أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: كان غلام من اليهود يأتي النبي (صلى الله عليه وآله)
كثيرا حتى استخفه، وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم، فافتقده
أياما فسأل عنه، فقال له قائل: تركته في آخر يوم من أيام الدنيا؟ فأتاه النبي (صلى
الله عليه وآله) في ناس من أصحابه، وكان له (عليه السلام) بركة لا يكاد يكلم أحدا
إلا أجابه، فقال: يا غلام ففتح عينيه، وقال: لبيك يا أبا القاسم. قال: قل (أشهد أن
لا إله إلا الله وأني محمدا رسول الله) فنظر الغلام إلى أبيه، فلم يقل له شيئا، ثم
ناداه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثانية وقال له مثل قوله الأول، فالتفت
الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثالثة
فالتفت الغلام إلى أبيه فقال: إن شئت فقل وإن شئت فلا. فقال الغلام (أشهد أن لا
إله إلا الله، وأنك رسول لله) ومات مكانه. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبيه
اخرج عنا. ثم قال (عليه السلام) لأصحابه: غسلوه وكفنوه وآتوني به لأصلي عليه، ثم
خرج وهو يقول: الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 438
تاريخ النشر : 2023-04-17