أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016
3917
التاريخ: 13-4-2016
2852
التاريخ: 14-10-2015
3587
التاريخ: 20-4-2016
25132
|
ما جاءت به العامة والخاصة في قصة قدامة بن مظعون وقد شرب الخمر، فأراد عمر أن يحده فقال له قدامة: انه لا يجب على الحد لان الله تعالى يقول: { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] فدرأ عمر عنه الحد، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام) فمشى إلى عمر فقال له: لم تركت إقامة الحد على قدامة في شرب الخمر؟ فقال: انه تلا على الآية وتلاها عمر، فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): ليس قدامة من أهل هذه الآية ولا من سلك سبيله في ارتكاب ما حرم الله تعالى، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلون حراما، فأردد قدامة واستبه مما قال، فان تاب فأقم عليه الحد، وان لم يتب فاقتله فقد خرج عن الملة، فاستيقظ عمر لذلك وعرف قدامة الخبر، فأظهر التوبة والاقلاع فدرء عمر عنه القتل ولم يدر كيف يحده، فقال لاميرالمؤمنين (عليه السلام): أشر على في حده فقال: حده ثمانين ان شارب الخمر إذا شربها سكر، وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى، فجلده عمر ثمانين وصار إلى قوله في ذلك.
وروى ان مجنونة على عهد عمر فجر بها رجل، فقامت البينة عليها بذلك فأمر عمر بجلدها الحد، فمربها على أمير المؤمنين (عليه السلام) لتجلد فقال: ما بال مجنونة آل فلان تعتل؟ فقيل له: ان رجلا فجر بها وهرب وقامت البينة عليها فأمر عمر بجلد ها ! فقال لهم: ردوها إليه وقولوا له: أما عملت ان هذه مجنونة آل فلان وان النبى (صلى الله عليه واله) قال: رفع القلم عن المجنون حتى يفيق انها مغلوبة على عقلها ونفسها، فردت إلى عمرو قيل له ما قال أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فقال: فرج الله عنه لقد أكدت ان أهلك في جلدها فدرء عنها الحد.
وروى انه اتى بحامل قد زنت فأمر برجمها فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): هب ان لك سبيلا عليها أي سبيل لك على ما في بطنها؟ والله تعالى يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ؟ فقال عمر: لا عشت لمعضلة لايكون لها أبوالحسن ثم قال: فما أصنع بها؟ قال: احتط عليها حتى تلد، فإذا ولدت ووجدت لولدها من يكفله فأقم عليها الحد، فسرى بذلك عن عمر وعول في الحكم به على أميرالمؤمنين (عليه السلام).
وروى انه استدعى امرأة كانت تتحدث عندها الرجال، فلما جاءها رسله فزعت وارتاعت وخرجت معهم فأملصت ووقع إلى الارض ولدها يستهل ثم مات، فبلغ عمر ذلك فجمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وسئلهم عن الحكم في ذلك، فقالوا بأجمعهم: نراك مؤدبا ولم ترد إلاخيرا ولا شى ء عليك في ذلك، وأميرالمؤمنين (عليه السلام) جالس لا يتكلم في ذلك، فقال له عمر: ما عندك في هذا يا أبا الحسن؟ فقال: قد سمعت ما قالوا، قال: فما عندك؟ قال: قد قال القوم ما سمعت ! قال: أقسمت عليك لتقولن ما عندك ! قال: إن كان القوم قاربوك فقد غشوك، وإن كانوا ارتاؤا فقد قصروا الدية على عاقتك لان قتل الصبى خطاء تعلق بك.
فقال: أنت والله نصحتني من بينهم، والله لا تبرح حتى تجرى الدية على بنى عدى، ففعل ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام).
وروى ان امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادعته كل واحدة منهما ولدالها بغير بينة ولم ينازعهما فيه غيرهما، فالتبس الحكم في ذلك على عمرو ففزع فيه إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فاستدعى المرأتين ووعظهما وخوفهما فأقامتا على التنازع والاختلاف، فقال (عليه السلام) عند تماديهما في النزاع: ايتونى بمنشار، فقالت المرأتان: ما تصنع به؟ فقال: أقده نصفين لكل واحدة منكما نصفه، فسكت احديهما وقالت الاخرى: الله الله يا أبا الحسن إن كان لابد من ذلك فقد سمحت به لها، فقال: الله أكبر هذا ابنك دونها ولوكان ابنها لرقت عليه وأشفقت، فاعترفت المرأة الاخرى بان الحق مع صاحبتها والولد لها دونها، فسرى عن عمر ودعى لأمير المؤمنين (عليه السلام) بما فرج عنه في القضاء.
وروى عن يونس عن الحسن ان عمر اتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم برجمها، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ان خاصمتك بكتاب الله خصمتك، ان الله تعالى يقول: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] ويقول جل قائلا: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] فإذا تممت المرأة الرضاعة سنتين وكان حمله وفصاله ثلاثين شهرا كان الحمل منها ستة أشهر، فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك، فعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ عنه إلى يومنا هذا.
وروى ان امرأة شهد عليها الشهود أنهم وجدوها في بعض مياه العرب مع رجل يطأها ليس ببعل لها، فأمر عمر برجمها وكانت ذات بعل، فقالت: اللهم انك تعلم انى بريئة، فغضب عمرو قال: وتجرح الشهود أيضا؟ فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) ردوها واسئلوها فلعل لها عذرا، فرددت وسئلت عن حالها؟ فقالت: كان لأهلي ابل فخرجت في ابل أهلى وحملت معى ماء ولم يكن في ابل أهلى لبن، وخرج معى خليطنا وكان في ابله لبن، فنفد مائي فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى أمكنه من نفسى، فأبيت فلما كادت نفسى تخرج أمكنته من نفسى كرها، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): الله أكبر " فمن اضطر غير باغ ولاعاد فلا إثم عليه فلما سمع ذلك عمر خلى سبيلها.
ومما جاء عنه (عليه السلام) في معنى القضاء و صواب الرأي وارشاد القوم إلى مصالحهم وتداركه ما كاد يفسد بهم لولا تنبيهه على وجه الرأي فيه: ما حدث به شبابة بن سوارعن أبى بكر الهذلي قال : سمعت رجلا من علمائنا يقولون: تكاتبت الاعاجم من أهل همدان وأهل الري واصبهان و قومس ونهاوند، وارسل بعضهم إلى بعض، أن ملك العرب الذي جاءهم بدينهم وأخرج كتابهم قد هلك يعنون النبى (صلى الله عليه واله)، وانه ملكهم من بعده رجل ملكا يسيرا ثم هلك، يعنون أبابكر، وقام من بعده آخر قد طال عمره حتى تناولكم في بلادكم وأغزاكم جنوده يعنون عمربن الخطاب، وانه غير منته عنكم حتى تخرجوا من في بلادكم من جنوده، وتخرجوا إليه فتغزوه في بلاده، فتعاقدوا على هذا وتعاهدوا عليه، فلما انتهى الخبر إلى من بالكوفة من المسلمين أنهوه إلى عمر ابن الخطاب.
فلما انتهى إليه الخبر فزع لذلك فزعا شديدا، ثم اتى مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) فصعد المنبر فحمدالله وأثنى عليه ثم قال: معاشر المهاجرين والانصار ان الشيطان قد جمع لكم جموعا واقبل بها ليطفئ بها نور الله، ألا ان أهل همدان وأهل اصبهان وأهل الري وقومس ونهاوند مختلفة ألسنتها وألوانها، قد تعاهدوا وتعاقدوا أن يخرجوا من بلادهم اخوانكم من المسلمين و يخرجوا اليكم فيغزوكم في بلادكم، فأشيروا على واوجزوا ولاتطنبوا في القول فان هذا يوم له ما بعده من الايام فتكلموا !؟ فقام طلحة بن عبيدالله وكان من خطباء قريش، فحمدالله وأثنى عليه ثم قال: يا أميرالمؤمنين قد حنكتك الامور، وجرستك الدهور، وعجمتك البلايا، وأحكمتك التجارب، وأنت مبارك الامر ميمون النقيبة، قد وليت فخبرت، واختبرت وخبرت، فلم تنكشف من عواقب قضاء الله إلا عن خيار، فاحضر هذا الامر برأيك فلا تغب عنه، ثم جلس فقال عمر: تكلموا فقام عثمان بن عفان فحمدالله وأثنى عليه ثم قال: امابعد يا أميرالمؤمنين فأنى أرى ان تشخص أهل الشام من شامهم، وأهل اليمن من يمنهم، وتسير أنت في أهل هذين الحرمين، وأهل المصرين الكوفة والبصرة، فتلقى جميع المشركين بجميع المؤمنين، فانك يا أمير المؤمنين لا تستبقى من نفسك بعد العرب باقية، ولا تمتع من الدنيا بعزيز ولا تلوذ منها بحريز، فاحضره برأيك ولا تغب عنه، ثم جلس فقال عمر: تكلموا.
فقال أميرالمؤمنين على بن ابي طالب (عليه السلام): الحمدلله حتى أتم التحميد و الثناء على الله و الصلاة على رسوله (صلى الله عليه واله)، ثم قال: اما بعد فانك ان أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم، وان أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم، وان أشخصت من هذين الحرمين انتقضت عليك العرب من اطرافها واكنافها حتى يكون ما تدع وراء ظهرك من عيالات العرب أهم اليك مما بين يديك، فا ما ذكرك كثرة العجم ورهبتك من جموعهم فانا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) بالكثرة، وانما كنا نقاتل بالنصر، واما ما بلغك من اجتماعهم على المسير إلى المسلمين فان الله لمسيرهم أكره منك لذلك وهو أولى بتغيير ما يكره، وان الا عاجم اذا نظروا إليك قالوا: هذا رجل العرب فان قطعتموه فقد قطعتم العرب، وكان أشد لكلبهم وكنت قد ألبتهم على نفسك، وأمدهم من لم يكن يمدهم، ولكنى ارى ان تقر هؤلاء في امصارهم وتكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا على ثلاث فرق، فلتقم فرقة منهم على ذراريهم حرسا لهم، ولتقم فرقة على أهل عهدهم لئلا ينتقضوا، ولتسر فرقة منهم إلى إخوانهم مددا لهم فقال عمر: أجل هذا الرأي وقد كنت أحب ان أتابع عليه، وجعل يكرر قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) وينسقه اعجابا به واختيارا له.
قال الشيخ المفيد رضى الله عنه: فانظروا أيدكم الله إلى هذا الموقف الذي ينبئ بفضل الرأي إذ تنازعه اولوا الالباب والعلم، وتأملوا التوفيق الذي قرن الله به أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الاحوال كلها، وفزع القول إليه في المعضل من الامور، وأضيفوا ذلك إلى ما أثبتناه عنه من القضاء في الدين الذي أعجز متقدمي القوم حتى اضطروا في علمه إليه، تجدوه من باب المعجز الذي قدمناه والله ولى التوفيق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|