المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الآثار الاقتصادية للنفقات العامة
27-10-2016
علاقة جغرافية النقل بالعلوم الاخرى
3/12/2022
pressure (adj.)
2023-11-01
طيف الطاقة للأشعة الكونية الأولية
2023-11-16
تعيين الامام من قبل الله
17-09-2014
لقد فقه الرجل
22-5-2022


دوائر المعارف الغربيّة من نماذج الفهم الخاطئ عن الإسلام  
  
1757   09:53 صباحاً   التاريخ: 23-1-2019
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 204- 207
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

من أبرز نماذج موسوعات المستشرقين التي استُهدفت فيها حقائق الإسلام بالدسّ والتشويه وتاريخ المسلمين وسيرة النبي الكريم محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالتحريف هي :

دوائر المعارف ( البريطانيّة ، الأميركيّة ، لاروس الفرنسية )

وهي من دوائر المعارف الغربيّة المترجمة إلى اللغة العربيّة ، والتي تعتبر من أخطر أعمال التغريب والغزو الثقافي ، التي قامت على أساس معطيات الجهد الاستشراقي والتبشيري ، اللذين سارا معاً في خدمة هدفٍ واحدٍ وهو القضاء على الإسلام ، عن طريق تشويه معالمه وحرفِ مفاهيمه بالشكل الذي يُناسب أهدافهم الخبيثة ، والدسّ فيه بما يُخالف الواقع والحقائق من روايات كاذبة وشخصيّات مزيّفة لا وجود لها ، والتهجّم والافتراء على الشخصيّات المقدّسة والرموز العظيمة من رجالات الإسلام .

ومن الأمثلة على ذلك ، هو عندما تقدّم هذهِ الدوائر للقارئ مادّة ( إسلام ) ومادّة ( محمّد ) ومادّة ( قرآن ) ، حسب التصنيف لهذه المفردات الّتي تتّبعها هذه الدوائر ، تقدّمه على النحو الذي قدّمته دوائر الاستشراق والتبشير في القرن التاسع عشر ، ولم تتحوّل عنه رغم التغييرات الإيجابيّة ، التي طرأت على الفكر الغربي في نظرتهِ إلى الإسلام ومفاهيمه الحقيقية ، ورغم العديد من الدراسات والكتابات ، التي صحّحت بعض الشيء أفكار ومقولات المستشرقين والمبشّرين ، القائمة على التعصّب الديني ، والحقد ضدّ الإسلام والمسلمين ، والتي كانت سائدة لديهم ومعتمدة عندهم طيلة القرون المنصرمة ، ككتابات برناردشو ، وداربر ، وغوستاف لوبون... وغيرهم .

أمّا نماذج نصوص تلك المواد فمنها ما أوردتهُ دائرة المعارف البريطانيّة عن مادّة ( إسلام ) حيث تدّعي فيها أنّ الإسلام مأخوذ من المسيحيّة واليهوديّة ، وأنّ الرسول لم يُهاجر ولكنّهُ هرب من مكّة...

وأمثال هذهِ الافتراءات الّتي يحاولون من خلال طرحها ، إفراغ فكرة النبوّة والرّسالة الّتي يؤمن بها المسلمون ، من مفهوم ارتباطها بالغيب والوحي الإلهي ، أو الانتقاص من مقام الرسول وقدسيّته على الأقل ، وهم بذلك يوهمون مَن يقرأ ويراجع هذهِ الدوائر ، بأنّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إنّما يتصرّف بوحي ذاته ، وليس هناك ارتباط بينهُ وبين السماء عن طريق الوحي ، وأنّه شخصٌ عادي لا يتميّز في خصاله وملكاته عن غيره .

وللأسف فقد تسلّلت هذهِ المفاهيم المحرّفة إلى دراسات المسلمين أنفسهم وكتاباتهم ، فأخذ بعضهم يردّد عند بحثه للتاريخ الإسلامي ، وبالخصوص مقاطع حياة الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) نفس ما يردّدهُ المستشرقون والمبشّرون ، من روايات كاذبة ومقولات مدسوسة ، رغم أنْ هذهِ الافتراءات والدسائس تتناقض بشكلٍ صارخ ، والثوابت التأريخيّة الّتي أقرّتها الدراسات الأوربيّة وأقلام مفكّريها ، دفعت بعضهم مؤخّراً إلى الاعتراف بالإسلام كدين سماوي.

ومن الملاحظ على المصادر التي اعتمدتها هذهِ الدوائر في معارفها ، أنّها مصادر متأخّرة زمنيّاً عن زمن الوقائع التأريخيّة ، وأنّها ضعيفة ومهملة بلحاظ القيمة العلميّة لها ، إضافةً إلى مجهوليّة نصوصها وانقطاع سندها ، وهي بذلك لا تعبّر إلاّ عن الرأي الاستشراقي الأوربّي بالنسبة لهذهِ المواد ، خصوصاً المفردات المتعلّقة بالإسلام ( عقيدةً وحضارة ) ، فإنّ للاستشراق موقفاً من ذلك يتمثّل ( بمحاكمة الإسلام إلى مفهوم الدين في الفكر الأوربي ) ( Belgon ) .

ذلك المفهوم المفرَغ مِن أهمّ المعاني والمبادئ الأساسيّة للدين ، وهو المفهوم العلماني للدين في أوربّا ، والذي يعني ـ عندهم ـ الطقوس والعبادة الكهنوتيّة ، فالدين في المفهوم العلماني الأوربّي علاقةٌ بين الله وذات الإنسان فقط ، وحتّى هذهِ العلاقة لم تسلم من التحريف ، ولم تؤخذ مأخذاً حقيقيّاً ينعكس على أخلاقهم وسلوكهم وطريقة تعاملهم ، وليس كذلك مفهوم الدين في الإسلام الجامع للعلاقتين بين الله والإنسان ، والإنسان والإنسان ، في السلوك الفردي والاجتماعي وعلى صعيد الحكم والدولة . وهذا مغمزٌ أساسي آخر من مغامز هذا البحث ، يحول دون استيعاب جوانب الإسلام المختلفة على حقيقتها .

وقد عُرف عن أغلب المستشرقين ، خصوصاً الكتّاب في دوائر المعارف الغربيّة والعاملين فيها ، تعصّبهم لوجهة نظر مزودجة :

الأُولى : وجهة نظرهم إلى الدين النصراني الذي يدّعون الإيمان به ، وعليه فهم لا يُقرّون بوجود دينٍ غيره أو بعده ، رغم أنّ بعض دراساتهم تضمّنت إقراراً بذلك ، كما صرّحَ بهِ بعضهم من خلال اعترافِه بالإسلام وتدوينه ديناً سماويّاً خاتماً للأديان في بعض الكتب الغربيّة ، مثل ترجمة معاني القرآن لـ ( مونتيه ) ، والتي تتميّز بأنّها قريبةً إلى الصحّة ، وإنْ كانت لا تخلو من الشوائب وبعض الأخطاء .

الثانية : النزعة الاستعلائيّة ( الاستكباريّة ) من زاوية المفهوم الاجتماعي والسياسي الذي يحكم فلسفة الحضارة الأوربيّة كلّها، والنفوذ الاستعماري الأوربّي في بلاد الإسلام ، وكلّها عوامل تمنع من الإقرار والاعتراف بالإسلام بعيداً عن التعصّب الديني والعداء السياسي ، لذا ، ومن خلال هذا التعصّب والعداء والفهم الناقص والنظرة العمياء ، نرى أنّ مادّة ( الإسلام ) في دائرة المعارف البريطانيّة لعام ( 1980م ) قد جاءت مليئةً بالافتراءات والأخطاء عن سوء الفهم المقصود أو عن الجهل المركّب .

ونفس الملاحظة نجدها في عرْضهم لسيرة النبيّ الكريم محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، حيث أنّهم يردّدون ما ردّدهُ الاستشراق والتبشير ، خصوصاً ذلك الذي ثَبَتت صلتهُ الواضحة بمصدريّه الخطَيرَين ، الكنيسة ووزارة المستعمرات في الدول المستعمِرة للعالم الإسلامي ( بريطانيا ، فرنسا ، هولندا ) ، وكذلك ما ردّدهُ الاستشراق الصهيوني والماركسي ، كما في كتابات ( اللورد كرومر ) والوزير الفرنسي ( هانوتو )(1).

هذهِ الكتابات والمؤلّفات مليئة بالأخطاء ، وهادفة إلى تصوير الدين الإسلامي والحضارة الإسلاميّة ، على أنّها غير قادرة على إثبات وجودها واستعادة مكانتها الحقّة ، لهذا نجد أنّ دوائر المعارف هذهِ لا تفرّق بين مفهوم التوحيد والنبوّة كما هو في الإسلام والأديان الأُخرى ، ولا تفرّق بين الإلوهيّة والنبوّة وبين الرسل والصحابة ، كما نجدهم عاجزين عن فهم المعجزات وفلسفتها وفهم فكرة وحدة الأديان وتدرّجها الهادف نحو الكمال .

ونجدهم يُخضعون النظريّة الشموليّة للإسلام ، التي تجمع بين المادّة والروح في نظرتها للحياة والإنسان ، لمنهج تفسيرهم المادّي المحض للحياة والإنسان ، فهم بذلك يبدأون عند تناولهم للإسلام من فكرةٍ مسبقة ، ينظرون من خلالها في أبحاثهم ودراساتهم ، ويحاولون اقتناص النصوص والروايات الّتي تؤيّد فكرتهم تلك ، وإنْ كانت غير مُسندة وساقطة عن الاعتبار ، أو ضعيفة معروضٌ عنها ، أو شاذّةٌ مهملة ، ويُعرضون عن تلك التي تُخالفها وإنْ كانت متواترة أو موثوقة الإسناد ومعتبرة .

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الجندي ، أنورـ مجلّة منار الإسلام ، العدد 6 السنة 11 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.