أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/سكرات الموت ونزع الروح/الإمام علي (عليه السلام)
أبو طاهر المقلد
بن غالب، عن رجاله بإسناده المتصل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام: وهو ساجد
يبكي علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء، فقلنا: يا أمير المؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك
وأمضنا وشجانا، وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قط، فقال: كنت ساجدا أدعوا
ربي بدعاء الخيرات في سجدتي فغلبني عيني فرأيت رؤيا هالتني وأقلقتني، رأيت
رسول الله صلى الله عليه واله قائما وهو يقول: يا أبا الحسن طالت غيبتك فقد اشتقت إلى
رؤياك، وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك. فقلت يا رسول الله وما الذي أنجز لك في ؟
قال: أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتك في الدرجات العلى في عليين، قلت: بأبي أنت
وامي يا رسول الله فشيعتنا ؟ قال: شيعتنا معنا، وقصورهم بحذاء قصورنا، ومنازلهم
مقابل منازلنا، قلت: يا رسول الله فما لشيعتنا في الدنيا ؟ قال: الامن والعافية، قلت:
فما لهم عند الموت ؟ قال: يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك الموت بطاعته، قلت: فما
لذلك حد يعرف ؟ قال: بلى، إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في يوم
الصيف الماء البارد الذي ينتقع به القلوب وإن سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه
كأقر ما كانت عينه بموته.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 161 ]