلهم غيرك؟ من المؤكد أنك لن تجديه.. وإن وجدتيه فهذه مصيبة كبيرة.. فالحيوانات في الغابة تحضن أولادها وترضعهم وتحميهم وتظل بجانبهم ولا تترك رعايتهم لأحد غيرها.. فهل من المعقول أنها تحب وتحن على صغارها أكثر من الإنسان؟!

أيتها الأم: تضحيتك لأولادك من سنة الحياة، وعكس ذلك يكون مخالف للطبيعة. ولكن أريد أن أنبهك وأفتح بصيرتك على أمر في غاية الأهمية وهو أنك إذا كنت عاقلة وناجحة في وظيفتك التربوية منذ البداية عندها ستجدين الوقت الكافي لنفسك لأن مشاكلك الأسرية ستكون معدومة. كيف يكون ذلك؟ هذا هو الهدف من هذا الكتاب مساعدتك على معرفة الخطوات الجوهرية التي من شأنه أن تحمي أولادك من المشاكل وبالتالي تجعل حياتك أسهل، فعندما يعطى كل ذي حق حقه فلا مكان للمشاكل عندئذ... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.