المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



فتنة علي هدلة  
  
1930   01:59 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص33-36.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

وفي سنة ( 1293 هـ ) ظهرت فتنة في كربلاء عُرفت بفتنة علي هدلة وذلك إنّ جماعة من المفسدين حرصت الأهالي على مناوأة الحكومة وكانت بدرجة فظيعة , وفي 11 ذي الحجة سنة 1285 هـ أمر بالقتل العام لمدّة ثلاث ساعات .

ومن المحقّق أنّ تسعة آلاف شخص قد اُبيدوا عن آخرهم في تلك المدينة المقدّسة فضلاً عمّا نُهب من الأموال والأحجار النفيسة , وأثاث البيوت والكتب التي لا تُعد ولا تُحصى .

وفي صحن سيدنا العباس ربطوا الخيل والجمال وقتلوا كلّ مَنْ لاذ بأروقة الحرم الحسيني والعباسي وكذلك فعلوا في البلدة سوى دار السيد كاظم الرشتي التي كانت دار أمان وكلّ مَنْ تمكّن من الهروب نجا , ومَنْ بقى كان نصيبه القتل وهدموا الألواح التي كانت تزين جدران الروضة الشريفة . وبعد القتل العام أصدر الوالي أمراً بتعيين حاكم على كربلاء وفي اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور رجع نجيب باشا قافلاً إلى بغداد .

ولابن الآلوسي ـ وكان من فضلاء أهل السنة وقاضي عسكر نجيب باشا ـ بيتان من الشعر قالهما ارتجالاً بعد وقوع الحادثة :

أحـسين دنّـس طيبَ مرقدك  الاُلى *** رفضوا الهدى وعلى الضلالِ تردّدوا

حـتّى  جـرى قلمُ القضاء  بطهرِها *** يـومـاً فـطهّرها الـنجيب  مـحمّدُ

 

وقد ردّه الشيخ عزيز ابن الشيخ شريف النجفي بقوله :

اخـسأ  عـدو الله إنّ  نـجيبكمْ *** رفض الهدى وعلى العمى يترددُ

 ولـئن  به وبك البسيطة  دنّستْ *** فـابشر يـطهّرها المليك  محمدُ

 

وقد ردّه أيضاً الحاج ملاّ محمّد التبريزي بقوله :

اخـسأ  عدو الله إنّ  نجيبكمْ *** كيزيدكمْ شرب الماء  تعودوا

 هـذا ابنُ هندٍ والمدينة  والدمُ الـ *** ـمهراقُ فيها والنبي محمّدُ

 

وله أيضاً :

تـباً  لأشـقى الأشقياء  نجيبكمْ *** نصب الحسين وفي لضى يتخلّدُ

 لا  تـعجبوا ممّا أتى إذ قد  أتى *** بـصـحيفةٍ مـلـعونةٍ  يـتقلّدُ

أفكار الأهالي مستعدة لقبولها فألفت عصابة بقيادة علي هدلة وقابلت الجيش العثماني ودمرته في مواقع متعددة ولمّا رنّ صدى هذه الحادثة في الأستانة قلق السلطان المخلوع وأصدر إرادة سنية بإرسال جيش إلى كربلاء  وهدمها وقتل مَنْ فيها عن بكرة أبيهم .

وأناط تنفيذ هذه المهمّة بعاكف باشا والي بغداد والمشير حسين فوزي باشا وكان هذا قائداً عاماً للجيش , فجاء الاثنان إلى كربلاء يصحبهما أحد نقباء بغداد السابقين وضربوا المضارب قرب المدينة , فلم ير الوالي في المدينة آثار العصيان والتمرّد وقد علم بعد البحث الطويل أنّ العصاة عصابة ارتكبت إثماً واقترفت ذنباً يطاردها الجيش وليس من العدل هدم المدينة وتنفيذ الإرادة السنية على سكّانها وأخذ البريء بجريرة المذنب .

فأحجم عن تنفيذ الأوامر , وفاتح القائد العام فأبى هذا إلاّ الإصرار على تنفيذ الأوامر فنجم من ذلك خلاف بينهما , فراجع الأستانة وخاطبها بالأمر وبعد أخذ ورد صدر الأمر بالعفو , فرحل الجيش عنها بعد أن قبض على مثيري الفتنة وموقدي نيرانها وقادهم إلى بغداد , وهناك ألقاهم في أعماق السجون والعذاب .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.