ولنا أن نقول: إن التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning مصطلح حديث، وجد له مكانا منذ سنوات قليلة في مطلع القرن الحادي والعشرين، وما زال هذا المصطلح يتم تناوله بشكل عام عند مناقشة العديد من الموضوعات الاقتصادية والمالية، وإدارة المؤسسات المختلفة بصفة عامة، فبينما يؤيد البعض وجود تخطيط استراتيجي لمدى طويل، نجد بعض المعترضين وهو ما نراه أوضح ما يكون «ع صدور كتاب موسوعي هام، يحمل عنوانا يقول: صعود وسقوط التخطيط الاستراتيجي The Rise and Fall of Strategic Planning استنادا إلى أن الكثيرين من رجال الإدارة العليا لا يلتزمون بالتخطيط، ويتكرون وجود تخطيط أصلا، ويتجهون إلى إدارة العمل من خلال قواعد يضعونها هم أنفهم، متجاهلين دور المخططين؛ ولذلك نراهم يقولون: ا(إن التخطيط الاستراتيجي لا يراعي أي متغيرات عديدة تحدث ٠ ولا يناسبها التخطيط طويل الامد، وهم يقولون : «إن التخطيط يستطع أن يساهم في تكوين الصورة بتقديمه لبعض أجزائها، لكنه لا يستطيع رسم الصورة كاملة»(1).

ومن النوادر والطرائف التي ذكرها الباحث الامريكي Henry Mintzberg في كتابه السابق الإشارة إليه والتي قد تساعدنا على فهم تصور المؤسسات المختلفة للتخطيط أنه قد حدث أن أستاذا فرنسا درس واقع العديد من الشركات الاوروبية بعد أزمة الطاقة عام ١٩٧٣ . نوجد أن الكثير من هذه المؤسسات تامت بالغاء إدارات التخطيط فيها من أجل تقليص النفقات. وقال أحد المديرين: «إن هؤلاء الذين يدعون أن التخطيط مهم كاذبون. إذ إن كل شيء يمكن أن يتغير بين عشية وضحاياها»(٢).

ويضيف المؤلف قائلا: «إن التخطيط له أثر سيء على الابتكار، وكلما زادت بيروقراطية التخطيط عجز المديرون عن التفريق بين الاستراتيجية والتخطيط والتنفيذ»(٣).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Menry Mintzberg. The Rise and Fall of Strategic Planning The Free Press, New

York, 1994.

(٢) المرجع السابق٠

(٣) المرجع السابق.