المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


دعاؤه (عليه السلام) عند الشدائد  
  
23593   03:06 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص177-187.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 3405
التاريخ: 14-4-2016 3105
التاريخ: 4-5-2022 1424
التاريخ: 5-4-2019 1641

هذا الدعاء كان يدعو به الإمام في الشدائد ونزول الحوادث وهو سريع الإجابة من الله تعالى وهذا نصّه :

اللهمّ أنت الملك يا غفور لا إله إلاّ أنت وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي الذّنوب لا إله إلاّ أنت يا غفور , اللهمّ إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب الرّغائب وأوصلت إليّ من فضائل الصّنائع وعلى ما أوليتني به وتولّيتني به من رضوانك وأنلتني به من منّك الواصل إليّ ومن الدّفاع عنّي والتّوفيق لي والإجابة لدعائي حتّى اناجيك راغبا وأدعوك مصافيا وحتّى أرجوك فأجدك في المواطن كلّها لي جابرا وفي اموري ناظرا وعلى الأعداء ناصرا ولذنوبي غافرا ولعورتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختيار لتنظر ما ذا أقدّم لدار القرار فأنا عتيقك اللهمّ من جميع المصائب واللّوازب  والغموم الّتي ساورتني فيها الهموم بمعاريض القضاء ومصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلاّ الجميل ولا أرى منك غير التّفضيل خيرك لي شامل وفضلك عليّ متواتر , ونعمك عندي متّصلة وسوابق لم تحقّق حذاري بل صدّقت رجائي , وصاحبت أسفاري وأكرمت أحضاري وشفيت أمراضي وعافيت أوصابي وأحسنت منقلبي ومثواي ولم تشمت بي أعدائي ورميت من رماني وكفيتني شرّ من عاداني.

وفي هذا المقطع التذلّل والخشوع أمام الله تعالى والثناء على ألطافه ونعمه المتواصلة عليه فهو يجده عند كلّ ما ألمّ به من شئون الحياة ثمّ يعرض الإمام إلى فصل آخر من دعائه قائلا :

اللهمّ كم من عدوّ انتضى عليّ سيف عداوته وشحذ لقتلي ظبة مديته وأرهف لي شبا حدّه وداف لي قواتل سمومه وسدّد لي صوائب سهامه وأضمر أن يسومني المكروه ويجرّعني زعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزي عن الانتصار ممّن قصدني بمحاربته ووحدتي في كثير ممّن ناواني وأرصد لي فيما لم أعمل فيه فكري في الانتصار من مثله فأيّدتني يا ربّ بعونك وشددت أيدي بنصرك ثمّ فللت لي حدّه وصيّرته بعد جمع عديده وحده وأعليت كعبي عليه ورددته حسيرا لم تشف غليله ولم تبرّد حرارات غيظه قد عضّ عليّ شواه وآب مولّيا قد أخلفت سراياه وأخلفت آماله...

ذكر الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع ما تفضّل عليه الله تعالى من حمايته له من كيد الأعداء وشرورهم الذين حاولوا جاهدين الانتقام منه إلاّ أنّ الله تعالى صرفهم عنه فباءوا بالفشل والخزي ويستمرّ الإمام (عليه السلام) في ذكر خصومه الذين كفاه الله شرّهم قائلا :

اللهمّ وكم من باغ بغاني بمكائده ونصب لي شرك مصائده وضبا إليّ ضبوء السّبع لطريدته واللّحاق بفريسته وهو مظهر بشاشة الملق ويبسط إليّ وجها طلقا فلمّا رأيت يا إلهي دغل سريرته وقبح طويّته أنكسته لأمّ رأسه في زبيته وأركسته في مهوى حفيرته وأنكصته على عقبيه ورميته بحجره ونكأته بمشقصه وخنقته بوتره ورددت كيده في نحره ووبقته بندامته فاستخذل وتضاءل بعد نحوته وبخع وانقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في حبائله الّتي كان يحبّ أن يراني فيها وقد كدت لو لا رحمتك أن يحلّ بي ما حلّ بساحته فالحمد لربّ مقتدر لا ينازع ولوليّ ذي أناة لا يعجل وقيّوم لا يغفل وحليم لا يجهل...

في هذه الكلمات عرض الإمام (عليه السلام) إلى ما تفضّل الله عليه من صرف كيد أعدائه عنه الذين حاولوا جاهدين على إنزال الكوارث بساحته وصبّ المصائب عليه إلاّ أنّ الله تعالى أنجاه منهم ويأخذ الإمام في دعائه قائلا :

ناديتك يا إلهي مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكّلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عنّي عالما أنّه لن يضطهد من آوى إلى ظلّ كفايتك ولا يقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك فخلّصتني يا ربّ بقدرتك ونجّيتني من بأسه بتطوّلك ومنّك....

عرض الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع إلى نجاته من بعض أعدائه الذين كانوا يبغون له الغوائل ويكيدونه في وضح النهار وغلس الليل وقد أنقذه الله منهم وكفاه شرّهم ويستمرّ الإمام في دعائه :

اللهمّ وكم من سحائب مكروه جلّيتها وسماء نعمة أمطرتها وجداول كرامة أجريتها وأعين أحداث طمستها وناشئ رحمة نشرتها وغواشي كرب فرّجتها وغمم بلاء كشفتها وجنّة عافية ألبستها وأمور حادثة قدّرتها لم تعجزك إذ طلبتها فلم تمتنع منك إذ أردتها , اللهمّ وكم من حاسد سوء تولّني بحسده وسلقني بحدّ لسانه ووخز بي بقرف عيبه وجعل عرضي غرضا لمراميه وقلّدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره....

حكى هذا المقطع الألطاف والنعم التي أسداها الله عليه كما حكى إنقاذ الله له من الحاسدين لفضله والباغين عليه ثمّ يقول الإمام في دعائه :

اللهمّ وكم من ظنّ حسن حقّقت وعدم إملاق جبرت وأوسعت ومن صرعة أقمت ومن كربة نفّست ومن مسكنة حوّلت ومن نعمة خوّلت لا تسأل عمّا تفعل ولا بما أعطيت تبخل ولقد سئلت فبذلت ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت أبيت إلاّ إنعاما وامتنانا وتطوّلا وأبيت إلاّ تقحّما على معاصيك وانتهاكا لحرماتك وتعدّيا لحدودك وغفلة عن وعيدك وطاعة لعدوّي وعدوّك لم تمتنع عن إتمام إحسانك وتتابع امتنانك ولم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك....

وفي هذا المقطع عرض لنعم الله تعالى على عباده التي أسداها عليهم فهو المبتدئ بالنعم والمتكرّم بالإحسان مع جهل العباد وتعدّيهم لحدوده ومخالفتهم لأوامره ومن بنود هذا الدعاء قوله :

اللهمّ فهذا مقام المعترف لك بالتّقصير عن أداء حقّك الشّاهد على نفسه بسبوغ نعمتك وحسن كفايتك فهب لي اللهمّ يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك وأتّخذه سلّما أعرج فيه إلى مرضاتك وآمن به من عقابك فإنّك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد وأنت على كلّ شيء قدير , اللهمّ حمدي لك متواصل وثنائي عليك دائم من الدّهر إلى الدّهر بألوان التّسبيح وفنون التّقديس خالصا لذكرك ومرضيّا لك بناصع التّوحيد ومحض التّحميد وطول التّعديد في إكذاب أهل التّنديد لم تعن في شيء من قدرتك ولم تشارك في إلهيّتك ولم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات وفطرت الخلائق على صنوف الهيئات ولاخرقت الأوهام حجب الغيوب إليك فاعتقدت منك محدودا في عظمتك ولا كيفيّة في أزليّتك ولا ممكنا في قدمك فلا يبلغك بعد الهمم ولا ينالك غوص الفطن ولا ينتهي إليك نظر النّاظرين في مجد جبروتك وعظيم قدرتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك وعلا عن ذلك كبرياء عظمتك ولا ينتقص ما أردت أن يزداد ولا يزداد ما أردت أن ينتقص ولا أحد شهدك حين فطرت الخلق ولا ضدّ حضرك حين برأت النّفوس كلّت الألسن عن تبيين صفتك وانحسرت العقول عن كنه معرفتك وكيف تدركك الصّفات أو تحويك الجهات وأنت الجبّار القدّوس الّذي لم تزل أزليّا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك ولم يكن لها سواك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التّفكير وحسر عن إدراكك بصر البصير وتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلّ الاستكانة لعزّتك وانقاد كلّ شيء لعظمتك وأستسلم كلّ شيء لقدرتك وخضعت الرّقاب لسلطانك وضلّ هنالك التّدبير في تصاريف الصّفات لك فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه إليك حسيرا وعقله مبهوتا مبهورا وفكره متحيّرا ...

عرض إمام المتّقين في بداية هذا المقطع إلى تقديس الله وتعظيمه وتمجيده بجميع ما تحتوي عليه هذه الكلمات من أبعاد ثمّ عرض إلى عظيم قدرة الله تعالى التي لا تحد ولا توصف وإلى بعض صفاته التي يقف الفكر أمامها حائرا وهو حسير لا يصل إلى معرفة كنهها والإحاطة بها ثمّ يأخذ الإمام (عليه السلام) في دعائه قائلا :

اللهمّ فلك الحمد متواترا متواليا متّسقا مستوثقا يدوم ولا يبيد غير مفقود في الملكوت ولا مطموس في العالم ولا منتقص في العرفان ولك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في اللّيل إذا أدبر وفي الصّبح إذا أسفر وفي البرّ والبحر وبالغدوّ والآصال والعشيّ والإبكار والظّهيرة والأسحار....

وأعرب الإمام (عليه السلام) في هذه الكلمات عن حمده المتّصل لله تعالى وثنائه عليه ثناء لا ينقطع في جميع الأوقات ويقول (عليه السلام) :

اللهمّ بتوفيقك قد أحضرتني النّجاة وجعلتني منك في ولاية العصمة ولم تكلّفني فوق طاقتي إذ لم ترض عنّي إلاّ بطاعتي فليس شكري وإن دأبت منه في المقال وبالغت منه في الفعال ببالغ أداء حقّك ولا مكاف فضلك لأنّك أنت الله الّذي لا إله إلاّ أنت لم تغب عنك غائبة ولا تخفى عليك خافية ولا تضلّ لك في ظلم الخفيّات ضالّة إنّما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون....

حكى هذا المقطع ما حضي به الإمام (عليه السلام) من توفيق الله تعالى له ومنّه عليه بأن جعله في ولاية العصمة من الرجس والآثام وأنّه (عليه السلام) عاجز عن أداء هذه الألطاف التي أسدها الله عليه ثمّ يقول :

اللهمّ لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك وحمدك به الحامدون ومجّدك به الممجّدون وكبّرك به المكبّرون وعظّمك به المعظّمون حتّى يكون لك منّي وحدي في كلّ طرفة عين وأقلّ من ذلك مثل حمد جميع الحامدين وتوحيد أصناف الموحّدين وتقديس أحبّائك العارفين وثناء جميع المهلّلين ومثل ما أنت عارف به ومحمود به من جميع خلقك من الحيوان والجماد وأرغب إليك اللهمّ في شكر ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلّفتني به من ذلك وأعظم ما وعدتني على شكرك ابتدأتني بالنّعم فضلا وطولا وأمرتني بالشّكر حقّا وعدلا ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا وأعطيتني من رزقك اعتبارا وامتحانا وسألتني منه فرضا يسيرا صغيرا ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا وإعطاء كثيرا وعافيتني من جهد البلاء ولم تسلمني للسّوء من بلائك ومنحتني العافية وأوليتني بالبسطة والرّخاء وضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلّة الشّريفة وبشّرتني به من الدّرجة العالية الرّفيعة المنيعة واصطفيتني بأعظم النّبيّين دعوة وأفضلهم شفاعة محمّد (صلى الله عليه واله) ....

وفي هذه البنود المشرقة من دعائه (عليه السلام) الثناء على الله تعالى مثل ما أثنى تعالى على نفسه العظيمة وتمجيد له بمثل ما مجّده المخلصون والأخيار من عباده والشكر له على ما أولاه من النعم والألطاف التي لا تحصى ؛ ويأخذ الإمام في الدعاء قائلا :

اللهمّ اغفر لي ما لا يسعه إلاّ مغفرتك ولا يمحقه إلاّ عفوك وهب لي في يومي هذا وساعتي هذه يقينا يهوّن عليّ مصيبات الدّنيا وأحزانها ويشوّقني إليك ويرغّبني فيما عندك واكتب لي المغفرة وبلّغني الكرامة وارزقني شكر ما أنعمت به عليّ فإنّك أنت الله الواحد المبدئ البديع السّميع العليم الّذي ليس لأمرك مدفع ولا عن قضائك ممتنع وأشهد أنّك ربّي وربّ كلّ شيء فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة العليّ الكبير المتعال....

عرض الإمام في هذا المقطع إلى طلب المغفرة من الله تعالى وأن يهبه اليقين الكامل حتى تهون عليه أزمات الدنيا وخطوبها التي ألمّت به وأحاطت به كما طلب من الله تعالى أن يهبه الشكر على ما أولاه من النعم ويستمر الإمام في دعائه قائلا :

اللهمّ إنّي أسألك الثّبات في الأمر والعزيمة في الرّشد وإلهام الشّكر على نعمتك وأعوذ بك من جور كلّ جائر وبغي كلّ باغ وحسد كلّ حاسد , اللهمّ بك أصول على الأعداء وإيّاك أرجو ولاية الأحبّاء مع ما لا أستطيع إحصاءه من فوائد فضلك وأصناف رفدك وأنواع رزقك فإنّك أنت الله الّذي لا إله إلاّ أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك لا تضادّ في حكمك ولا تنازع في سلطانك ولا تراجع في أمرك تملك من الأنام ما شئت ولا يملكون إلاّ ما تريد. اللهمّ أنت المنعم المفضل الخالق القادر القاهر المقدّس في نور القدس تردّيت بالعزّة والمجد وتعظّمت بالقدرة والكبرياء وغشّيت النّور بالبهاء وجلّلت البهاء بالمهابة ...

وحوى هذا الدعاء الطلب من الله بتقوية النفس وذلك بثباتها في الأمور والعزيمة في الرشد وغير ذلك ممّا يعود إلى صلاح النفس ثمّ حوى هذا المقطع الثناء على الله وتمجيده وتعظيمه ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :

اللهمّ لك الحمد العظيم والمنّ القديم والسّلطان الشّامخ والحول الواسع والقدرة المقتدرة والحمد المتتابع الّذي لا ينفد بالشّكر سرمدا ولا ينقضي أبدا إذ جعلتني من أفاضل بني آدم وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويّا معافى لم تشغلني بنقصان في بدني ولا بآفة في جوارحي ولا عاهة في نفسي ولا في عقلي ولم يمنعك كرامتك إيّاي وحسن صنعك عندي وفضل نعمائك عليّ إذ وسّعت عليّ في الدّنيا وفضّلتني على كثير من أهلها تفضيلا وجعلتني سميعا أعي ما كلّفتني بصيرا أرى قدرتك فيما ظهر لي واسترعيتني واستودعتني قلبا يشهد بعظمتك ولسانا ناطقا بتوحيدك فإنّي لفضلك عليّ حامد ولتوفيقك إيّاي بحمدك شاكر وبحقّك شاهد وإليك في ملمّي ومهمّي ضارع لأنّك حيّ قبل كلّ حيّ وحيّ بعد كلّ ميّت وحيّ ترث الأرض ومن عليها وأنت خير الوارثين.....

وحفل هذا المقطع بما أسداه الله على الإمام (عليه السلام) من النعم والألطاف وتفضيله له على سائر الخلق وقد قدّم الإمام شكره الله على ما أسداه عليه من جزيل النعم , ويقول الإمام في دعائه :

اللهمّ لم تقطع عنّي خيرك في كلّ وقت ولم تنزل بي عقوبات النّقم ولم تغيّر ما بي من النّعم ولا أخليتني من وثيق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إليّ وإنعامك عليّ إلاّ عفوك عنّي والاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي بتحميدك لا في تقديرك جزيل حظّي حين وفّرته انتقص ملكك ولا في قسمة الأرزاق حين قتّرت عليّ توفّر ملكك ....

وفي هذا المقطع يطلب الإمام (عليه السلام) أن تستمرّ عليه ألطافه ونعمه ولا تنزل عليه عقوبات النقم كما حفل هذا المقطع بما أسداه الله تعالى على الإمام من عظيم النعم التي لا تحصى ومن بنود هذا الدعاء قوله (عليه السلام) :

اللهمّ لك الحمد عدد ما أحاط به علمك وعدد ما أدركته قدرتك وعدد ما وسعته رحمتك وأضعاف ذلك كلّه حمدا واصلا متواترا متوازيا لآلائك وأسمائك , اللهمّ فتمّم إحسانك إليّ فيما بقي من عمري كما أحسنت فيما منه مضى فإنّي أتوسّل إليك بتوحيدك وتهليلك وتمجيدك وتكبيرك وتعظيمك وأسألك باسمك الرّوح المكنون الحيّ الحيّ الحيّ وبه وبه وبه وبك ألاّ تحرمني رفدك وفوائد كرامتك ولا تولّني غيرك بك ولا تسلمني إلى عدوّي ولا تكلني إلى نفسي وأحسن إليّ أتمّ الإحسان عاجلا وآجلا وحسّن في العاجلة عملي وبلّغني فيها أملي وفي الآجلة والخير في منقلبي فإنّه لا تفقرك كثرة ما يتدفّق به فضلك وسيب العطايا من منّك ولا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك ولا تجمّ خزائن نعمتك النّعم ولا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الإعطاء ولا يؤثّر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ولا يلحقك خوف عدم فينتقص فيض ملكك وفضلك ...

طلب الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات أن يتمّ الله عليه نعمه وأن تكون متّصلة بآخر حياته وأنّ ذلك لا ينقص من كرمه وجوده وفيضه على عباده والفصل الأخير من هذا الدعاء الجليل قوله (عليه السلام) :

اللهمّ ارزقنا قلبا خاشعا ويقينا صادقا ولسانا ذاكرا بالحقّ صادعا ولا تؤمني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تهتك عنّي سترك ولا تولّني غيرك ولا تقنّطني من رحمتك بل تغمّدني بفوائدك ولا تمنعني جميل عوائدك وكن لي في كلّ وحشة أنيسا وفي كلّ جزع حصنا ومن كلّ هلكة غياثا ونجّني من كلّ بلاء واعصمني من كلّ زلل وخطأ وتمّم لي فوائدك وقني وعيدك وأصرف عنّي أليم عذابك وتدمير تنكيلك وشرّفني بحفظ كتابك وأصلح لي ديني ودنياي وآخرتي وأهلي وولدي ووسّع رزقي وأدرّه عليّ وأقبل عليّ ولا تعرض عنّي فإنّك لا تخلف الميعاد , اللهمّ ارفعني ولا تضعني وارحمني ولا تعذّبني وانصرني ولا تخذلني وآثرني ولا تؤثر عليّ واجعل لي من أمري يسرا وفرجا وعجّل إجابتي واستنقذني ممّا قد نزل بي إنّك على كلّ شيء قدير وذلك عليك يسير وأنت الجواد الكريم وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين وسلّم تسليما كثيرا.

وانتهى هذا الدعاء الجليل الذي هو من غرر أدعية إمام المتّقين وقد أبدى فيه جميع صنوف التذلّل والخشوع لله تعالى كما أبدى فيه أسمى صور التعظيم والتمجيد لله تعالى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات