المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Inverse Hyperbolic Cotangent
3-6-2019
المعتقدات في الديانة المصرية القديمة والهتهم
3-10-2016
الاهمية الاقتصادية للعصفر Economic importance Carthamus Tinctorius L
25-11-2019
Modified Bessel Function of the First Kind
25-3-2019
Lagrange,s Four-Square Theorem
27-12-2020
The electronic structure of carbon
11-7-2018


سهم ذوي القربى  
  
3082   03:02 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 610-611.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

          كان النبي (صلى الله عيله واله) يخص أقاربه بسهم من الخمس ويخص نفسه بسهم آخر، ولذا قسّم اموال خيبر، واعطى المسلمين حقهم، وجعل الكتيبة خمس الله وخمس النبي (صلى الله عيله واله) وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل»، وقد قال تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]، فكانت سيرته (صلى الله عيله واله) ان يختص بسهم من الخمس، ويخص اقاربه بسهم آخر منه.

          ولما ولي ابو بكر اسقط سهم النبي (صلى الله عيله واله) وسهم ذوي القربى، ومنع بني هاشم من الخمس وجعلهم كغيرهم، فارسلت اليه فاطمة (عليها السلام) تسأله ان يدفع اليها ما بقي من خمس خيبر فابى ان يدفع اليها شيئاً.

          قال ابن ابي الحديد : «وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنه)، انه - اي الخمس - كان على ستة: لله وللرسول سهمان، وسهم لاقاربه، وثلاثة اسهم للثلاثة ]المسكين والفقير وابن السبيل[ ، حتى قبض (صلى الله عيله واله) فاسقط ابو بكر ثلاثة اسهم، وقسّم الخمس كله على ثلاثة اسهم، وكذلك فعل عمر.

          وروى ان ابا بكر منع بني هاشم الخمس، وقال : انما لكم ان نعطي فقيركم، ونزوج أمائكم ونخدم من لا خادم له منكم...».

          وروى باسناده عن انس بن مالك «ان فاطمة (عليه السلام) أتت ابا بكر، فقالت (عليه السلام) : لقد علمت الذي ظلمتنا عنه اهل البيت من الصدقات، وما افاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى، ثم قرأت عليه قوله تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41].

          فقال لها ابو بكر : بابي أنتِ وأمي ووالد وَلَدَكِ، السمع والطاعة لكتاب الله، ولحق رسول الله (صلى الله عيله واله) وحق قرابته، وانا اقرأ من كتاب الله الذي تقرئين منه، ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس يسلّم اليكم كاملاً.

          قالت (عليها السلام) : أفلك هو ولأقربائك ؟

          قال : لا، بل انفق عليكم منه، واصرف الباقي في مصالح المسلمين.

          قالت : ليس هذا حكم الله تعالى.

          قال : هذا حكم الله، فان كان رسول الله عهد اليكِ في هذا عهداً أو أوجبه لكم حقاً صدقتك وسلمته كله اليك والى اهلك.

          قالت (عليها السلام) : ان رسول الله (صلى الله عيله واله) لم يعهد الي في ذلك بشيء، الا اني سمعته يقول : لما أنزلت هذه الآية : «ابشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى».

          قال ابو بكر : لم يبلغ علمي من هذه الآية ان أسلّم اليكم هذا السهم كله كاملاً، ولكن لكم الغنى الذي يغنيكم، ويفضل عنكم، وهذا عمر بن الخطاب، وابو عبيدة بن الجراح فاسأليهم عن ذلك، وانظري هل يوافقك على ما طلبت احدٌ منهم.

          فانصرفت الى عمر، فقالت له مثل ما قالت لابي بكر، فقال لها مثل ما قاله لها ابو بكر، فعجبت فاطمة (عليها السلام) من ذلك، وتظنت انهما كانا قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه».

          وقد قيل بان «منع فاطمة من الخمس كان اجتهاداً من قبل الخلفاء في جعل سهم ذوي القربى حقاً لهم من جهة الفقر وأجراهم مجرى غيرهم» انتهى قوله، ولكن هذا باطل، ذلك لان الاجتهاد لا يكون مقابل النص، ولم يُعرف عن رسول الله (صلى الله عيله واله) انه ابطل سهم ذوي القربى.

          وهكذا حُرمت فاطمة (عليها السلام) ابنة المصطفى (صلى الله عيله واله) من جميع حقوقها، ولم يستجيبوا حتى لطلب من مطاليبها المدعومة بالادلة والحجج، وعندما ادركت (عليه السلام) ان الامر قد تجاوز حدود العقل والمنطق والدين، بدأت بالاجهار في معارضتها للنظام القرشي الجديد.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.