المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

Fibroblasts
29-4-2018
آراء المفسرين في الحروف المقطعة مقدمة للسور، ومفتاح لها
2023-11-21
زهرة الجرس
2023-04-28
في بلاد الرومان.
2024-01-04
الاشوريون
25-10-2016
الزنا والأمراض الجسدية
22-04-2015


الصلح مع معاوية  
  
3745   03:40 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص320-323.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2022 1842
التاريخ: 7-4-2016 3128
التاريخ: 30-3-2016 3467
التاريخ: 3187

كتب الامام (عليه السلام) الى معاوية و أظهر رضاه بالصلح لكن بشروط فارسل ابن عمّه عبد اللّه بن الحارث إليه كي يكتب كتاب الصلح فكتبا:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه الحسن بن عليّ بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلّم إليه ولاية المسلمين على ان يعمل فيهم بكتاب اللّه وسنة رسوله، وليس لمعاوية ان يعهد الى احد من بعده عهدا، على انّ الناس آمنون حيث كانوا من ارض اللّه تعالى في شامهم و يمنهم و عراقهم و حجازهم.

وعلى انّ أصحاب عليّ و شيعته آمنون على أنفسهم و أموالهم و نسائهم وأولادهم حيث كانوا، وعلى معاوية بذلك عهد اللّه و ميثاقه وعلى ان لا يبغي للحسن بن عليّ ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)غائلة سوء سرّا و جهرا ولا يخيف أحدا منه في أفق من الآفاق (وان يتركوا سبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في الصلاة كما كانوا يفعلون) فشهد عليه عبد اللّه بن الحارث و عمرو بن سلمة و عبد اللّه بن عامر و عبد الرحمن بن سمرة  وغيرهم.

فلمّا استتمت الهدنة على ذلك سار معاوية حتى نزل بالنخيلة، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة فصلّى بالناس ضحى النهار فخطبهم و قال في خطبته : انّي و اللّه ما قاتلتكم لتصلّوا و لا لتصوموا و لا لتزكوا ...، و لكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني اللّه ذلك وانتم له كارهون، ألا و انّي منّيت الحسن وأعطيته أشياء و جميعها تحت قدمي لا أفي بشي‏ء منها له‏ .

ثم سار حتى قدم الكوفة فأقام بها أياما فلمّا استتمت البيعة له من اهلها التمس من الحسن (عليه السلام) أن يتكلم بجمع من الناس ويعلمهم انّ الخلافة حقّه فقام (عليه السلام) وصعد المنبر فحمد اللّه و اثنى عليه و صلى على نبيّه (صلى الله عليه واله) وأهل بيته ثم قال: «ايّها الناس انّ اكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وانكم لو طلبتم بين جابلق و جابرس رجلا جدّه رسول اللّه ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين وقد علمتم انّ اللّه هداكم بجدّي محمّد فأنقذكم من الضلالة و رفعكم به من الجهالة و أعزّكم بعد الذلة و كثركم بعد القلّة.

وانّ معاوية نازعني حقا هو لي دونه، فنظرت لصلاح الامة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على ان تسالموا من سالمت و تحاربوا من حاربت، فرأيت أن أسالم معاوية و أضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت أنّ حقن الدماء خير من سفكها و لم أرد بذلك الّا صلحكم و بقاءكم و ان أدري لعلّه فتنة لكم و متاع الى حين» .

ثم صعد معاوية المنبر فخطب الناس و ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) و نال منه و نال من الحسن (عليه السلام) ما نال، فقام الحسين (عليه السلام) ليردّ عليه فأخذ بيده الحسن فأجلسه، ثم قام فقال: «أيها الذّاكر عليّا أنا الحسن و أبي عليّ و أنت معاوية و أبوك صخر، و أمي فاطمة و امّك هند، و جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و جدّك حرب، و جدّتي خديجة و جدّتك قتيلة، فلعن اللّه أخملنا ذكرا و ألأمنا حسبا و شرّنا قدما و أقدمنا كفرا و نفاقا» .

فقال أهل المسجد: آمين، آمين.

يقول المؤلف : و أنا أقول آمين ثم آمين و يرحم اللّه عبدا قال آمين.

وروي انّه لما وقعت المصالحة بين الامام الحسن (عليه السلام) و بين معاوية، أراد معاوية اجبار الحسين (عليه السلام) على البيعة فقال له الحسن : «دعه فانّه لن يبايع حتى يقتل و لن يقتل حتى يقتل معه كل أهل بيته و لن يقتل أهل بيته حتى يقتلوا أهل الشام».

ثم دعا قيس بن سعد للبيعة- و كان رجلا قويّا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان الارض- فقال قيس بن سعد لمّا جاء : حلفت أن لا ألقاه الّا بيني و بينه الرمح و السيف، فأمر معاوية برمح و سيف فوضعا على الارض بينهما ليبرّ بيمينه، وكان قيس قد اعتزل في أربعة آلاف، و ابى أن يبايع فلمّا سمع بالصلح جاء الى مجلس معاوية، فانتبه الى الحسين (عليه السلام) و قال: أ أبايع؟ فأشار (عليه السلام) بيده الى الحسن فقال: انّ هذ امامي وهو ذو اختيار.

فبايع قيس مكرها لكن من دون أن يضع يده في يده بل امتنع من رفعها إليه فنزل معاوية

من الكرسي فمسح يده على يد قيس، و في رواية انّه بايع بعد ما أمره الحسن بذلك.

روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج انّه : لمّا صالح الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس، فلامه بعضهم على بيعته فقال (عليه السلام):

«ويحكم ما تدرون ما عملت و اللّه للذي عملت لشيعتي خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون انّي امامكم و مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه عليّ؟».

قالوا : بلى، قال: أما علمتم أنّ الخضر لما خرق السفينة، وأقام الجدار، وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران (عليه السلام) اذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، و كان ذلك عند اللّه تعالى ذكره حكمة و صوابا؟ أ ما علمتم انّه ما منّا أحد الّا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه الّا القائم (عجل اللّه فرجه) الذي يصلي خلفه روح اللّه عيسى بن مريم (عليه السلام)، فانّ اللّه عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة اذا خرج، ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الاماء، يطيل اللّه عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم انّ اللّه على كلّ شي‏ء قدير .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.