أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2022
1842
التاريخ: 7-4-2016
3128
التاريخ: 30-3-2016
3467
التاريخ:
3187
|
كتب الامام (عليه السلام) الى معاوية و أظهر رضاه بالصلح لكن بشروط فارسل ابن عمّه عبد اللّه بن الحارث إليه كي يكتب كتاب الصلح فكتبا:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه الحسن بن عليّ بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلّم إليه ولاية المسلمين على ان يعمل فيهم بكتاب اللّه وسنة رسوله، وليس لمعاوية ان يعهد الى احد من بعده عهدا، على انّ الناس آمنون حيث كانوا من ارض اللّه تعالى في شامهم و يمنهم و عراقهم و حجازهم.
وعلى انّ أصحاب عليّ و شيعته آمنون على أنفسهم و أموالهم و نسائهم وأولادهم حيث كانوا، وعلى معاوية بذلك عهد اللّه و ميثاقه وعلى ان لا يبغي للحسن بن عليّ ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)غائلة سوء سرّا و جهرا ولا يخيف أحدا منه في أفق من الآفاق (وان يتركوا سبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في الصلاة كما كانوا يفعلون) فشهد عليه عبد اللّه بن الحارث و عمرو بن سلمة و عبد اللّه بن عامر و عبد الرحمن بن سمرة وغيرهم.
فلمّا استتمت الهدنة على ذلك سار معاوية حتى نزل بالنخيلة، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة فصلّى بالناس ضحى النهار فخطبهم و قال في خطبته : انّي و اللّه ما قاتلتكم لتصلّوا و لا لتصوموا و لا لتزكوا ...، و لكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني اللّه ذلك وانتم له كارهون، ألا و انّي منّيت الحسن وأعطيته أشياء و جميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له .
ثم سار حتى قدم الكوفة فأقام بها أياما فلمّا استتمت البيعة له من اهلها التمس من الحسن (عليه السلام) أن يتكلم بجمع من الناس ويعلمهم انّ الخلافة حقّه فقام (عليه السلام) وصعد المنبر فحمد اللّه و اثنى عليه و صلى على نبيّه (صلى الله عليه واله) وأهل بيته ثم قال: «ايّها الناس انّ اكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وانكم لو طلبتم بين جابلق و جابرس رجلا جدّه رسول اللّه ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين وقد علمتم انّ اللّه هداكم بجدّي محمّد فأنقذكم من الضلالة و رفعكم به من الجهالة و أعزّكم بعد الذلة و كثركم بعد القلّة.
وانّ معاوية نازعني حقا هو لي دونه، فنظرت لصلاح الامة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على ان تسالموا من سالمت و تحاربوا من حاربت، فرأيت أن أسالم معاوية و أضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت أنّ حقن الدماء خير من سفكها و لم أرد بذلك الّا صلحكم و بقاءكم و ان أدري لعلّه فتنة لكم و متاع الى حين» .
ثم صعد معاوية المنبر فخطب الناس و ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) و نال منه و نال من الحسن (عليه السلام) ما نال، فقام الحسين (عليه السلام) ليردّ عليه فأخذ بيده الحسن فأجلسه، ثم قام فقال: «أيها الذّاكر عليّا أنا الحسن و أبي عليّ و أنت معاوية و أبوك صخر، و أمي فاطمة و امّك هند، و جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و جدّك حرب، و جدّتي خديجة و جدّتك قتيلة، فلعن اللّه أخملنا ذكرا و ألأمنا حسبا و شرّنا قدما و أقدمنا كفرا و نفاقا» .
فقال أهل المسجد: آمين، آمين.
يقول المؤلف : و أنا أقول آمين ثم آمين و يرحم اللّه عبدا قال آمين.
وروي انّه لما وقعت المصالحة بين الامام الحسن (عليه السلام) و بين معاوية، أراد معاوية اجبار الحسين (عليه السلام) على البيعة فقال له الحسن : «دعه فانّه لن يبايع حتى يقتل و لن يقتل حتى يقتل معه كل أهل بيته و لن يقتل أهل بيته حتى يقتلوا أهل الشام».
ثم دعا قيس بن سعد للبيعة- و كان رجلا قويّا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان الارض- فقال قيس بن سعد لمّا جاء : حلفت أن لا ألقاه الّا بيني و بينه الرمح و السيف، فأمر معاوية برمح و سيف فوضعا على الارض بينهما ليبرّ بيمينه، وكان قيس قد اعتزل في أربعة آلاف، و ابى أن يبايع فلمّا سمع بالصلح جاء الى مجلس معاوية، فانتبه الى الحسين (عليه السلام) و قال: أ أبايع؟ فأشار (عليه السلام) بيده الى الحسن فقال: انّ هذ امامي وهو ذو اختيار.
فبايع قيس مكرها لكن من دون أن يضع يده في يده بل امتنع من رفعها إليه فنزل معاوية
من الكرسي فمسح يده على يد قيس، و في رواية انّه بايع بعد ما أمره الحسن بذلك.
روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج انّه : لمّا صالح الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس، فلامه بعضهم على بيعته فقال (عليه السلام):
«ويحكم ما تدرون ما عملت و اللّه للذي عملت لشيعتي خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون انّي امامكم و مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه عليّ؟».
قالوا : بلى، قال: أما علمتم أنّ الخضر لما خرق السفينة، وأقام الجدار، وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران (عليه السلام) اذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، و كان ذلك عند اللّه تعالى ذكره حكمة و صوابا؟ أ ما علمتم انّه ما منّا أحد الّا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه الّا القائم (عجل اللّه فرجه) الذي يصلي خلفه روح اللّه عيسى بن مريم (عليه السلام)، فانّ اللّه عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة اذا خرج، ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الاماء، يطيل اللّه عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم انّ اللّه على كلّ شيء قدير .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|