أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/فرق وأديان/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن الحسن بن محمد الجمال، عن بعض أصحابنا
قال: بعث عبد الملك ابن مروان إلى عامل المدينة أن وجه إلي محمد بن علي بن الحسين ولا
تهيجه ولا تروعه، واقض له حوائجه، وقد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية فحضر جميع
من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال: ما لهذا إلا محمد بن علي، فكتب إلى صاحب المدينة
أن يحمل محمد بن علي إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه، فقال أبو جعفر عليه السلام:
إني شيخ كبير لا أقوى على الخروج، وهذا جعفر ابني يقوم مقامي فوجهه إليه، فلما قدم
على الاموي أزراه لصغره، وكره أن يجمع بينه وبين القدري مخافة أن يغلبه، وتسامع الناس
بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدرية، فلما كان من الغد اجتمع الناس بخصومتهما، فقال
الاموي لابي عبد الله عليه السلام إنه قد أعيانا أمر هذا القدري، وإنما كتبت إليه لأجمع
بينه وبينه، فإنه لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه، فقال: إن الله يكفيناه، قال: فلما اجتمعوا
قال القدري لابي عبد الله عليه السلام: سل عما شئت فقال له: اقرأ سورة الحمد، قال:
فقرأها، وقال الاموي وإنا معه ما في سورة الحمد غلبنا، إنا لله وإنا إليه راجعون قال:
فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى: " إياك نعبد وإياك
نستعين " فقال له جعفر: قف ; من تستعين ؟ وما حاجتك إلى المؤونة ؟ إن الامر إليك
فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 55 ]
تاريخ النشر : 2024-05-11