التفسير بالمأثور/الذنب والمعصية واتباع الهوى/الإمام الصادق (عليه السلام)
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني
قال: حدثني أبو جعفر (صلوات الله عليه) قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر
(عليهم السلام) يقول: دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما سلم
وجلس تلا هذه الآية: { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ
وَالْفَوَاحِشَ} [النجم: 32] ثم أمسك فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ما
أسكتك؟ قال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل، فقال: نعم يا عمرو أكبر
الكبائر الاشراك بالله، يقول الله: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72] وبعده الإياس من روح الله، لان الله
عز وجل يقول: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ } [يوسف: 87] ثم الامن لمكر الله، لان الله عز وجل يقول: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99] ومنها عقوق الوالدين لان الله سبحانه جعل العاق
جبارا شقيا وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، لان الله عز وجل يقول: {فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ...} [النساء: 93] إلى آخر الآية ، وقذف المحصنة، لان
الله عز وجل يقول: {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ } [النور: 23] وأكل مال اليتيم، لان الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] والفرار
من الزحف لان الله عز وجل يقول: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا
مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ
مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [الأنفال: 16] وأكل
الربا لان الله عز وجل يقول: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ
إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:
275] والسحر، لان الله عز وجل يقول:
{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } [البقرة: 102] والزنا، لان الله عز وجل يقول: {وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا } [الفرقان: 68، 69] واليمين الغموس الفاجرة لان الله
عز وجل يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ
ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ } [آل عمران: 77] والغلول لان الله عز وجل يقول: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] ومنع الزكاة المفروضة، لان الله عز وجل يقول: {فَتُكْوَى
بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} [التوبة: 35] وشهادة الزور وكتمان
الشهادة لان الله عز وجل يقول: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}
[البقرة: 283] وشرب الخمر لان الله عز وجل نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان وترك
الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من
ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونقض
العهد وقطيعة الرحم، لان الله عز وجل يقول: { أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ
وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25] قال: فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول:
هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 285
تاريخ النشر : 2024-04-22