أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/حكمة الموت وحقيقته وعلامات الكبر/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني
أحمد بن عبيد الله ابن عمار الثقفي الكاتب، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان
النوفلي، قال: حدثنا محمد بن الحارث بن بشير الزينبي، قال: حدثني القاسم بن الفضل
بن عميرة العبسي، عن عباد المنقري، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)،
قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: مر
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بظبية مربوطة بطنب فسطاط، فلما رأته أطلق الله (عز
وجل) لسانها فكلمته فقالت: يا رسول الله، إني أم خشفين عطشانين، وهذا ضرعي قد
امتلأ لبنا، فخلني لأنطلق فأرضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت. فقال لها رسول الله
(صلى الله عليه وآله): وكيف وأنت ربيطة قوم وصيدهم. قالت: بلى يا رسول الله، أنا
أجئ فتربطني أنت بيدك كما كنت، فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى
سبيلها، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت، وقد أفرغت ما في ضرعها، فربطها رسول الله
(صلى الله عليه وآله) كما كانت، ثم سأل: لمن هذا الصيد؟ فقيل له: هذه لبني فلان،
فأتاهم النبي (صلى الله عليه وآله) وكان الذي أقنصها منهم منافقا، فرجع عن نفاقه
وحسن إسلامه، فكلمه النبي (صلى الله عليه وآله) في بيعها ليشتريها منه، قال: بل
أخلي سبيلها فداك أبي وأمي يا نبي الله. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو
أن البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 453
تاريخ النشر : 2023-04-30