المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



موقف الحسين (عليه السّلام) من البيعة ليزيد  
  
3542   01:24 صباحاً   التاريخ: 7-5-2019
المؤلف : آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة
الجزء والصفحة : ص157-160.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

ومات معاوية حين مات وكثير من الناس وعامة أهل العراق ـ بنوع خاص ـ يرون بغض بني اُميّة وحبّ أهل البيت لأنفسهم ديناً  ؛ فقد اكتشف المجتمع الإسلامي ما فيه الكفاية من عورات الحكم الاُموي وذاق طعم عذابه وخبر ألواناً من عسفه وظلمه في الأرزاق والكرامات وانزاحت عن بصيرته الغشاوة التي رانت عليها في أوّل عهد معاوية .

ولم يكن يزيد في مثل تروّي أبيه وحزمه واحتياطه للأمور ولم يلتزم اُسلوب أبيه في الاحتفاظ بالغشاء الديني مُسدلاً على أفعاله وتصرّفاته ولم يكن بين الحسن والحسين (عليهما السّلام) من جهة وبين يزيد من جهة اُخرى أي عهد أو ميثاق .

وهكذا فقد انزاحت بموت معاوية ووعي المجتمع الإسلامي جميع الأسباب التي كانت تحول بين الحسين (عليه السّلام) وبين الثورة في عهد معاوية وبدا الطريق إلى الثورة على الحكم الاُموي مُمهّداً أمام الحسين (عليه السّلام) .

وقد عجّل تلهف يزيد على أخذ البيعة له من كبار زعماء المعارضة له ـ وعلى رأسهم الحسين (عليه السّلام) ـ في تتابع الأحداث ؛ فقد كان أكبر همّه حين آل الأمر بعد موت أبيه هو بيعة النفر الذين أبوا على معاوية بيعة يزيد فكتب إلى الوليد بن عتبة والي المدينة كتاباً يُخبره فيه بموت معاوية وكتاباً آخر جاء فيه : أمّا بعد فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً ليس فيه رخصة حتّى يبايعوا والسّلام  .

ولقد آثر الحسين (عليه السّلام) أن يتخلّص من الوليد بالحُسنى حين دعاه إلى البيعة فقال له :  مثلي لا يبايع سرّاً ولا يجتزئ بها منّي سرّاً فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً  .

ولكن مروان قال للوليد : لئن فارقك الساعة ولم يُبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه ولكن احبسه فإن بايع وإلاّ ضربت عنقه  .

فوثب الحسين (عليه السّلام) عند ذلك وقال :  ويلي عليك يابن الزرقاء ! أنت تأمر بضرب عُنقي ؟ كذبت ولؤمت  .

ثمّ أقبل على الوليد فقال :  أيها الأمير إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور ومثلي لا يبايع مثله  .

بهذه الكلمات أعلن الحسين (عليه السّلام) ثورته على الحكم الاُموي الفاسد على عظمته وجبروته وقسوته في مؤاخذة الخارجين عليه فقد مات معاوية وانقضى العهد والميثاق وأصبح وجهاً لوجه أمام دوره التأريخي الذي يتحتّم عليه أن يصنعه وإنّه لعلى يقين من أنّ حكم يزيد لن يأخذ صفة شرعية ما دام هو مُمسكاً عن بيعته أمّا إذا بايعه فإنّه يكون قد اكتسب الغلّ الجديد الذي طُوقت به الأمّة المسلمة صفة قانونية شرعية وهذا شيء لا يفعله (عليه السّلام) .

إنّ ثمّة فرقاً عظيماً بين أن تكون الاُمّة راضخة لحكم ظالم ولكنّها تعلم أنّه حكم بغير حقّ وأنّه حكم يجب أن يزول وبين أن تخضع الاُمّة لحكم ظالم وترى أنّه حكم شرعي لا بدّ منه ولا يجوز تغييره .

إنّ الاُمّة في الحالة الثانية ترى أنّ حياتها التعسة وأنّ التشريد والجوع والحرمان والذلّ هو قدرها الذي لا مفرّ لها منه هو مصيرها المحتوم الذي لا بدّ أن تصير إليه وحينئذ يُقضى على كلّ أمل في تغيير الأوضاع وحينئذ يضمحلّ كلّ أمل في الثورة وحينئذ تدعم الاُمّة جلاّديها بدل أن تثور عليهم وحينئذ يُصار إلى الرضا بما هو كائن بحسبانه ما ينبغي أن يكون .

أمّا حين تخضع الاُمّة وهي تعلم أنّ الحاكم لا حقّ له فحينئذ يبقى الأمل في التغيير حيّاً نابضاً وتبقى الثورة مشتعلة في النفوس وحينئذ يكون للثائرين مجال للعمل ؛ لأنّ التربة مُعدّة للثورة .

وكان على الحسين (عليه السّلام) وحده أن ينهض بهذا الدور . لقد كانت الثورة قدره المحتوم أمّا الآخرون الذين أبوا البيعة ليزيد فلم يكن لهم عند المسلمين ما للحسين (عليه السّلام) من المنزلة وعلوّ الشأن ؛ أمّا ابن عمر فسرعان ما سلّم قائلاً : إذا بايع الناس بايعت  ؛ وأمّا ابن الزبير فقد كان الناس يكرهونه ويتّهمونه في إبائه البيعة بأنّه يريد الأمر لنفسه ؛ فلم تكن دوافعه دينية خالصة وإنّما كان يدفعه الطمع في الخلافة وما كان الناس يرونه لذلك أهلاً .

ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنّ الحسين (عليه السّلام) لمّا خرج وابن الزبير من المدينة إلى مكة وأقاما بها عكف الناس على الحسين يفدون إليه ويقدمون عليه ويجلسون حواليه ويستمعون كلامه وينتفعون بما يسمع منه ويضبطون ما يروون عنه  . ومغزى هذا الخبر بيّن فقد اتّجهت أنظار الناس إلى الحسين (عليه السّلام) وحده فانقطعوا إليه وهذا يدلّك على مركزه في نفوس المسلمين إذ ذاك .

قال أبو الفرج الأصفهاني : إنّ عبد الله بن الزبير لم يكن شيء أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز ولا أحبّ إليه من خروجه إلى العراق ؛ طمعاً في الوثوب بالحجاز وعلماً منه بأنّ ذلك لا يتمّ له إلاّ بعد خروج الحسين  .

وكان الحسين (عليه السّلام) يعي هذا أيضاً فقد قال يوماً لجلسائه :  إنّ هذا ـ يعني ابن الزبير ـ ليس شيء يؤتاه من الدنيا أحبّ إليه من أن أخرج من الحجاز إلى العراق وقد علم أنّه ليس له من الأمر شيء معي وأنّ الناس لم يعدلوه بي فودّ أنّي خرجت منها لتخلو له  .

وقال عبد الله بن عباس له وهو يحاوره في الخروج إلى العراق : لقد أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إيّاه والحجاز والخروج منها وهو اليوم لا ينظر إليه أحد معك  .

كلّ هذا يكشف عن مدى تعلّق جماهير المسلمين بالحسين (عليه السّلام) باعتباره رجل الساعة . ويقيناً لو أنّه بايع يزيد لما كان لابن الزبير وأضرابه وزن في المعارضة ؛ لأنّهم حينئذ ما كانوا ليجدوا أنصاراً على ما يريدون .

وإذاً فقد وجد الحسين (عليه السّلام) نفسه وجهاً لوجه أمام دوره التاريخي ؛ الحكم الاُموي بكلّ ما فيه من فساد وانحطاط ورجعية وظلم والاُمّة المسلمة بذلّها وجوعها وحرمانها ومركزه العظيم في المسلمين كلّ ذلك وضعه وجهاً لوجه أمام دوره التأريخي وخطّط له المصير الذي يتحتّم عليه أن يضعه لنفسه وعند ذلك أعلن ثورته بهذه الكلمات التي مرّت عليك وقد أجمل فيها أسباب هذه الثورة ؛ التهتك والتطاول على الدين والاستهتار بحقوق الشعب هذه هي أسباب ثورة الحسين (عليه السّلام) .

ويبدو أنّ يزيد بن معاوية أراد أن يخنق ثورة الحسين (عليه السّلام) قبل اشتعالها وذلك باغتياله في المدينة . وقد وردت إشارتان إلى ذلك في كتاب أورده اليعقوبي في تأريخه من ابن عباس إلى يزيد بن معاوية صريحتان في الدلالة على أنّ يزيد دسّ رجالاً ليغتالوا الحسين (عليه السّلام) في المدينة قبل مغادرته إيّاها إلى العراق ؛ ولعلّ هذا ما يكشف لنا عن سبب خروج الحسين (عليه السّلام) من المدينة بصورة سرّية .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.