المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الهجاء السياسي
22-03-2015
التحوير الجيني Transgenesis
10-8-2020
من مناظرات الإمام الصادق وأجوبته‏
14-11-2017
Posidonius of Rhodes
20-10-2015
يكون اسم الشركة من أسماء الشركاء او بعضهم في الشركة التضامنية
11-10-2017
Compounds Containing Only Monatomic Ions
12-6-2019


علي (عليه السلام) قاتل الناكثين والقاسطين  
  
4067   10:22 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص243-244.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى اصحاب السيرة في حديثهم عن جندب بن عبدا لله الأزدي قال: شهدت مع على (عليه السلام) الجمل وصفين لا اشك في قتال من قاتله حتى نزلت النهروان، فدخلني شك في قتال القوم، وقلت قرائنا وخيارنا نقتلهم إن هذا ألامر عظيم ! فخرجت غدوة أمشى ومعي إداوة ماء حتى برزت من الصفوف، فركزت رمحي ووضعت ترسى اليه، واستترت من الشمس فأنى لجالس حتى ورد علي أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فقال لى: يا أخا الازد أمعك طهور؟ قلت: نعم فناولته الاداوة فمضى حتى لم أره، ثم أقبل وقد تطهر فجلس في ظل الترس وإذا فارس يسئل عنه، فقلت يا: أميرالمؤمنين هذا فارس يريدك؟ قال: فاشر اليه، فأشرت فجاء فقال: يا أميرالمؤمنين قد عبر القوم وقد قطعوا النهر فقال: كلا ما عبروا.

فقال: بلى والله لقد فعلوا ! قال: وانه لكذلك اذ جاء آخر فقال: يا أمير المؤمنين قد عبر القوم ! قال: كلا ما عبروا، قال: والله ما جئتك حتى رأيت الرايات في ذلك الجانب والاثقال ! قال: والله ما فعلوا وانه لمصرعهم ومهراق دمائهم، ثم نهض ونهضت معه وقلت في نفسى: الحمد لله الذى بصرني هذا الرجل و عرفني أمره، هذا أحد رجلين اما رجل كذاب جرئ، أو على بينة من ربه وعهد من نبيه، اللهم انى أعطيك عهدا تسئلنى عنه يوم القيامة ان انا وجدت القوم قد عبروا ان أكون أول من يقاتله، وأول من يطعن بالرمح في عينه، وان كان القوم لم يعبروا أن أقيم على المناجزة والقتال، فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والاثقال كما هي، قال: فأخذ بقفائي و دفعني ثم قال: يا أخا الازد أتبين لك الامر؟ قلت: أجل يا أميرالمؤمنين، فقال: شأنك بعدوك فقتلت رجلا من القوم ثم قتلت آخر ثم اختلفت أنا ورجل آخر أضربه و يضربني فوقعنا جميعا فاحتملني أصحابى وأفقت حين أفقت وقد فرغ من القوم.

وهذا حديث مشهور شايع بين نقلة الآثار وقد أخبر به الرجل عن نفسه في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعده، ولم يدفعه عنه دافع، ولا انكر صدقه فيه منكر، وفيه اخبار بالغيب وابانة عن علم الضمير ومعرفة ما في النفوس، والآية فيه باهرة لا يعادلها الا ما ساواها في معناها من عظيم المعجز وجليل البرهان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.